أثر عن : أخرج قتادة ابن عساكر عن قال : لن تخلو الأرض من أربعين بهم يغاث الناس وبهم ينصرون وبهم يرزقون ، كلما مات منهم واحد أبدل الله مكانه رجلا ، قال قتادة : والله إني لأرجو أن يكون قتادة الحسن منهم .
أثر عن : أخرج خالد بن معدان الخلال ، عن وابن عساكر قال : قالت الأرض : رب كيف تدعني وليس علي نبي ؟ قال : سوف أدع عليك أربعين صديقا خالد بن معدان بالشام .
أثر عن شهر : أخرج في تفسيره عن ابن جرير قال : لن تبقى الأرض إلا وفيها أربعة عشر يدفع الله بهم عن أهل الأرض ويخرج بركتها ، إلا زمن شهر بن حوشب إبراهيم فإنه كان وحده .
أثر عن ومن بعده : أخرج أبي الزاهرية ابن عساكر عن قال : الأبدال ثلاثون رجلا أبي الزاهرية بالشام ، بهم يجارون وبهم يرزقون ، إذا مات منهم رجل أبدل الله مكانه ، وأخرج [ ص: 302 ] عن الفضل بن فضالة قال : الأبدال بالشام في حمص خمسة وعشرون رجلا ، وفي دمشق ثلاثة عشر وببيسان اثنان ، وأخرج عن الحسن بن يحيى الخشني قال : بدمشق من الأبدال سبعة عشر نفسا وببيسان أربعة ، وأخرج ابن أبي خيثمة ، عن وابن عساكر ابن شوذب قال : الأبدال سبعون فستون بالشام وعشرون بسائر الأرضين ، وأخرجا من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه قال : الأبدال أربعون إنسانا ، قلت له : أربعون رجلا ؟ قال : لا تقل : أربعون رجلا ، ولكن قل : أربعون إنسانا ؛ لعل فيهم نساء ، وأخرج ابن عساكر من طريق قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري أبا سليمان يقول : الأبدال بالشام والنجباء بمصر والعصب باليمن والأخيار بالعراق ، وأخرج هو والخطيب من طريق عبيد الله بن محمد العبسي قال : سمعت الكناني يقول : النقباء ثلاثمائة والنجباء سبعون والبدلاء أربعون والأخيار سبعة والعمد أربعة والغوث واحد ، فمسكن النقباء المغرب ، ومسكن النجباء مصر ، ومسكن الأبدال الشام ، والأخيار سياحون في الأرض ، والعمد في زوايا الأرض ، ومسكن الغوث مكة ، فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ، ثم النجباء ، ثم الأبدال ، ثم الأخيار ، ثم العمد ، فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث فلا تتم مسألته حتى تجاب دعوته .
وأخرج ثنا ابن أبي الدنيا ثنا محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي عثمان بن مطيع ثنا قال : قال سفيان بن عيينة : لما ذهبت النبوة - وكانوا أوتاد الأرض - أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمة أبو الزناد محمد - صلى الله عليه وسلم - يقال لهم الأبدال ، لا يموت الرجل منهم حتى ينشئ الله مكانه آخر يخلفه ، وهم أوتاد الأرض ، قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم ، لم يفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام ولا بحسن التخشع ولا بحسن الحلية ولكن بصدق الورع وحسن النية وسلامة القلوب والنصيحة لجميع المسلمين ابتغاء مرضاة الله بصبر حليم ولب رحيم ، وتواضع في غير مذلة ، لا يلعنون أحدا ولا يؤذون أحدا ولا يتطاولون على أحد تحتهم ولا يحقرونه ، ولا يحسدون أحدا فوقهم ، ليسوا بمتخشعين ولا متماوتين ولا معجبين ، لا يحبون لدنيا ولا يحبون الدنيا ، ليسوا اليوم في وحشة ولا غدا في غفلة ، وأخرج الخلال عن قال : ما من قرية ولا بلدة إلا يكون فيها من يدفع الله به عنهم ، وأخرج عن إبراهيم النخعي قال : ما خلت الأرض بعد زاذان نوح من اثني عشر فصاعدا يدفع الله بهم عن أهل الأرض .
[ ص: 303 ] وأخرج الإمام أحمد في الزهد عن كعب قال : لم يزل من بعد نوح في الأرض أربعة عشر يدفع الله بهم العذاب ، وأخرج في جزء جمعه في أخبار أبو الحسين بن المنادي الخضر قال : ثنا ثنا أحمد بن ملاعب يحيى بن سعيد السعدي أخبرني أبو جعفر الكوفي عن أبي عمر النصيبي قال : خرجت أطلب مسألة من مصقلة بالشام وكان يقال : إنه من الأبدال ، فلقيته بوادي الأردن فقال لي : ألا أخبرك بشيء رأيته اليوم في هذا الوادي ؟ فقلت : بلى ، قال : دخلت فإذا أنا بشيخ يصلي إلى شجرة فألقي في روعي أنه إلياس فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي فقلت : من أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا إلياس النبي ، فقلت : يا نبي الله هل في الأرض اليوم من الأبدال أحد ؟ قال : نعم ، هم ستون رجلا ، منهم خمسون بالشام فيما بين العريش إلى الفرات ، ومنهم ثلاثة بالمصيصة ، وواحد بأنطاكية ، وسائر العشرة في سائر أمصار العرب . وأخرج في كتاب الديباج له بسنده عن إسحاق بن إبراهيم الختلي داود بن يحيى مولى عون الطفاوي عن رجل كان مرابطا بعسقلان قال : بينا أنا أسير بالأردن إذ أنا برجل في ناحية الوادي قائم يصلي فوقع في قلبي أنه إلياس ، فذكر نحو ما قبله ، ولفظه ، قلت : فكم الإبدال ؟ قال : هم ستون رجلا - خمسون ما بين عريش مصر إلى شاطئ الفرات ، ورجلان بالمصيصة ، ورجل بأنطاكية ، وسبعة في سائر الأمصار - بهم تسقون الغيث وبهم تنصرون على العدو وبهم يقيم الله أمر الدنيا حتى إذا أراد أن يهلك الدنيا أماتهم جميعا .
وفي كفاية المعتقد لليافعي - نفعنا الله تعالى ببركته - قال بعض العارفين : الصالحون كثير مخالطون للعوام لصلاح الناس في دينهم ودنياهم ، والنجباء في العدد أقل منهم ، والنقباء في العدد أقل منهم ، وهم مخالطون الخواص ، والأبدال في العدد أقل منهم نازلون في الأمصار العظام لا يكون في المصر منهم إلا الواحد بعد الواحد ، فطوبى لأهل بلدة كان فيها اثنان منهم ، والأوتاد واحد باليمن وواحد بالشام وواحد في المشرق وواحد في المغرب ، والله سبحانه يدير القطب في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء ، وقد سترت أحوال القطب - وهو الغوث - عن العامة والخاصة غيرة من الحق عليه ، غير أنه يرى عالما كجاهل ، أبله كفطن ، تاركا آخذا ، قريبا بعيدا ، سهلا عسرا ، آمنا حذرا ، وكشف أحوال الأوتاد للخاصة وكشف أحوال البدلاء للخاصة والعارفين ، وستر أحوال النجباء والنقباء عن العامة خاصة وكشف بعضهم لبعض ، وكشف حال الصالحين للعموم والخصوص ؛ ليقضي الله أمرا كان مفعولا ، وعدة النجباء ثلاثمائة والنقباء أربعون والبدلاء [ ص: 304 ] قيل ثلاثون ، وقيل أربعة عشر ، وقيل سبعة - وهو الصحيح - والأوتاد أربعة ، فإذا مات القطب جعل مكانه خيار الأربعة ، وإذا مات أحد الأربعة جعل مكانه خيار السبعة ، وإذا مات أحد السبعة جعل مكانه خيار الأربعين ، وإذا مات أحد الأربعين جعل مكانه خيار الثلاثمائة ، وإذا مات أحد الثلاثمائة جعل مكانه خيار الصالحين ، وإذا أراد الله أن يقيم الساعة أماتهم أجمعين ، وبهم يدفع الله عن عباده البلاء وينزل قطر السماء . انتهى ، ثم قال : وقال بعض العارفين : والقطب هو الواحد المذكور في حديث أنه على قلب ابن مسعود إسرافيل ، ومكانه من الأولياء كالنقطة في الدائرة التي هي مركزها ، به يقع صلاح العالم قال : وقال بعضهم : لم يذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أحدا على قلبه ؛ إذ لم يخلق الله في عالم الخلق والأمر أعز وألطف وأشرف من قلبه - صلى الله عليه وسلم - فقلوب الأنبياء والملائكة والأولياء بالإضافة إلى قلبه كإضافة سائر الكواكب إلى كمال الشمس . انتهى .
