حدثنا
علي بن هارون ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12160أبو معشر الدارمي ، ثنا
محمد بن المنهال ، ثنا
[ ص: 289 ] nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد بن زياد ، ثنا
الربيع بن أبي مسلم ، قال : دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير حين جيء به إلى
الحجاج وهو موثق ، فبكيت ، فقال لي : ما يبكيك ؟ قلت : الذي أرى بك ، قال : فلا تبك ، إن هذا كان في علم الله عز وجل أن يكون . ثم قرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29028_19594ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) الآية .
حدثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
محمد بن شبل ، ثنا
أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17345يحيى بن يمان ، عن
أشعث ، عن
جعفر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال :
nindex.php?page=treesubj&link=31910_31908_31954بعث موسى وهارون عليهما السلام ابني هارون بقربان يقربانه ، فقالا : أكلته النار . وكذبا ، فأرسل الله تعالى عليهما نارا فأكلتهما ، قال : فأوحى الله تعالى إليهما : هكذا أفعل بأوليائي ، فكيف بأعدائي ؟
حدثنا
محمد بن علي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13437محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا
يزيد بن خالد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17345يحيى بن يمان ، ثنا
أشعث ، عن
جعفر ، عن
سعيد قال : من
nindex.php?page=treesubj&link=18061عطس عنده أخوه المسلم فلم يشمته ، كان دينا يأخذه به يوم القيامة .
حدثنا
محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15541بشر بن موسى ، ثنا
خلاد بن يحيى ، ثنا
مسعر ، عن
سليمان الشيباني ، عن
سعيد ، أنه سئل عن
nindex.php?page=treesubj&link=27711القبلة للصائم ، قال : قيل : فإنه لبريد سوء .
حدثنا
محمد ، ثنا
بشر ، ثنا
خلاد بن يحيى ، ثنا
إسماعيل بن عبد الملك ، قال : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن فريضة من
nindex.php?page=treesubj&link=14021فرائض الجد ، فقال : يا ابن أخي ، إنه كان يقال : من أحب أن يتجرأ على جراثيم جهنم ، فليتجرأ على فرائض الجد .
حدثنا
أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا
أحمد بن موسى ، ثنا
إسماعيل بن سعيد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
أيوب ، قال : قام
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير يوما من مجلسه ، فسألته عن حديث ، فقال :
nindex.php?page=treesubj&link=18487_18486ليس كل حين أحلب فأشرب .
حدثنا
أبو بكر بن مالك ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا
إبراهيم بن خالد ، ثنا
أمية بن شبل ، عن
عثمان بن مردويه ، قال : كنت مع
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب [ ص: 290 ] بن منبه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير يوم عرفة بنخيل
ابن عامر ، فقال
وهب لسعيد :
أبا عبد الله ، كم لك منذ خفت من
الحجاج ؟ قال : خرجت عن امرأتي وهي حامل فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه ، فقال له
وهب : إن من قبلكم كان
nindex.php?page=treesubj&link=19576_32024إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء ، وإذا أصابه رخاء عده بلاء .
حدثنا
أبو حامد بن جبلة ، ثنا
محمد بن إسحاق ، ثنا
محمد بن أحمد بن خلف ، ثنا
سفيان ، عن
سالم بن أبي حفصة ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=19594_26536_33730_33179_33964لما أتى nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير الحجاج قال : أنت شقي بن كسير . قال : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال : لأقتلنك . قال : أنا إذا كما سمتني أمي . ثم قال : دعوني أصلي ركعتين . قال : وجهوه إلى قبلة
النصارى . قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فأينما تولوا فثم وجه الله ) ، ثم قال : إني أستعيذ منك بما عاذت به
مريم . قال : وما عاذت به
مريم ؟ قال : قالت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) ، قال
سفيان : لم يقتل بعد
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير إلا رجلا واحدا .
حدثنا
أبو حامد بن جبلة ، ثنا
محمد بن إسحاق ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15668حاتم بن الليث ، ثنا
سعيد بن هشيم ، حدثني أبي ، حدثني
عتبة مولى
الحجاج ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=33730_33964حضرت nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير حين أتي به الحجاج بواسط ، فجعل
الحجاج يقول له : ألم أفعل بك ؟ ألم أفعل بك ؟ فيقول : بلى . فيقول : فما حملك على ما صنعت من خروجك علينا ؟ قال : بيعة كانت علي . فغضب
الحجاج وصفق بيده ، وقال : فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى أن تفي بها . وأمر به فضربت عنقه .
حدثنا
أبو حامد ، ثنا
محمد بن إسحاق ، ثنا
أبو معمر ، ثنا
هشيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14835العوام بن حوشب ، عن أبيه ، قال : لما
nindex.php?page=treesubj&link=33730أتى nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير الحجاج فأمر بضرب عنقه وجد في إزاره صرة فيها دراهم ، فاختصم فيها الذي جاء به والذي ضرب عنقه ، فقضى به
الحجاج للذي ضرب عنقه .
حدثنا
أبو حامد بن جبلة ، ثنا
محمد بن إسحاق ، ثنا
عبد الله بن سعد الزهري ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17224هارون بن معروف ، ثنا
ضمرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16440عبد الله بن شوذب ، قال : لما
nindex.php?page=treesubj&link=33730أمر الحجاج nindex.php?page=showalam&ids=15992بسعيد بن جبير أن يقتل استقبل القبلة ، فنادى
الحجاج من مجلسه : اصرفوه اصرفوه . قال : فصرف عن القبلة .
حدثنا
أبو حامد ، ثنا
محمد ، ثنا
الحسن بن عبد العزيز ، ثنا
سنيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15831خلف بن [ ص: 291 ] خليفة ، عن أبيه ، قال : شهدت
nindex.php?page=treesubj&link=33964مقتل nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، فلما بان رأسه قال : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، ثم قالها الثالثة فلم يتمها .
