المسألة الرابعة : كون الاسم اسما للشيء نسبة بين اللفظة المخصوصة التي هي الاسم وبين الذات المخصوصة التي هي المسمى ، وتلك النسبة معناها : أن الناس اصطلحوا على جعل تلك اللفظة المخصوصة معرفة لذلك الشيء المخصوص ، فكأنهم قالوا متى سمعتم هذه اللفظة منا فافهموا أنا أردنا بها ذلك المعنى الفلاني ، فلما حصلت هذه النسبة بين الاسم وبين المسمى لا جرم صحت إضافة الاسم إلى المسمى ، فهذا
[ ص: 91 ] هو
nindex.php?page=treesubj&link=34077_34080_28971المراد من إضافة الاسم إلى الله تعالى .
المسألة الخامسة : قال
أبو عبيد : ذكر الاسم في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=1بسم الله " صلة زائدة ، والتقدير بالله قال : وإنما ذكر لفظة الاسم إما للتبرك ، وإما ليكون فرقا بينه وبين القسم ، وأقول :
nindex.php?page=treesubj&link=34080_34077_28971والمراد من قوله : " nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=1بسم الله " قوله : ابدءوا ببسم الله ، وكلام
أبي عبيد ضعيف ؛ لأنا لما أمرنا بالابتداء فهذا الأمر إنما يتناول فعلا من أفعالنا ، وذلك الفعل هو لفظنا وقولنا ، فوجب أن يكون المراد ابدأ بذكر الله ، والمراد : ابدأ ببسم الله ، وأيضا فالفائدة فيه أنه كما أن ذات الله تعالى أشرف الذوات ، فكذلك ذكره أشرف الأذكار ، واسمه أشرف الأسماء ، فكما أنه في الوجود سابق على كل ما سواه وجب أن يكون ذكره سابقا على كل الأذكار ، وأن يكون اسمه سابقا على كل الأسماء ، وعلى هذا التقدير فقد حصل في لفظ الاسم هذه الفوائد الجليلة .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : كَوْنُ الِاسْمِ اسْمًا لِلشَّيْءِ نِسْبَةً بَيْنَ اللَّفْظَةِ الْمَخْصُوصَةِ الَّتِي هِيَ الِاسْمُ وَبَيْنَ الذَّاتِ الْمَخْصُوصَةِ الَّتِي هِيَ الْمُسَمَّى ، وَتِلْكَ النِّسْبَةُ مَعْنَاهَا : أَنَّ النَّاسَ اصْطَلَحُوا عَلَى جَعْلِ تِلْكَ اللَّفْظَةِ الْمَخْصُوصَةِ مُعَرِّفَةً لِذَلِكَ الشَّيْءِ الْمَخْصُوصِ ، فَكَأَنَّهُمْ قَالُوا مَتَى سَمِعْتُمْ هَذِهِ اللَّفْظَةَ مِنَّا فَافْهَمُوا أَنَّا أَرَدْنَا بِهَا ذَلِكَ الْمَعْنَى الْفُلَانِيَّ ، فَلَمَّا حَصَلَتْ هَذِهِ النِّسْبَةُ بَيْنَ الِاسْمِ وَبَيْنَ الْمُسَمَّى لَا جَرَمَ صَحَّتْ إِضَافَةُ الِاسْمِ إِلَى الْمُسَمَّى ، فَهَذَا
[ ص: 91 ] هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=34077_34080_28971الْمُرَادُ مِنْ إِضَافَةِ الِاسْمِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى .
الْمَسْأَلَةُ الْخَامِسَةُ : قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : ذِكْرُ الِاسْمِ فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=1بِسْمِ اللَّهِ " صِلَةٌ زَائِدَةٌ ، وَالتَّقْدِيرُ بِاللَّهِ قَالَ : وَإِنَّمَا ذِكْرُ لَفْظَةِ الِاسْمِ إِمَّا لِلتَّبَرُّكِ ، وَإِمَّا لِيَكُونَ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِسْمِ ، وَأَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=34080_34077_28971وَالْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : " nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=1بِسْمِ اللَّهِ " قَوْلُهُ : ابْدَءُوا بِبِسْمِ اللَّهِ ، وَكَلَامُ
أَبِي عُبَيْدٍ ضَعِيفٌ ؛ لِأَنَّا لَمَّا أُمِرْنَا بِالِابْتِدَاءِ فَهَذَا الْأَمْرُ إِنَّمَا يَتَنَاوَلُ فِعْلًا مِنْ أَفْعَالِنَا ، وَذَلِكَ الْفِعْلُ هُوَ لَفْظُنَا وَقَوْلُنَا ، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ ابْدَأْ بِذِكْرِ اللَّهِ ، وَالْمُرَادُ : ابْدَأْ بِبِسْمِ اللَّهِ ، وَأَيْضًا فَالْفَائِدَةُ فِيهِ أَنَّهُ كَمَا أَنَّ ذَاتَ اللَّهِ تَعَالَى أَشْرَفُ الذَّوَاتِ ، فَكَذَلِكَ ذِكْرُهُ أَشْرَفُ الْأَذْكَارِ ، وَاسْمُهُ أَشْرَفُ الْأَسْمَاءِ ، فَكَمَا أَنَّهُ فِي الْوُجُودِ سَابِقٌ عَلَى كُلِّ مَا سِوَاهُ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ ذِكْرُهُ سَابِقًا عَلَى كُلِّ الْأَذْكَارِ ، وَأَنْ يَكُونَ اسْمُهُ سَابِقًا عَلَى كُلِّ الْأَسْمَاءِ ، وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ فَقَدْ حَصَلَ فِي لَفْظِ الِاسْمِ هَذِهِ الْفَوَائِدُ الْجَلِيلَةُ .