فالأول قولهم : هديته الطريق هداية ، أي تقدمته لأرشده . وكل متقدم لذلك هاد . قال :
إذا كان هادي الفتى في البلا د صدر القناة أطاع الأميرا
وينشعب هذا فيقال : الهدى : خلاف الضلالة . تقول : هديته هدى . ويقال أقبلت هوادي الخيل ، أي أعناقها ، ويقال هاديها : أول رعيل منها ، لأنه المتقدم . والهادية : العصا ، لأنها تتقدم ممسكها كأنها ترشده .ومن الباب قولهم : نظر فلان هدي أمره أي جهته ، وما أحسن هديته ، أي هديه . ويقولون : جاء فلان يهادي بين اثنين ، إذا كان يمشي بينهما معتمدا عليهما . ورميت بسهم ثم رميت بآخر هدياه ، أي قصده .
[ ص: 43 ] والباب في هذا القياس كله واحد .
والأصل الآخر الهدية : ما أهديت من لطف إلى ذي مودة . يقال : أهديت أهدي إهداء . والمهدى : الطبق تهدى عليه .
ومن الباب الهدي : العروس ، وقد هديت إلى بعلها هداء . قال :
فإن تكن النساء مخبآت فحق لكل محصنة هداء
والهدي والهدي : ما أهدي من النعم إلى الحرم قربة إلى الله تعالى . يقال هدي وهدي . قال :
وطريفة بن العبد كان هديهم ضربوا صميم قذاله بمهند
أما المهموز فمن غير هذا القياس ، وأكثره يدل على السكون . وهدأ هدوا ، أي سكن . وهدأت الرجل ، إذا نام الناس . وأهدأت المرأة صبيها بيدها لينام ، أي سكنته . ومضى هدء من الليل : بعد نومة أول ما يسكن الناس . والهدأة : ضرب من العدو السهل .
ومما شذ عن هذا الباب : الهدأ ، وهو إقبال المنكب نحو الصدر ، كالجنأ .