حدثنا
أبو حامد ، ثنا
محمد بن إسحاق ، ثنا
هارون بن عبد الله ، ثنا
محمد بن سلمة بن هشام بن إسماعيل أبو هشام المخزومي ، ثنا
مالك ، عن
يحيى بن سعيد ، عن كاتب
للحجاج يقال له :
يعلى ، قال ما لك ؟ وهو أخ
nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة الذي كان على بيت المال ، قال : كنت أكتب
للحجاج وأنا يومئذ غلام حديث السن يستخفني ويستحسن كتابتي ، فأدخل عليه بغير إذن ، فدخلت عليه يوما بعدما قتل
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير وهو في قبة لها أربعة أبواب ، فدخلت عليه مما يلي ظهره ، فسمعته يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=33730_33964ما لي nindex.php?page=showalam&ids=15992ولسعيد بن جبير ؟ فخرجت رويدا وعلمت أنه إن علم بي قتلني ، فلم ينشب
الحجاج بعد ذلك إلا يسيرا .
حدثنا أبي ، ثنا خالي
أحمد بن محمد بن يوسف ، أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=11807أبو أمية محمد بن إبراهيم في كتابه إلي ، قال : ثنا
حامد بن يحيى ، ثنا
حفص أبو مقاتل السمرقندي ، ثنا
عون بن أبي شداد العبدي ، قال : بلغني
nindex.php?page=treesubj&link=33730_33964أن nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف لما ذكر له nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أرسل إليه قائدا من أهل الشام من خاصة أصحابه يسمى
المتلمس بن الأحوص ، ومعه عشرون رجلا من
أهل الشام من خاصة أصحابه ، فبينما هم يطلبونه إذا هم براهب في صومعة له فسألوه عنه ، فقال الراهب : صفوه لي . فوصفوه له ، فدلهم عليه ، فانطلقوا فوجدوه ساجدا يناجي بأعلى صوته ، فدنوا منه فسلموا عليه ، فرفع رأسه فأتم بقية صلاته ، ثم رد عليهم السلام ، فقالوا : إنا رسل
الحجاج إليك ، فأجبه . قال : ولا بد من الإجابة ؟ قالوا : لا بد من الإجابة . فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ، ثم قام فمشى معهم حتى انتهى إلى دير الراهب ، فقال الراهب : يا معشر الفرسان ، أصبتم صاحبكم ؟ قالوا : نعم . فقال لهم : اصعدوا الدير ؛ فإن اللبوة والأسد يأويان حول الدير ، فعجلوا الدخول قبل المساء . ففعلوا ذلك ، وأبى
سعيد أن يدخل الدير ، فقالوا : ما نراك إلا وأنت تريد الهرب منا . قال : لا ، ولكن لا أدخل منزل مشرك أبدا . قالوا : فإنا لا ندعك فإن السباع تقتلك . قال
سعيد : لا ضير إن معي ربي فيصرفها عني ويجعلها حرسا حولي يحرسونني من كل سوء إن شاء الله . قالوا : فأنت من
[ ص: 292 ] الأنبياء ؟ قال :ما أنا من الأنبياء ، ولكن عبد من عبيد الله خاطئ مذنب . قال الراهب : فليعطني ما أثق به على طمأنينته . فعرضوا على
سعيد أن يعطي الراهب ما يريد ، قال
سعيد : إني أعطي العظيم الذي لا شريك له لا أبرح مكاني حتى أصبح إن شاء الله . فرضي الراهب ذلك ، فقال لهم : اصعدوا وأوتروا القسي لتنفروا السباع عن هذا العبد الصالح ؛ فإنه كره الدخول علي في الصومعة لمكانكم . فلما صعدوا وأوتروا القسي إذا هم بلبوة قد أقبلت ، فلما دنت من
سعيد تحاكت به وتمسحت به ، ثم ربضت قريبا منه ، وأقبل الأسد فصنع مثل ذلك ، فلما رأى الراهب ذلك وأصبحوا نزل إليه ، فسأله عن شرائع دينه وسنن رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم ، ففسر له
سعيد ذلك كله ، فأسلم الراهب وحسن إسلامه ، وأقبل القوم على سعيد يعتذرون إليه ويقبلون يديه ورجليه ويأخذون التراب الذي وطئه بالليل فصلوا عليه ، فيقولون : يا
سعيد ، قد حلفنا
الحجاج بالطلاق والعتاق إن نحن رأيناك لا ندعك حتى نشخصك إليه ، فمرنا بما شئت . قال : امضوا لأمركم فإني لائذ بخالقي ولا راد لقضائه . فساروا حتى بلغوا
واسط ، فلما انتهوا إليها ، قال لهم
سعيد : يا معشر القوم ، قد تحرمت بكم وبصحبتكم ، ولست أشك أن أجلي قد حضر ، وأن المدة قد انقضت ، فدعوني الليلة آخذ أهبة الموت ، وأستعد
لمنكر ونكير وأذكر عذاب القبر وما يحثى علي من التراب ، فإذا أصبحتم فالميعاد بيني وبينكم الموضع الذي تريدون . قال بعضهم : لا نريد أثرا بعد عين . وقال بعضهم : قد بلغتم أملكم واستوجبتم جوائزكم من الأمير ، فلا تعجزوا عنه . فقال بعضهم : يعطيكم ما أعطى الراهب ويلكم ، أما لكم عبرة بالأسد كيف تحاكت به وتمسحت به وحرسته إلى الصباح ؟ فقال بعضهم : هو علي أدفعه إليكم إن شاء الله . فنظروا إلى
سعيد قد دمعت عيناه وشعث رأسه واغبر لونه ، ولم يأكل ولم يشرب ولم يضحك منذ يوم لقوه وصحبوه ، فقالوا بجماعتهم : يا خير أهل الأرض ، ليتنا لم نعرفك ولم نسرح إليك ؟ الويل لنا ويلا طويلا كيف ابتلينا بك ؟ اعذرنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر ؛ فإنه القاضي الأكبر والعدل الذي
[ ص: 293 ] لا يجور . فقال
سعيد : ما أعذرني لكم وأرضاني لما سبق من علم الله تعالى في . فلما فرغوا من البكاء والمجاوبة والكلام بما بينهم ، قال كفيله : أسألك بالله يا
سعيد لما زودتنا من دعائك وكلامك ؛ فإنا لن نلقى مثلك أبدا ولا نرى أنا نلتقي إلى يوم القيامة . قال : ففعل ذلك
سعيد فخلوا سبيله ، فغسل رأسه ومدرعته وكساءه وهم مختفون الليل كله ينادون بالويل واللهف ، فلما انشق عمود الصباح جاءهم
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير فقرع الباب ، فقالوا : صاحبكم ورب
الكعبة . فنزلوا إليه وبكوا معه طويلا ، ثم ذهبوا به إلى
الحجاج وآخر معه ، فدخلا إلى
الحجاج ، فقال
الحجاج : أتيتموني
nindex.php?page=showalam&ids=15992بسعيد بن جبير ؟ قالوا : نعم ، وعاينا منه العجب . فصرف بوجهه عنهم ، فقال : أدخلوه علي . فخرج
المتلمس فقال
لسعيد : استودعتك الله وأقرأ عليك السلام . قال : فأدخل عليه ، فقال له : ما اسمك ؟ قال :
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير . قال : أنت الشقي بن كسير . قال : بل كانت أمي أعلم باسمي منك . قال : شقيت أنت وشقيت أمك . قال : الغيب يعلمه غيرك . قال : لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى . قال : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها . قال : فما قولك في
