الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زأر ]

                                                          زأر : زأر الأسد ، بالفتح ، يزئر ويزأر زأرا وزئيرا : صاح وغضب . وزأر الفحل زأرا وزئيرا : ردد صوته في جوفه ثم مده ؛ قيل لابنة الخس : أي الفحال أحمد ؟ قالت : حمر ضرغامة شديد الزئير قليل الهدير . والزئير : صوت الأسد في صدره . وفي الحديث : فسمع زئير الأسد . ابن الأعرابي : الزئر من الرجال الغضبان المقاطع لصاحبه . قال أبو منصور : الزاير الغضبان ، أصله مهموز ، يقال : زأر الأسد ، فهو زائر ، ويقال للعدو : زائر وهم الزائرون ؛ وقال عنترة :


                                                          حلت بأرض الزائرين فأصبحت عسرا علي طلابك ابنة مخرم



                                                          قال بعضهم : أراد أنها حلت بأرض الأعداء . والفحل أيضا يزئر في هديره زأرا إذا أوعد ؛ قال رؤبة :


                                                          يجمعن زأرا وهديرا محضا

                                                          [ ص: 6 ] وقال ابن الأعرابي : الزائر الغضبان ، بالهمز ، والزاير : الحبيب ، قال ؛ وبيت عنترة يروى بالوجهين ، فمن همز أراد الأعداء ، ومن لم يهمز أراد الأحباب . الجوهري : ويقال أيضا : زئر الأسد ، بالكسر ، يزأر ، فهو زئر ؛ قال الشاعر :


                                                          ما مخدر حرب مستأسد أسد     ضبارم خادر ذو صولة زئر

                                                          ؟

                                                          وكذلك تزأر الأسد ، على تفعل ، بالتشديد . والزأرة : الأجمة ، يقال : أبو الحرث مرزبان الزأرة . وفي الحديث قصة فتح العراق وذكر مرزبان الزأرة ؛ هي الأجمة سميت بها لزئير الأسد فيها . والمرزبان : الرئيس المقدم ، وأهل اللغة يضمون ميمه ؛ ومنه الحديث : إن الجارود لما أسلم وثب عليه الحطم فأخذه فشده وثاقا وجعله في الزأرة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية