( كعب الأحبار ) : روى قول في كتاب العظمة عنه بإسناد صحيح أنه أتاه رجل فقال : يا أبو الشيخ الأصبهاني أبا إسحاق حدثني عن الجبار جل جلاله . فأعظم القوم ذلك فقال كعب : دعوا الرجل فإنه إن كان جاهلا تعلم وإن كان عالما ازداد علما ثم قال كعب : أخبرك أن الله خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ، ثم جعل ما بين كل سماءين كما بين سماء الدنيا والأرض ، وجعل كثفها مثل ذلك ، ثم رفع العرش فاستوى عليه ، فما في السماوات سماء إلا لها أطيط [ ص: 260 ] كأطيط الرحل في أول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن ، وروى أبو نعيم في كتابه ( حلية الأولياء ) بإسناد عن كعب قال : ( للذكر حول العرش دوي كدوي النحل بذكر صاحبه ) وذكر حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي أبو الربيع ثنا عن جرير بن عبد الحميد يزيد بن أبي زيادة عن عبد الله بن الحارث عن كعب قال : ( ما نظر الله إلى الجنة إلا قال طيبي لأهلك فزادت طيبا على ما كانت وما من يوم كان عيدا في الدنيا إلا يخرجون في مقداره إلى رياض الجنة تسفي عليهم الريح بالمسك فلا يسألون ربهم شيئا إلا أعطاهم فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا عما كانوا من الحسن والجمال سبعون ضعفا ) .
وروى أبو نعيم بإسناد صحيح عن كعب قال : قال الله تعالى : أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي لا يخفى علي شيء من أمر عبادي في سمائي ولا في أرضي وإن حجبوا عني فلا يغيب عنهم علمي وإلي مرجع كل خلقي ، فأثيبهم بما خفي عليهم من علمي أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي وأعذب من شئت بعقابي .