محمد ؟ قال : نبي الرحمة إمام الهدى عليه الصلاة والسلام . قال : فما قولك في
علي في الجنة هو أو في النار ؟ قال : لو دخلتها فرأيت أهلها عرفت من بها . قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل . قال : فأيهم أعجب إليك ؟ قال : أرضاهم لخالقي . قال : فأيهم أرضى للخالق ؟ قال :علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم . قال : أبيت أن تصدقني . قال : إني لم أحب أن أكذبك . قال : فما بالك لم تضحك ؟ قال : وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين والطين تأكله النار . قال : فما بالنا نضحك ؟ قال :لم تستو القلوب . قال : ثم أمر
الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت فجمعه بين يدي
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : إن كنت جمعت هذه لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح ، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا ، ثم دعا
الحجاج بالعود والناي ، فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي ، بكى
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، فقال له : ما يبكيك ؟
[ ص: 294 ] هو اللهو ؟ قال
سعيد : بل هو الحزن ، أما النفخ فقد ذكرني يوما عظيما يوم نفخ في الصور ، وأما العود فشجرة قطعت في غير حق ، وأما الأوتار فإنها معاء الشاء يبعث بها معك يوم القيامة . فقال
الحجاج : ويلك يا
سعيد . فقال
سعيد : الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار . فقال
الحجاج : اختر يا
سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك ؟ قال : اختر لنفسك يا
حجاج ، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة . قال : أفتريد أن أعفو عنك ؟ قال :إن كان العفو فمن الله ، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر . قال : اذهبوا به فاقتلوه . فلما خرج من الباب ضحك ، فأخبر
الحجاج بذلك ، فأمر برده ، فقال : ما أضحكك ؟ قال : عجبت من جراءتك على الله وحلم الله عنك . فأمر بالنطع فبسط ، فقال : اقتلوه . فقال
سعيد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) ، قال : شدوا به لغير القبلة . قال
سعيد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فأينما تولوا فثم وجه الله ) ، قال : كبوه لوجهه . قال
سعيد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) قال
الحجاج : اذبحوه . قال
سعيد : أما إني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن
محمدا عبده ورسوله ، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة . ثم دعا
سعيد الله فقال : اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي . فذبح على النطع رحمه الله . قال : وبلغنا أن
الحجاج عاش بعده خمس عشرة ليلة ، ووقع الأكلة في بطنه ، فدعا بالطبيب لينظر إليه فنظر إليه ، ثم دعا بلحم منتن ، فعلقه في خيط ثم أرسله في حلقه فتركها ساعة ، ثم استخرجها وقد لزق به من الدم ، فعلم أنه ليس بناج ، وبلغنا أنه كان ينادي بقية حياته :
nindex.php?page=treesubj&link=33179_32527_25987ما لي nindex.php?page=showalam&ids=15992ولسعيد بن جبير ؟ كلما أردت النوم أخذ برجلي .
حدثنا
عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ،
وأحمد بن محمد بن موسى ، ثنا
محمد بن عبد الله بن رسته ، ثنا
إبراهيم بن الحسن العلاف ، ثنا
إبراهيم بن يزيد الصفار ، ثنا
حوشب ، عن
الحسن ، قال : لما أتي
الحجاج nindex.php?page=showalam&ids=15992بسعيد بن جبير ، قال : أنت الشقي بن كسير ؟ قال : بل أنا
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير . قال : بل أنت الشقي بن كسير . قال : كانت أمي أعرف باسمي منك . قال : ما تقول في
محمد ؟ قال : تعني النبي صلى الله .
[ ص: 295 ] عليه وسلم ؟ قال : نعم . قال :
nindex.php?page=treesubj&link=25037سيد ولد آدم النبي المصطفى خير من بقي وخير من مضى . قال : فما تقول في
أبي بكر ؟ قال : الصديق خليفة الله مضى حميدا وعاش سعيدا ، مضى على منهاج نبيه صلى الله عليه وسلم لم يغير ولم يبدل . قال : فما تقول في -
عمر ؟ قال
nindex.php?page=treesubj&link=31201 : nindex.php?page=showalam&ids=2عمر الفاروق خيرة الله وخيرة رسوله ، مضى حميدا على منهاج صاحبيه لم يغير ولم يبدل . قال : فما تقول في
عثمان ؟ قال :
nindex.php?page=treesubj&link=31271_31283_31284المقتول ظلما المجهز جيش العسرة ، الحافر
بئر رومة ، المشتري بيته في الجنة ، صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه ، زوجه النبي بوحي من السماء . قال : فما تقول في
علي ؟ قال :ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
nindex.php?page=treesubj&link=31295وأول من أسلم ، وزوج
فاطمة ، وأبو
الحسن والحسين . قال : فما تقول في
معاوية ؟ قال : شغلتني نفسي عن تصريف هذه الأمة وتمييز أعمالها . قال : فما تقول في ؟ قال : أنت أعلم ونفسك . قال : بت بعلمك . قال : إذا يسوؤك ولا يسرك . قال : بت بعلمك . قال : اعفني . قال : لا عفا الله عني إن أعفيتك . قال : إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى ، ترى من نفسك أمورا تريد بها الهيبة وهي تقحمك الهلكة ، وسترد غدا فتعلم . قال : أما والله لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحدا قبلك ، ولا أقتلها أحدا بعدك . قال : إذا تفسد علي دنياي وأفسد عليك آخرتك . قال : يا غلام ، السيف والنطع . قال : فلما ولى ضحك . قال : أليس قد بلغني أنك لم تضحك ؟ قال : وقد كان ذلك . قال : فما أضحكك عند القتل ؟ قال : من جراءتك على الله ومن حلم الله عنك . قال : يا غلام ، اقتله . فاستقبل القبلة وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) ، فصرف وجهه عن القبلة . قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فأينما تولوا فثم وجه الله ) ، قال : اضرب به الأرض . قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) . قال : اذبح عدو الله فما أنزعه لآيات القرآن منذ اليوم .
حَدَّثَنَا
علي بن هارون ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12160أَبُو مَعْشَرٍ الدَّارِمِيُّ ، ثَنَا
محمد بن المنهال ، ثَنَا
[ ص: 289 ] nindex.php?page=showalam&ids=16496عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، ثَنَا
الربيع بن أبي مسلم ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ حِينَ جِيءَ بِهِ إِلَى
الحجاج وَهُوَ مُوَثَّقٌ ، فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ لِي : مَا يُبْكِيكَ ؟ قُلْتُ : الَّذِي أَرَى بِكَ ، قَالَ : فَلَا تَبْكِ ، إِنَّ هَذَا كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَكُونَ . ثُمَّ قَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29028_19594مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ) الْآيَةَ .
حَدَّثَنَا
عبد الله بن محمد ، ثَنَا
محمد بن شبل ، ثَنَا
أبو بكر بن أبي شيبة ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17345يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ، عَنْ
أشعث ، عَنْ
جعفر ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31910_31908_31954بَعَثَ مُوسَى وَهَارُونُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ابْنَيْ هَارُونَ بِقُرْبَانٍ يُقَرِّبَانِهِ ، فَقَالَا : أَكَلَتْهُ النَّارُ . وَكَذَبَا ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمَا نَارًا فَأَكَلَتْهُمَا ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمَا : هَكَذَا أَفْعَلُ بِأَوْلِيَائِي ، فَكَيْفَ بِأَعْدَائِي ؟
حَدَّثَنَا
محمد بن علي ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13437مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، ثَنَا
يزيد بن خالد ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17345يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ، ثَنَا
أشعث ، عَنْ
جعفر ، عَنْ
سعيد قَالَ : مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18061عَطَسَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَلَمْ يُشَمِّتْهُ ، كَانَ دَيْنًا يَأْخُذُهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
حَدَّثَنَا
محمد بن أحمد بن الحسن ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15541بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا
خلاد بن يحيى ، ثَنَا
مسعر ، عَنْ
سليمان الشيباني ، عَنْ
سعيد ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=27711الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ ، قَالَ : قِيلَ : فَإِنَّهُ لَبَرِيدُ سُوءٍ .
حَدَّثَنَا
محمد ، ثَنَا
بشر ، ثَنَا
خلاد بن يحيى ، ثَنَا
إسماعيل بن عبد الملك ، قَالَ : سَأَلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ فَرِيضَةٍ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=14021فَرَائِضِ الْجَدِّ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنَّهُ كَانَ يُقَالُ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَجَرَّأَ عَلَى جَرَاثِيمِ جَهَنَّمَ ، فَلْيَتَجَرَّأْ عَلَى فَرَائِضِ الْجَدِّ .
حَدَّثَنَا
أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثَنَا
أحمد بن موسى ، ثَنَا
إسماعيل بن سعيد ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ
أيوب ، قَالَ : قَامَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَوْمًا مِنْ مَجْلِسِهِ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=18487_18486لَيْسَ كُلَّ حِينٍ أَحْلِبُ فَأَشْرَبُ .
حَدَّثَنَا
أبو بكر بن مالك ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا
إبراهيم بن خالد ، ثَنَا
أمية بن شبل ، عَنْ
عثمان بن مردويه ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ [ ص: 290 ] بْنِ مُنَبِّهٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ يَوْمَ عَرَفَةَ بِنَخِيلِ
ابن عامر ، فَقَالَ
وهب لسعيد :
أبا عبد الله ، كَمْ لَكَ مُنْذُ خِفْتَ مِنَ
الحجاج ؟ قَالَ : خَرَجْتُ عَنِ امْرَأَتِي وَهِيَ حَامِلٌ فَجَاءَنِي الَّذِي فِي بَطْنِهَا وَقَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ ، فَقَالَ لَهُ
وهب : إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=19576_32024إِذَا أَصَابَ أَحَدَهُمْ بَلَاءٌ عَدَّهُ رَخَاءً ، وَإِذَا أَصَابَهُ رَخَاءٌ عَدَّهُ بَلَاءً .
حَدَّثَنَا
أبو حامد بن جبلة ، ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا
محمد بن أحمد بن خلف ، ثَنَا
سفيان ، عَنْ
سالم بن أبي حفصة ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=19594_26536_33730_33179_33964لَمَّا أَتَى nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ الحجاج قَالَ : أَنْتَ شَقِيُّ بْنُ كُسَيْرٍ . قَالَ : أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، قَالَ : لَأَقْتُلَنَّكَ . قَالَ : أَنَا إِذًا كَمَا سَمَّتْنِي أُمِّي . ثُمَّ قَالَ : دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ . قَالَ : وَجِّهُوهُ إِلَى قِبْلَةِ
النَّصَارَى . قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي أَسْتَعِيذُ مِنْكَ بِمَا عَاذَتْ بِهِ
مريم . قَالَ : وَمَا عَاذَتْ بِهِ
مريم ؟ قَالَ : قَالَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ) ، قَالَ
سفيان : لَمْ يَقْتُلْ بَعْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا .
حَدَّثَنَا
أبو حامد بن جبلة ، ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15668حَاتِمُ بْنُ اللَّيْثِ ، ثَنَا
سعيد بن هشيم ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي
عتبة مَوْلَى
الحجاج ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=33730_33964حَضَرْتُ nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ حِينَ أُتِيَ بِهِ الحجاج بِوَاسِطَ ، فَجَعَلَ
الحجاج يَقُولُ لَهُ : أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ ؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ ؟ فَيَقُولُ : بَلَى . فَيَقُولُ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ مِنْ خُرُوجِكَ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : بَيْعَةٌ كَانَتْ عَلَيَّ . فَغَضِبَ
الحجاج وَصَفَّقَ بِيَدِهِ ، وَقَالَ : فَبَيْعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَانَتْ أَسْبَقَ وَأَوْلَى أَنْ تَفِيَ بِهَا . وَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ .
حَدَّثَنَا
أبو حامد ، ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا
أبو معمر ، ثَنَا
هشيم ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14835الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=33730أَتَى nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ الحجاج فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ وُجِدَ فِي إِزَارِهِ صُرَّةٌ فِيهَا دَرَاهِمُ ، فَاخْتَصَمَ فِيهَا الَّذِي جَاءَ بِهِ وَالَّذِي ضَرَبَ عُنُقَهُ ، فَقَضَى بِهِ
الحجاج لِلَّذِي ضَرَبَ عُنُقَهُ .
حَدَّثَنَا
أبو حامد بن جبلة ، ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا
عبد الله بن سعد الزهري ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17224هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، ثَنَا
ضمرة ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16440عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ ، قَالَ : لَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=33730أَمَرَ الحجاج nindex.php?page=showalam&ids=15992بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنْ يُقْتَلَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، فَنَادَى
الحجاج مِنْ مَجْلِسِهِ : اصْرِفُوهُ اصْرِفُوهُ . قَالَ : فَصُرِفَ عَنِ الْقِبْلَةِ .
حَدَّثَنَا
أبو حامد ، ثَنَا
محمد ، ثَنَا
الحسن بن عبد العزيز ، ثَنَا
سنيد ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15831خَلَفِ بْنِ [ ص: 291 ] خَلِيفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : شَهِدْتُ
nindex.php?page=treesubj&link=33964مَقْتَلَ nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فَلَمَّا بَانَ رَأْسُهُ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ فَلَمْ يُتِمَّهَا .
حَدَّثَنَا
أبو حامد ، ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا
هارون بن عبد الله ، ثَنَا
محمد بن سلمة بن هشام بن إسماعيل أبو هشام المخزومي ، ثَنَا
مالك ، عَنْ
يحيى بن سعيد ، عَنْ كَاتِبٍ
للحجاج يُقَالُ لَهُ :
يعلى ، قَالَ مَا لَكَ ؟ وَهُوَ أَخٌ
nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة الَّذِي كَانَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ ، قَالَ : كُنْتُ أَكْتُبُ
للحجاج وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ يَسْتَخِفُّنِي وَيَسْتَحْسِنُ كِتَابَتِي ، فَأَدْخُلُ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا بَعْدَمَا قَتَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مِمَّا يَلِي ظَهْرَهُ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=33730_33964مَا لِي nindex.php?page=showalam&ids=15992وَلِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ؟ فَخَرَجْتُ رُوَيْدًا وَعَلِمْتُ أَنَّهُ إِنْ عَلِمَ بِي قَتَلَنِي ، فَلَمْ يَنْشَبِ
الحجاج بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا يَسِيرًا .
حَدَّثَنَا أَبِي ، ثَنَا خَالِي
أحمد بن محمد بن يوسف ، أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=11807أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ ، قَالَ : ثَنَا
حامد بن يحيى ، ثَنَا
حفص أبو مقاتل السمرقندي ، ثَنَا
عون بن أبي شداد العبدي ، قَالَ : بَلَغَنِي
nindex.php?page=treesubj&link=33730_33964أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ لَمَّا ذُكِرَ لَهُ nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِدًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ خَاصَّةِ أَصْحَابِهِ يُسَمَّى
المتلمس بن الأحوص ، وَمَعَهُ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْ
أَهْلِ الشَّامِ مِنْ خَاصَّةِ أَصْحَابِهِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَهُ إِذَا هُمْ بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ فَسَأَلُوهُ عَنْهُ ، فَقَالَ الرَّاهِبُ : صِفُوهُ لِي . فَوَصَفُوهُ لَهُ ، فَدَلَّهُمْ عَلَيْهِ ، فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوهُ سَاجِدًا يُنَاجِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ، فَدَنَوْا مِنْهُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَتَمَّ بَقِيَّةَ صَلَاتِهِ ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلَامَ ، فَقَالُوا : إِنَّا رُسُلُ
الحجاج إِلَيْكَ ، فَأَجِبْهُ . قَالَ : وَلَا بُدَّ مِنَ الْإِجَابَةِ ؟ قَالُوا : لَا بُدَّ مِنَ الْإِجَابَةِ . فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ ، ثُمَّ قَامَ فَمَشَى مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَيْرِ الرَّاهِبِ ، فَقَالَ الرَّاهِبُ : يَا مَعْشَرَ الْفُرْسَانِ ، أَصَبْتُمْ صَاحِبَكُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَقَالَ لَهُمْ : اصْعَدُوا الدَّيْرَ ؛ فَإِنَّ اللَّبْوَةَ وَالْأَسَدَ يَأْوِيَانِ حَوْلَ الدَّيْرِ ، فَعَجِّلُوا الدُّخُولَ قَبْلَ الْمَسَاءِ . فَفَعَلُوا ذَلِكَ ، وَأَبَى
سعيد أَنْ يَدْخُلَ الدَّيْرَ ، فَقَالُوا : مَا نَرَاكَ إِلَّا وَأَنْتَ تُرِيدُ الْهَرَبَ مِنَّا . قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ لَا أَدْخُلُ مَنْزِلَ مُشْرِكٍ أَبَدًا . قَالُوا : فَإِنَّا لَا نَدَعُكَ فَإِنَّ السِّبَاعَ تَقْتُلُكَ . قَالَ
سعيد : لَا ضَيْرَ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي فَيَصْرِفُهَا عَنِّي وَيَجْعَلُهَا حَرَسًا حَوْلِي يَحْرُسُونَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . قَالُوا : فَأَنْتَ مِنَ
[ ص: 292 ] الْأَنْبِيَاءِ ؟ قَالَ :مَا أَنَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَلَكِنْ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ خَاطِئٌ مُذْنِبٌ . قَالَ الرَّاهِبُ : فَلْيُعْطِنِي مَا أَثِقُ بِهِ عَلَى طُمَأْنِينَتِهِ . فَعَرَضُوا عَلَى
سعيد أَنْ يُعْطِيَ الرَّاهِبَ مَا يُرِيدُ ، قَالَ
سعيد : إِنِّي أُعْطِي الْعَظِيمَ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ لَا أَبْرَحُ مَكَانِي حَتَّى أُصْبِحَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَرَضِيَ الرَّاهِبُ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُمْ : اصْعَدُوا وَأَوْتِرُوا الْقِسِيَّ لِتُنَفِّرُوا السِّبَاعَ عَنْ هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ ؛ فَإِنَّهُ كَرِهَ الدُّخُولَ عَلَيَّ فِي الصَّوْمَعَةِ لِمَكَانِكُمْ . فَلَمَّا صَعِدُوا وَأَوْتَرُوا الْقِسِيَّ إِذَا هُمْ بِلَبْوَةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْ
سعيد تَحَاكَّتْ بِهِ وَتَمَسَّحَتْ بِهِ ، ثُمَّ رَبَضَتْ قَرِيبًا مِنْهُ ، وَأَقْبَلَ الْأَسَدُ فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا رَأَى الرَّاهِبُ ذَلِكَ وَأَصْبَحُوا نَزَلَ إِلَيْهِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَرَائِعِ دِينِهِ وَسُنَنِ رَسُولِهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَفَسَّرَ لَهُ
سعيد ذَلِكَ كُلَّهُ ، فَأَسْلَمَ الرَّاهِبُ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ ، وَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى سَعِيدٍ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ وَيُقَبِّلُونَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَيَأْخُذُونَ التُّرَابَ الَّذِي وَطِئَهُ بِاللَّيْلِ فَصَلَّوْا عَلَيْهِ ، فَيَقُولُونَ : يَا
سعيد ، قَدْ حَلَّفَنَا
الحجاج بِالطَّلَاقِ وَالْعَتَاقِ إِنْ نَحْنُ رَأَيْنَاكَ لَا نَدَعُكَ حَتَّى نُشْخِصَكَ إِلَيْهِ ، فَمُرْنَا بِمَا شِئْتَ . قَالَ : امْضُوا لِأَمْرِكُمْ فَإِنِّي لَائِذٌ بِخَالِقِي وَلَا رَادَّ لِقَضَائِهِ . فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا
وَاسِطَ ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَيْهَا ، قَالَ لَهُمْ
سعيد : يَا مَعْشَرَ الْقَوْمِ ، قَدْ تَحَرَّمْتُ بِكُمْ وَبِصُحْبَتِكُمْ ، وَلَسْتُ أَشُكُّ أَنَّ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ ، وَأَنَّ الْمُدَّةَ قَدِ انْقَضَتْ ، فَدَعُونِي اللَّيْلَةَ آخُذْ أُهْبَةَ الْمَوْتِ ، وَأَسْتَعِدَّ
لِمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ وَأَذْكُرْ عَذَابَ الْقَبْرِ وَمَا يُحْثَى عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ ، فَإِذَا أَصْبَحْتُمْ فَالْمِيعَادُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ الْمَوْضِعُ الَّذِي تُرِيدُونَ . قَالَ بَعْضُهُمْ : لَا نُرِيدُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ بَلَغْتُمْ أَمَلَكُمْ وَاسْتَوْجَبْتُمْ جَوَائِزَكُمْ مِنَ الْأَمِيرِ ، فَلَا تَعْجِزُوا عَنْهُ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : يُعْطِيكُمْ مَا أَعْطَى الرَّاهِبَ وَيْلَكُمْ ، أَمَا لَكُمْ عِبْرَةٌ بِالْأَسَدِ كَيْفَ تَحَاكَّتْ بِهِ وَتَمَسَّحَتْ بِهِ وَحَرَسَتْهُ إِلَى الصَّبَاحِ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ عَلَيَّ أَدْفَعُهُ إِلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَنَظَرُوا إِلَى
سعيد قَدْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَشَعِثَ رَأْسُهُ وَاغْبَرَّ لَوْنُهُ ، وَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ وَلَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ يَوْمِ لَقُوهُ وَصَحِبُوهُ ، فَقَالُوا بِجَمَاعَتِهِمْ : يَا خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ ، لَيْتَنَا لَمْ نَعْرِفْكَ وَلَمْ نُسَرَّحْ إِلَيْكَ ؟ الْوَيْلُ لَنَا وَيْلًا طَوِيلًا كَيْفَ ابْتُلِينَا بِكَ ؟ اعْذُرْنَا عِنْدَ خَالِقِنَا يَوْمَ الْحَشْرِ الْأَكْبَرِ ؛ فَإِنَّهُ الْقَاضِي الْأَكْبَرُ وَالْعَدْلُ الَّذِي
[ ص: 293 ] لَا يَجُورُ . فَقَالَ
سعيد : مَا أَعْذَرَنِي لَكُمْ وَأَرْضَانِي لِمَا سَبَقَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى فِيَّ . فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْبُكَاءِ وَالْمُجَاوَبَةِ وَالْكَلَامِ بِمَا بَيْنَهُمْ ، قَالَ كَفِيلُهُ : أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ يَا
سعيد لَمَا زَوَّدْتَنَا مِنْ دُعَائِكَ وَكَلَامِكَ ؛ فَإِنَّا لَنْ نَلْقَى مِثْلَكَ أَبَدًا وَلَا نَرَى أَنَّا نَلْتَقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . قَالَ : فَفَعَلَ ذَلِكَ
سعيد فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ ، فَغَسَلَ رَأْسَهُ وَمِدْرَعَتَهُ وَكِسَاءَهُ وَهُمْ مُخْتَفُونَ اللَّيْلَ كُلَّهُ يُنَادُونَ بِالْوَيْلِ وَاللَّهَفِ ، فَلَمَّا انْشَقَّ عَمُودُ الصَّبَاحِ جَاءَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَقَرَعَ الْبَابَ ، فَقَالُوا : صَاحِبُكُمْ وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ . فَنَزَلُوا إِلَيْهِ وَبَكَوْا مَعَهُ طَوِيلًا ، ثُمَّ ذَهَبُوا بِهِ إِلَى
الحجاج وَآخَرَ مَعَهُ ، فَدَخَلَا إِلَى
الحجاج ، فَقَالَ
الحجاج : أَتَيْتُمُونِي
nindex.php?page=showalam&ids=15992بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، وَعَايَنَّا مِنْهُ الْعَجَبَ . فَصَرَفَ بِوَجْهِهِ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : أَدْخِلُوهُ عَلَيَّ . فَخَرَجَ
المتلمس فَقَالَ
لسعيد : اسْتَوْدَعْتُكَ اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ . قَالَ : فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . قَالَ : أَنْتَ الشَّقِيُّ بْنُ كُسَيْرٍ . قَالَ : بَلْ كَانَتْ أُمِّي أَعْلَمَ بِاسْمِي مِنْكَ . قَالَ : شَقِيتَ أَنْتَ وَشَقِيَتْ أُمُّكَ . قَالَ : الْغَيْبُ يَعْلَمُهُ غَيْرُكَ . قَالَ : لَأُبْدِلَنَّكَ بِالدُّنْيَا نَارًا تَلَظَّى . قَالَ : لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ بِيَدِكَ لَاتَّخَذْتُكَ إِلَهًا . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي
مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ : نَبِيُّ الرَّحْمَةِ إِمَامُ الْهُدَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي
علي فِي الْجَنَّةِ هُوَ أَوْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : لَوْ دَخَلْتُهَا فَرَأَيْتُ أَهْلَهَا عَرَفْتُ مَنْ بِهَا . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي الْخُلَفَاءِ ؟ قَالَ : لَسْتُ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ . قَالَ : فَأَيُّهُمْ أَعْجَبُ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : أَرْضَاهُمْ لِخَالِقِي . قَالَ : فَأَيُّهُمْ أَرْضَى لِلْخَالِقِ ؟ قَالَ :عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ الَّذِي يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ . قَالَ : أَبَيْتَ أَنْ تَصْدُقَنِي . قَالَ : إِنِّي لَمْ أُحِبَّ أَنْ أَكْذِبَكَ . قَالَ : فَمَا بَالُكَ لَمْ تَضْحَكْ ؟ قَالَ : وَكَيْفَ يَضْحَكُ مَخْلُوقٌ خُلِقَ مِنَ الطِّينِ وَالطِّينُ تَأْكُلُهُ النَّارُ . قَالَ : فَمَا بَالُنَا نَضْحَكُ ؟ قَالَ :لَمْ تَسْتَوِ الْقُلُوبُ . قَالَ : ثُمَّ أَمَرَ
الحجاج بِاللُّؤْلُؤِ وَالزَّبَرْجَدِ وَالْيَاقُوتِ فَجَمَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فَقَالَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : إِنْ كُنْتَ جَمَعْتَ هَذِهِ لِتَفْتَدِيَ بِهِ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَصَالِحٌ ، وَإِلَّا فَفَزْعَةٌ وَاحِدَةٌ تُذْهِلُ كُلَّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ، وَلَا خَيْرَ فِي شَيْءٍ جُمِعَ لِلدُّنْيَا إِلَّا مَا طَابَ وَزَكَا ، ثُمَّ دَعَا
الحجاج بِالْعُودِ وَالنَّايِ ، فَلَمَّا ضُرِبَ بِالْعُودِ وَنُفِخَ بِالنَّايِ ، بَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنِ جُبَيْرٍ ، فَقَالَ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟
[ ص: 294 ] هُوَ اللَّهْوُ ؟ قَالَ
سعيد : بَلْ هُوَ الْحُزْنُ ، أَمَّا النَّفْخُ فَقَدْ ذَكَّرَنِي يَوْمًا عَظِيمًا يَوْمَ نُفِخَ فِي الصُّورِ ، وَأَمَّا الْعُودُ فَشَجَرَةٌ قُطِعَتْ فِي غَيْرِ حَقٍّ ، وَأَمَّا الْأَوْتَارُ فَإِنَّهَا مِعَاءُ الشَّاءِ يُبْعَثُ بِهَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . فَقَالَ
الحجاج : وَيْلَكَ يَا
سعيد . فَقَالَ
سعيد : الْوَيْلُ لِمَنْ زُحْزِحَ عَنِ الْجَنَّةِ وَأُدْخِلَ النَّارَ . فَقَالَ
الحجاج : اخْتَرْ يَا
سعيد أَيَّ قِتْلَةٍ تُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَكَ ؟ قَالَ : اخْتَرْ لِنَفْسِكَ يَا
حجاج ، فَوَاللَّهِ مَا تَقْتُلُنِي قِتْلَةً إِلَّا قَتَلَكَ اللَّهُ مِثْلَهَا فِي الْآخِرَةِ . قَالَ : أَفَتُرِيدُ أَنْ أَعْفُوَ عَنْكَ ؟ قَالَ :إِنْ كَانَ الْعَفْوُ فَمِنَ اللَّهِ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَلَا بَرَاءَةَ لَكَ وَلَا عُذْرَ . قَالَ : اذْهَبُوا بِهِ فَاقْتُلُوهُ . فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبَابِ ضَحِكَ ، فَأُخْبِرَ
الحجاج بِذَلِكَ ، فَأَمَرَ بِرَدِّهِ ، فَقَالَ : مَا أَضْحَكَكَ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ مِنْ جَرَاءَتِكَ عَلَى اللَّهِ وَحِلْمِ اللَّهِ عَنْكَ . فَأَمَرَ بِالنِّطْعِ فَبُسِطَ ، فَقَالَ : اقْتُلُوهُ . فَقَالَ
سعيد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ، قَالَ : شُدُّوا بِهِ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ . قَالَ
سعيد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) ، قَالَ : كُبُّوهُ لِوَجْهِهِ . قَالَ
سعيد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ) قَالَ
الحجاج : اذْبَحُوهُ . قَالَ
سعيد : أَمَا إِنِّي أَشْهَدُ وَأُحَاجُّ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، خُذْهَا مِنِّي حَتَّى تَلْقَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ثُمَّ دَعَا
سعيد اللَّهَ فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَى أَحَدٍ يَقْتُلُهُ بَعْدِي . فَذُبِحَ عَلَى النِّطْعِ رَحِمَهُ اللَّهُ . قَالَ : وَبَلَغَنَا أَنَّ
الحجاج عَاشَ بَعْدَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَوَقَعَ الْأَكِلَةُ فِي بَطْنِهِ ، فَدَعَا بِالطَّبِيبِ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ دَعَا بِلَحْمٍ مُنْتِنٍ ، فَعَلَّقَهُ فِي خَيْطٍ ثُمَّ أَرْسَلَهُ فِي حَلْقِهِ فَتَرَكَهَا سَاعَةً ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا وَقَدْ لَزِقَ بِهِ مِنَ الدَّمِ ، فَعَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِنَاجٍ ، وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُنَادِي بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ :
nindex.php?page=treesubj&link=33179_32527_25987مَا لِي nindex.php?page=showalam&ids=15992وَلِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ؟ كُلَّمَا أَرَدْتُ النَّوْمَ أَخَذَ بِرِجْلِي .
