( يح ) قيل : من العلماء
nindex.php?page=treesubj&link=27962_30437_30438من يضن بعلمه ، ولا يحب أن يوجد عند غيره فذاك في الدرك الأول من النار ، ومن العلماء من يكون في علمه بمنزلة السلطان ، فإن رد عليه شيء من حقه غضب ، فذاك في الدرك الثاني من النار ، ومن العلماء من يجعل حديثه وغرائب علمه لأهل الشرف واليسار ، ولا يرى الفقراء له أهلا ، فذاك في الدرك الثالث من النار ، ومن العلماء
nindex.php?page=treesubj&link=18253_18258_27243_30438_30437من كان معجبا بنفسه إن وعظ عنف ، وإن وعظ أنف ، فذاك في الدرك الرابع من النار .
ومن العلماء
nindex.php?page=treesubj&link=27243_32213_30438_30437من ينصب نفسه للفتيا فيفتي خطأ ، فذاك في الدرك الخامس من النار ، ومن العلماء من يتعلم كلام المبطلين فيمزجه بالدين فهو في الدرك السادس من النار ، ومن العلماء
nindex.php?page=treesubj&link=30438_30437_18473من يطلب العلم لوجوه الناس فذاك في الدرك السابع من النار .
( يط ) قال الفقيه
أبو الليث : من جلس مع ثمانية أصناف من الناس زاده الله ثمانية أشياء ، من جلس مع الأغنياء زاده الله حب الدنيا والرغبة فيها ، ومن جلس مع الفقراء جعل الله له الشكر والرضا بقسمة الله ، ومن جلس مع السلطان زاده الله القسوة والكبر ، ومن جلس مع النساء زاده الله الجهل والشهوة ، ومن جلس مع الصبيان ازداد من اللهو والمزاح ، ومن جلس مع الفساق ازداد من الجرأة على الذنوب وتسويف التوبة ، ومن جلس مع الصالحين ازداد رغبة في الطاعات ، ومن جلس مع العلماء ازداد العلم والورع .
( يي ) إن
nindex.php?page=treesubj&link=31812_31895_31956_31971_31980الله علم سبعة نفر سبعة أشياء : ( أ ) علم
آدم الأسماء (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31وعلم آدم الأسماء كلها ) .
( ب ) علم
الخضر الفراسة (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65وعلمناه من لدنا علما ) [الكهف : 65] . ( ج ) وعلم
يوسف علم التعبير (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=101رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث ) [يوسف : 101] .
( د ) علم
داود صنعة الدرع (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=80وعلمناه صنعة لبوس لكم ) [الأنبياء : 80] .
( ه ) علم
سليمان منطق الطير (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=16ياأيها الناس علمنا منطق الطير ) [النمل : 16] .
( و ) علم
عيسى عليه السلام علم التوراة والإنجيل (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=48ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ) [آل عمران : 48] .
( ز ) وعلم
محمدا صلى الله عليه وسلم الشرع والتوحيد (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=113وعلمك ما لم تكن تعلم ) [النساء : 113] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=129ويعلمهم الكتاب والحكمة ) [البقرة : 129] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرحمن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2علم القرآن ) [الرحمن : 1 - 2] . فعلم
آدم كان سببا له في حصول السجدة والتحية ، وعلم
الخضر كان سببا لأن وجد تلميذا مثل
موسى ويوشع عليهما السلام ، وعلم
يوسف كان سببا لوجدان الأهل والمملكة ، وعلم
داود كان سببا لوجدان الرياسة والدرجة ، وعلم
سليمان كان سببا لوجدان
بلقيس والغلبة ، وعلم
عيسى كان سببا لزوال التهمة عن أمه ، وعلم
محمد صلى الله عليه وسلم كان سببا لوجود الشفاعة ، ثم نقول : من علم أسماء المخلوقات وجد التحية من الملائكة ، فمن علم ذات الخالق وصفاته أما يجد تحية الملائكة ؟ بل يجد تحية الرب (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سلام قولا من رب رحيم ) [يس : 58]
والخضر وجد بعلم الفراسة صحبة
موسى ، فيا أمة الحبيب بعلم الحقيقة كيف لا تجدون صحبة
محمد صلى الله عليه وسلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين ) [النساء : 69] ،
ويوسف بتأويل الرؤيا نجا من حبس الدنيا ، فمن كان عالما بتأويل كتاب الله كيف لا ينجو من حبس الشهوات (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=25ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) [يونس : 25] وأيضا فإن
يوسف عليه السلام ذكر منة الله على نفسه حيث قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=101وعلمتني من تأويل الأحاديث ) [يوسف : 101] .
فأنت يا عالم أما تذكر منة الله على نفسك حيث علمك تفسير كتابه ؟ فأي نعمة أجل مما أعطاك الله ؟! حيث جعلك مفسرا لكلامه ، وسميا لنفسه ، ووارثا لنبيه ، وداعيا لخلقه ، وواعظا لعباده ، وسراجا لأهل بلاده ، وقائدا للخلق إلى جنته وثوابه ، وزاجرا لهم عن ناره وعقابه ، كما جاء في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011381العلماء سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالستهم زيادة
( كا )
nindex.php?page=treesubj&link=18470_18467_18807_29485المؤمن لا يرغب في طلب العلم حتى يرى ست خصال من نفسه . أحدها : أن يقول : إن الله
[ ص: 170 ] أمرني بأداء الفرائض ، وأنا لا أقدر على أدائها إلا بالعلم .
