ثم قال : ( بما استحفظوا من كتاب الله ) وفيه مسألتان :
[ ص: 5 ] المسألة الأولى : حفظ كتاب الله على وجهين :
الأول : أن يحفظ فلا ينسى .
الثاني : أن يحفظ فلا يضيع ، وقد أخذ الله على العلماء حفظ كتابه من هذين الوجهين :
أحدهما : أن يحفظوه في صدورهم ويدرسوه بألسنتهم .
والثاني : أن لا يضيعوا أحكامه ولا يهملوا شرائعه .
المسألة الثانية : بما استحفظوا من كتاب الله ) فيه وجهان : الباء في قوله (
الأول : أن يكون صلة الأحبار على معنى : العلماء بما استحفظوا .
الثاني : أن يكون المعنى يحكمون بما استحفظوا ، وهو قول الزجاج .
ثم قال تعالى : ( وكانوا عليه شهداء ) أي هؤلاء النبيون والربانيون والأحبار كانوا شهداء على أن كل ما في التوراة حق وصدق ومن عند الله ، فلا جرم كانوا يمضون أحكام التوراة ويحفظونها عن التحريف والتغيير .