مسألة : في قوله صلى الله عليه وسلم : " كيف عطف ، وهو إنشاء على قول أومخرجي هم " ورقة : إذ يخرجك قومك ، وهو خبر ، وعطف الإنشاء على الخبر لا يجوز ، وأيضا فهو عطف جملة على جملة ، والمتكلم مختلف ؟
الجواب : القول بأن لا يجوز هو رأي أهل البيان ، والأصح عند أهل العربية جوازه ، وأهل البيان يقدرون في مثل ذلك جملة بين الهمزة والواو ، وهي المعطوف عليها ، فالتركيب سائغ على رأي أهل الفنين ، أما المجوزون لعطف الإنشاء على الخبر فواضح . وأما المانعون فعلى التقدير المذكور أقول : ويصح أن تكون جملة الاستفهام معطوفة على جملة التمني في قوله : ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، بل هذا هو الظاهر ، فيكون المعطوف عليه أول الجملة لا ذيلها الذي هو ظرف متعلق بها ، والتمني إنشاء ، فهو من عطف الإنشاء على الإنشاء ، وأما العطف على جملة في كلام الغير فسائغ معروف في القرآن والكلام الفصيح ، قال تعالى : ( عطف الإنشاء على الخبر وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي ) .