وكلف الله الرسول المجتبى قتال من عنه تولى وأبى حتى يكون الدين خالصا له
سرا وجهرا دقه وجله وهكذا أمته قد كلفوا
بذا وفي نص الكتاب وصفوا
وقال تعالى : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا ) ( التوبة : 5 ) يعني رجعوا عن الشرك بالتوحيد ( وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) وغير ذلك من الآيات في البقرة وآل عمران والنساء والأنفال والتوبة والقتال والحديد والصف وغيرها ، وقال صلى الله عليه وسلم : " أمرت " الحديث في الصحيح . ولو ذهبنا نذكر آيات الجهاد وأحاديثه لطال الفصل وليس هذا موضع بسطها . أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل
( وهكذا ) كما كلف صلى الله عليه وسلم ( أمته ) المستجيبون له ( قد كلفوا بذا ) أي الذي كلف به ( وفي نص الكتاب ) القرآن ( وصفوا ) أي بذلك ; كما قال تعالى : ( بجهاد الكفار محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا ) ( الفتح : 29 ) الآية . وقال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ) ( المائدة : 54 ) والآيات قبلها وبعدها ، ولو لم يكن في ذلك إلا قول ربي عز وجل : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) ( التوبة : 111 ) [ ص: 410 ] لكانت هذه الآية كافية في نعش القلوب وتهييج النفوس وتشويقها وحملها على تلك البيعة الرابحة التي لا خطر لها ولا يحاط بعظم فضلها ، والله المستعان .