الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولو حلف لا يدخل بيتا فدخل مسجدا أو بيعة أو كنيسة أو بيت نار أو دخل الكعبة أو حماما أو دهليزا أو ظلة باب دار لا يحنث ; لأن هذه الأشياء لا تسمى بيتا على الإطلاق عرفا وعادة وإن سمى الله - عز وجل - الكعبة بيتا في كتابه في قوله تعالى - { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة } وسمى المساجد بيوتا حيث قال تعالى { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } ; لأن مبنى الأيمان على العرف والعادة لا على نفس إطلاق الاسم .

                                                                                                                                ألا ترى أن من حلف لا يأكل لحما فأكل سمكا لا يحنث وإن سماه الله تعالى لحما في كتابه الكريم بقوله - عز وجل - { لتأكلوا منه لحما طريا } لما لم يسم لحما في عرف الناس وعاداتهم كذا هذا ، وقيل الجواب المذكور في مثل الدهليز في دهليز يكون خارج باب الدار لأنه لا يبات فيه فإن كان داخل البيت وتمكن فيه البيتوتة يحنث ، والصحيح ما أطلق في الكتاب ; لأن الدهليز لا يبات فيه عادة سواء كان خارج الباب أو داخله ، ولو دخل صفة يحنث ، كذا ذكر في الكتاب ، .

                                                                                                                                وقيل إنما وضع المسألة على عادة أهل الكوفة ; لأن صفافهم تغلق عليها الأبواب فكانت بيوتا لوجود معنى البيت وهو ما يبات فيه عادة ولذا سمي ذلك بيتا عرفا وعادة .

                                                                                                                                فأما على عادة أهل بلادنا فلا يحنث لانعدام معنى البيت وانعدام العرف والعادة والتسمية أيضا

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية