الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( و ) كره للصائم ( ذوق ملح ) لطعامه لينظر اعتداله ولو لصانع وكذا ذوق عسل وخل ونحوهما ( و ) كره مضغ ( علك ) ، وهو ما يعلك أي يمضغ كتمر لصبي مثلا ومضغ لبان ( ثم يمجه ) قبل أن يصل منه شيء إلى حلقه فإن وصل قضى فقط إن لم يتعمد وإلا كفر أيضا ( ومداواة حفر ) بفتح الفاء وسكونها ، وهو فساد أصول الأسنان ( زمنه ) أي الصوم ، وهو النهار ولا شيء عليه إن سلم فإن ابتلع منه شيئا غلبة قضى ، وإن تعمد كفر أيضا ( إلا لخوف ضرر ) في تأخيره لليل بحدوث مرض أو زيادة أو شدة تألم ، وإن لم يحدث منه مرض فلا تكره بل يجب إن خاف هلاكا أو شدة أذى

التالي السابق


( قوله ومضغ علك ) أشار بهذا إلى أن علك معمول لمحذوف لا عطف على ملح ; لأن العلك لا يذاق اللهم أن يضمن ذوق معنى تناول تأمل ( قوله ثم يمجه ) يحتمل أنه من تتمة تصوير المسألة وحينئذ فيقرأ بالنصب ; لأنه من عطف الفعل على المصدر الصريح ويحتمل أن يكون مستأنفا فيقرأ بالرفع أي ، وإذا وقع ونزل وذاق الملح أو مضغ العلك فيمجه أي وجوبا وعليه فإن أمسكه بفيه ولم يبتلع منه شيئا حتى دخل وقت الغروب فهل يأثم أم لا ا هـ عدوي ( قوله ومداواة حفر زمنه ) مفهومه جواز مداواته ليلا فإن وصل لحلقه نهارا فهل يكون مثل هبوط الكحل نهارا أم لا ، وهو الظاهر ; لأن هبوط الكحل ليس فيه وصول شيء من الخارج إلى الجوف بخلاف دواء الحفر ا هـ عدوي ( قوله ولا شيء عليه إن سلم ) أي من وصول شيء من الدواء لحلقه وقوله فإن ابتلع منه أي من الدواء المفهوم من مداواة .

( قوله إلا لخوف ضرر ) من ذلك غزل الكتان للنساء إذا كن يرقنه فيكره لهن ذلك ما لم تضطر المرأة لذلك وإلا فلا كراهة وهذا إذا كان له طعم يتحلل كالذي يعطن في المبلات ، وأما ما كان مصريا أي يعطن في البحر فيجوز مطلقا كما في ح وغيره ومن ذلك حصاد الزرع إذا كان يؤدي للفطر كره ما لم يضطر الحصاد لذلك ، وأما رب الزرع فله الخروج للوقوف عليه ولو أدى إلى الفطر ; لأن رب المال مضطر لحفظه كما في المواق عن البرزلي ا هـ بن ( قوله في تأخيره ) أي في تأخير الدواء أي في تأخير استعماله ليلا وقوله وإن لم يحدث منه أي من التألم




الخدمات العلمية