حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا الحسين بن محمد بن حماد ، ثنا عمرو بن عثمان ، ثنا خالد بن حماد بن يزيد ، عن جعونة قال : كتب إلى أهل الموسم : أما بعد ، فإني أشهد الله وأبرأ إليه في الشهر الحرام والبلد الحرام ويوم الحج الأكبر ، أني بريء من ظلم من ظلمكم ، وعدوان من اعتدى عليكم ، أن أكون أمرت بذلك أو رضيته أو تعمدته ، إلا أن يكون وهما [ ص: 293 ] مني ، أو أمرا خفي علي لم أتعمده ، وأرجو أن يكون ذلك موضوعا عني مغفورا لي إذا علم مني الحرص والاجتهاد ، ألا وإنه لا إذن على مظلوم دوني ، وأنا معول كل مظلوم ، عمر بن عبد العزيز ، وقد صيرت أمره إليكم حتى يراجع الحق وهو ذميم ، ألا وإنه لا دولة بين أغنيائكم ، ولا أثرة على فقرائكم ، في شيء من فيئكم ، ألا وأيما وارد ورد في أمر يصلح الله به خاصا أو عاما من هذا الدين فله ما بين مائتي دينار إلى ثلاثمائة دينار على قدر ما نوى من الحسنة ، وتجشم من المشقة ، رحم الله امرأ لم يتعاظمه سفر يحيي الله به حقا لمن وراءه ، ولولا أن أشغلكم عن مناسككم لرسمت لكم أمورا من الحق أحياها الله لكم ، وأمورا من الباطل أماتها الله عنكم ، وكان الله هو المتوحد بذلك ، فلا تحمدوا غيره ، فإنه لو وكلني إلى نفسي كنت كغيري ، والسلام عليكم . ألا وأي عامل من عمالي رغب عن الحق ولم يعمل بالكتاب والسنة فلا طاعة له عليكم