إنا حي من مذحج ، عباب سلفها ولباب شرفها
. عباب الماء : أوله ، وحبابه : معظمه . ويقال جاءوا بعبابهم . أي : جاءوا بأجمعهم . وأراد بسلفهم من سلف من آبائهم ، أو ما سلف من عزهم ومجدهم .[ هـ ] ومنه حديث علي يصف أبا بكر - رضي الله عنهما - : " طرت بعبابها وفزت بحبابها " . أي : سبقت إلى جمة الإسلام ، وأدركت أوائله ، وشربت صفوه ، وحويت فضائله .
هكذا أخرج الحديث الهروي والخطابي ، وغيرهما من أصحاب الغريب .
وقال بعض فضلاء المتأخرين : هذا تفسير الكلمة على الصواب لو ساعد النقل . وهذا هو حديث أسيد بن صفوان قال : لما مات أبو بكر جاء علي فمدحه فقال في كلامه : طرت بغنائها ، بالغين المعجمة والنون - وفزت بحيائها ; بالحاء المكسورة والياء المعجمة باثنتين من تحتها . هكذا ذكره من طرق في كتاب : " ما قالت القرابة في الصحابة " وفي كتاب : " المؤتلف والمختلف " وكذلك ذكره الدارقطني في : " الإبانة " والله أعلم . ابن بطة
( هـ ) وفيه : " مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا " . العب : الشرب بلا تنفس .
* ومنه الحديث : " الكباد من العب " . الكباد : داء يعرض للكبد .
* وفي حديث الحوض : " يعب فيه ميزابان " . أي : يصبان فيه* ولا ينقطع انصبابهما . هكذا جاء في رواية . والمعروف بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان .
[ ص: 169 ] [ هـ ] وفيه : " " . يعني : الكبر ، وتضم عينها وتكسر . وهي فعولة أو فعيلة ، فإن كانت فعولة فهي من التعبية ، لأن المتكبر ذو تكلف وتعبية ، خلاف من يسترسل على سجيته . وإن كانت فعيلة فهي من عباب الماء ، وهو أوله وارتفاعه . وقيل : إن اللام قلبت ياء ، كما فعلوا في : تقضى البازي . إن الله وضع عنكم عبية الجاهلية