حَدَّثَنَا
عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ،
وأحمد بن محمد بن موسى ، ثَنَا
محمد بن عبد الله بن رسته ، ثَنَا
إبراهيم بن الحسن العلاف ، ثَنَا
إبراهيم بن يزيد الصفار ، ثَنَا
حوشب ، عَنِ
الحسن ، قَالَ : لَمَّا أُتِيَ
الحجاج nindex.php?page=showalam&ids=15992بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : أَنْتَ الشَّقِيُّ بْنُ كُسَيْرٍ ؟ قَالَ : بَلْ أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . قَالَ : بَلْ أَنْتَ الشَّقِيُّ بْنُ كُسَيْرٍ . قَالَ : كَانَتْ أُمِّي أَعْرَفَ بِاسْمِي مِنْكَ . قَالَ : مَا تَقُولُ فِي
مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ : تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ .
[ ص: 295 ] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=25037سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى خَيْرُ مَنْ بَقِيَ وَخَيْرُ مَنْ مَضَى . قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي
أبي بكر ؟ قَالَ : الصِّدِّيقُ خَلِيفَةُ اللَّهِ مَضَى حَمِيدًا وَعَاشَ سَعِيدًا ، مَضَى عَلَى مِنْهَاجِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُغَيِّرْ وَلَمْ يُبَدِّلْ . قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي -
عمر ؟ قَالَ
nindex.php?page=treesubj&link=31201 : nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ الْفَارُوقُ خِيرَةُ اللَّهِ وَخِيرَةُ رَسُولِهِ ، مَضَى حَمِيدًا عَلَى مِنْهَاجِ صَاحِبَيْهِ لَمْ يُغَيِّرْ وَلَمْ يُبَدِّلْ . قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي
عثمان ؟ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31271_31283_31284الْمَقْتُولُ ظُلْمًا الْمُجَهِّزُ جَيْشَ الْعُسْرَةِ ، الْحَافِرُ
بِئْرَ رُومَةَ ، الْمُشْتَرِي بَيْتَهُ فِي الْجَنَّةِ ، صِهْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنَتَيْهِ ، زَوَّجَهُ النَّبِيُّ بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ . قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي
علي ؟ قَالَ :ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31295وَأَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ ، وَزَوْجُ
فاطمة ، وَأَبُو
الحسن والحسين . قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي
معاوية ؟ قَالَ : شَغَلَتْنِي نَفْسِي عَنْ تَصْرِيفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَتَمْيِيزِ أَعْمَالِهَا . قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِيَّ ؟ قَالَ : أَنْتَ أَعْلَمُ وَنَفْسَكَ . قَالَ : بُتَّ بِعِلْمِكَ . قَالَ : إِذًا يَسُوؤُكَ وَلَا يَسُرُّكَ . قَالَ : بُتَّ بِعِلْمِكَ . قَالَ : اعْفِنِي . قَالَ : لَا عَفَا اللَّهُ عَنِّي إِنْ أَعْفَيْتُكَ . قَالَ : إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ مُخَالِفٌ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، تَرَى مِنْ نَفْسِكَ أُمُورًا تُرِيدُ بِهَا الْهَيْبَةَ وَهِيَ تُقْحِمُكَ الْهَلَكَةَ ، وَسَتُرَدُّ غَدًا فَتَعْلَمُ . قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَأَقْتُلَنَّكَ قِتْلَةً لَمْ أَقْتُلْهَا أَحَدًا قَبْلَكَ ، وَلَا أَقْتُلُهَا أَحَدًا بَعْدَكَ . قَالَ : إِذًا تُفْسِدُ عَلَيَّ دُنْيَايَ وَأُفْسِدُ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ . قَالَ : يَا غُلَامُ ، السَّيْفَ وَالنِّطْعَ . قَالَ : فَلَمَّا وَلَّى ضَحِكَ . قَالَ : أَلَيْسَ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ لَمْ تَضْحَكْ ؟ قَالَ : وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ . قَالَ : فَمَا أَضْحَكَكَ عِنْدَ الْقَتْلِ ؟ قَالَ : مِنْ جَرَاءَتِكَ عَلَى اللَّهِ وَمِنْ حِلْمِ اللَّهِ عَنْكَ . قَالَ : يَا غُلَامُ ، اقْتُلْهُ . فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=79وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ، فَصَرَفَ وَجْهَهُ عَنِ الْقِبْلَةِ . قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) ، قَالَ : اضْرِبْ بِهِ الْأَرْضَ . قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ) . قَالَ : اذْبَحْ عَدُوَّ اللَّهِ فَمَا أَنْزَعَهُ لِآيَاتِ الْقُرْآنِ مُنْذُ الْيَوْمِ .