وأخرج القشيري في الرسالة بسنده عن بلال الخواص قال : كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل يماشيني فعجبت ، فألهمت أنه الخضر - عليه السلام - فقلت له : بحق الحق من أنت ؟ قال : أخوك الخضر ، قلت : أريد أن أسألك ، قال : سل ، قلت : ما تقول في ؟ قال : هو من الأوتاد ، قلت : وما تقول في الشافعي ؟ قال : رجل صديق ، قلت : ما تقول في أحمد بن حنبل بشر الحافي ؟ قال : لم يخلق بعده مثله ، قلت : بأي وسيلة رأيتك ؟ قال : ببركة أمك .
وأخرج الإمام أحمد في الزهد ، ، وابن أبي الدنيا وأبو نعيم ، ، والبيهقي ، عن جليس وابن عساكر قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت : يا رسول الله أين بدلاء أمتك ؟ فأومأ بيده نحو وهب بن منبه الشام ، قلت : يا رسول الله أما بالعراق منهم أحد ؟ قال : بلى ، محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان الذي يمشي في الناس بمثل زهد ومالك بن دينار أبي ذر في زمانه .
وأخرج أبو نعيم عن داود بن يحيى بن يمان قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقلت : يا رسول الله من الأبدال ؟ قال : الذين لا يضربون بأيديهم ، وإن وكيع بن الجراح منهم .
وأخرج ابن عساكر عن أبي مطيع معاوية بن يحيى أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح فإذا عليه ليل ، فلما صار تحت القبة سمع صوت جرس الخيل على البلاط ، فإذا فوارس قد لقي بعضهم بعضا ، قال بعضهم لبعض : من أين قدمتم ؟ قالوا : أولم تكونوا معنا ؟ قالوا : لا ، قالوا : قدمنا من جنازة البديل ، قالوا : وقد مات ، [ ص: 305 ] ما علمنا بموته ، فمن استخلفتم بعده ؟ قالوا : خالد بن معدان أرطاة بن المنذر ، فلما أصبح الشيخ حدث أصحابه فقالوا : ما علمنا بموت ، فلما كان نصف النهار قدم البريد بخبر موته . خالد بن معدان
وفي كفاية المعتقد لليافعي عن بعض أصحاب الشيخ عبد القادر الكيلاني قال : خرج الشيخ عبد القادر من داره ليلة فناولته إبريقا فلم يأخذه ، وقصد باب المدرسة فانفتح له الباب ، فخرج وخرجت خلفه ثم عاد الباب مغلقا ، ومشى إلى قرب من باب بغداد فانفتح له فخرج وخرجت معه ثم عاد الباب مغلقا ، ومشى غير بعيد فإذا نحن في بلد لا أعرفه فدخل فيه مكانا شبيها بالرباط ، وإذا فيه ستة نفر فبادروا إلى السلام عليه ، والتجأت إلى سارية هناك وسمعت من جانب ذلك المكان أنينا فلم نلبث إلا يسيرا حتى سكن الأنين ، ودخل رجل وذهب إلى الجهة التي سمعت فيها الأنين ثم خرج يحمل شخصا على عاتقه ودخل آخر مكشوف الرأس طويل الشارب وجلس بين يدي الشيخ فأخذ عليه الشيخ الشهادتين وقص شعر رأسه وشاربه وألبسه طاقية وسماه محمدا ، وقال لأولئك النفر : قد أمرت أن يكون هذا بدلا عن الميت ، قالوا : سمعا وطاعة ، ثم خرج الشيخ وتركهم وخرجت خلفه ومشينا غير بعيد وإذا نحن عند باب بغداد فانفتح كأول مرة ثم أتى المدرسة فانفتح له بابها ودخل داره ، فلما كان الغد أقسمت عليه أن يبين لي ما رأيت ، قال : أما البلد فنهاوند ، وأما الستة فهم الأبدال ، وصاحب الأنين سابعهم كان مريضا فلما حضرت وفاته جئت أحضره ، وأما الرجل الذي خرج يحمل شخصا فأبو العباس الخضر - عليه السلام - ذهب به ليتولى أمره ، وأما الرجل الذي أخذت عليه الشهادتين فرجل من أهل القسطنطينية كان نصرانيا وأمرت أن يكون بدلا عن المتوفى ، فأتي به فأسلم على يدي وهو الآن منهم .
فائدة : أخرج أبو نعيم في الحلية عن أنه قيل له : إنك من الأبدال السبعة الذين هم أوتاد الأرض ، فقال : أنا كل السبعة . أبي يزيد البسطامي
فائدة : أخرج الشيخ نصر المقدسي في كتاب الحجة على تارك المحجة بسنده عن أنه قيل له : هل لله في الأرض أبدال ؟ قال : نعم ، قيل : من هم ؟ قال : إن لم يكن أحمد بن حنبل فما أعرف لله أبدالا ، وقال الحافظ أصحاب الحديث هم الأبدال محب الدين بن النجار في تاريخ بغداد : أنشدنا محمد بن ناصر السلامي أنشدنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي أنشدنا الحافظ لنفسه : أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري
عاب قوم علم الحديث وقالوا هو علم طلابه جهال
[ ص: 306 ]عدلوا عن محجة العلم لما دق عنهم فهم العلوم وقالوا
إنما الشرع يا أخي كتاب الله لا هوة به ولا إشكال
ثم من بعده حديث رسول الله فاض يقضي إليه المآل
وطريق الآثار تعرف بالنقل وللنقل فاعلمنه رجال
همهم نقله ونفي الذي قد وضعته عصابة ضلال
لم ينووا فيه جاهدين ولم تقطعهم عن طلابه الأشغال
وقضوا لذة الحياة اغتباطا بالذي حرروه منه وقالوا
ورضوه من كل شيء بديلا فلعمري لنعم ذاك البدال
ولقد جاءنا عن السيد الما جد حلف العلياء فيهم مقال
أحمد المنتمي إلى حنبل أك رم به فيه مفخر وجمال
إن أبدال أمة المصطفى أحمد هم حين تذكر الأبدال
وأخرج عن قال : من قال في كل يوم عشر مرات : اللهم أصلح أمة معروف الكرخي محمد ، اللهم فرج عن أمة محمد ، اللهم ارحم أمة محمد ، كتب من الأبدال ، وأخرج عن قال : إن أحببتم أن تكونوا أبدالا فأحبوا ما شاء الله ، ومن أحب ما شاء الله لم ينزل به من مقادير الله شيء إلا أحبه . أبي عبد الله النباجي
فائدة : في كتاب كفاية المعتقد لليافعي - نفعنا الله تعالى به - قيل : إنما سمي الأبدال أبدالا لأنهم إذا غابوا تبدل في مكانهم صور روحانية تخلفهم ، وبني على ذلك ما حكي عن الشيخ مفرج الدماميلي أنه رآه بعض أصحابه يوم عرفة [ بعرفة ] ورآه آخر في مكانه من زاويته بدماميل لم يفارقه في جميع ذلك اليوم ، فلما رجع الحاج ذكر كل واحد منهما ذلك لصاحبه وتنازعا في ذلك وحلف كل بالطلاق فاختصما إليه ، فأقرهما وأبقى كلا منهما على [ ص: 307 ] الزوجية ، فسئل عن الحكمة في عدم حنث الاثنين مع كون صدق أحدهما يوجب حنث الآخر ، فقال : الولي إذا تحقق في ولايته مكن من التصور في صور عديدة وتظهر روحانيته في وقت واحد في جهات متعددة ، فالصورة التي ظهرت لمن رآها بعرفة ، والصورة التي رآها الآخر في مكانه في ذلك الوقت حق ، وكل منهما صادق في يمينه ، ولا يلزم من ذلك وجود شخص في مكانين في وقت واحد لأن ذلك إثبات تعدد الصور الروحانية لا الجسمانية . انتهى .
وقد قررت نظير ذلك في الروح بعد الموت في باب مقر الأرواح في كتاب البرزخ ، قال الشمس الداودي : قال مؤلفه شيخنا - رضي الله عنه وأرضاه - : ألفته يوم السبت ثامن محرم سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة ، أحسن الله ختامها بمحمد وآله أجمعين .