الثانية : أن يقول : نهاني عن المعاصي وأنا لا أقدر على اجتنابها إلا بالعلم .
الثالثة : أنه تعالى أوجب علي شكر نعمه ولا أقدر عليه إلا بالعلم .
والرابعة : أمرني بإنصاف الخلق وأنا لا أقدر أن أنصفهم إلا بالعلم .
والخامسة : أن الله أمرني بالصبر على بلائه ولا أقدر عليه إلا بالعلم .
والسادسة : أن الله أمرني
nindex.php?page=treesubj&link=28798_18467بالعداوة مع الشيطان ولا أقدر عليها إلا بالعلم .
( كب )
nindex.php?page=treesubj&link=30415_18467_24626_7862طريق الجنة في أيدي أربعة : العالم والزاهد والعابد والمجاهد ، فالزاهد إذا كان صادقا في دعواه يرزقه الله الأمن ، والعابد إذا كان صادقا في دعواه يرزقه الله الخوف ، والمجاهد إذا كان صادقا في دعواه يرزقه الله الثناء والحمد ، والعالم إذا كان صادقا في دعواه يرزقه الله الحكمة .
( كج ) اطلب أربعة من أربعة : من الموضع السلامة ، ومن الصاحب الكرامة ، ومن المال الفراغة ، ومن العلم المنفعة ، فإذا لم تجد من الموضع السلامة فالسجن خير منه ، وإذا لم تجد من صاحبك الكرامة فالكلب خير منه ، وإذا لم تجد من مالك الفراغة فالمدر خير منه ، وإذا لم تجد من العلم المنفعة فالموت خير منه .
( كد ) لا تتم أربعة أشياء إلا بأربعة أشياء :
nindex.php?page=treesubj&link=19863لا يتم الدين إلا بالتقوى ، ولا يتم القول إلا بالفعل ،
nindex.php?page=treesubj&link=19540_19542ولا تتم المروءة إلا بالتواضع ،
nindex.php?page=treesubj&link=18470ولا يتم العلم إلا بالعمل ، فالدين بلا تقوى على الخطر ، والقول بلا فعل كالهدر ، والمروءة بلا تواضع كشجر بلا ثمر ، والعلم بلا عمل كغيث بلا مطر .
( كه ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه
nindex.php?page=showalam&ids=36لجابر بن عبد الله الأنصاري :
nindex.php?page=treesubj&link=18470قوام الدنيا بأربعة بعالم يعمل بعلمه ، وجاهل لا يستنكف من تعلمه ، وغني لا يبخل بماله ، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه ، فإذا لم يعمل العالم بعلمه استنكف الجاهل من تعلمه ، وإذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه ، فالويل لهم والثبور سبعين مرة .
( كو ) قال
الخليل : الرجال أربعة رجل يدري ، ويدري أنه يدري فهو عالم فاتبعوه ، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فهو نائم فأيقظوه ، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فهو مسترشد فأرشدوه ، ورجل لا يدري ، ولا يدري أنه لا يدري فهو شيطان فاجتنبوه .
( كز )
nindex.php?page=treesubj&link=18493_24549_18004أربعة لا ينبغي للشريف أن يأنف منها ، وإن كان أميرا : قيامه من مجلسه لأبيه ، وخدمته لضيفه ، وخدمته للعالم الذي يتعلم منه ، والسؤال عما لا يعلم ممن هو أعلم منه .
( كح ) إذا
nindex.php?page=treesubj&link=29501_18580اشتغل العلماء بجمع الحلال صار العوام آكلين للشبهات ، وإذا
nindex.php?page=treesubj&link=32211_27152صار العالم آكلا للشبهات صار العامي آكلا للحرام ، وإذا
nindex.php?page=treesubj&link=18580صار العالم آكلا للحرام صار العامي كافرا يعني إذا استحلوا .
أما الوجوه العقلية فأمور : أحدها : أن الأمور على أربعة أقسام ، قسم يرضاه العقل ولا ترضاه الشهوة ، وقسم ترضاه الشهوة ، ولا يرضاه العقل ، وقسم يرضاه العقل والشهوة معا ، وقسم لا يرضاه العقل ولا ترضاه الشهوة .
أما الأول : فهو الأمراض والمكاره في الدنيا .
وأما الثاني : فهو المعاصي أجمع .
وأما الثالث : فهو العلم .
وأما الرابع : فهو الجهل ، فينزل العلم من الجهل منزلة الجنة من النار ، فكما أن العقل والشهوة لا يرضيان بالنار فكذلك لا يرضيان بالجهل ، وكما أنهما يرضيان بالجنة فكذا يرضيان بالعلم ، فمن رضي بالجهل فقد رضي بنار حاضرة ، ومن اشتغل بالعلم فقد خاض في جنة حاضرة ، فكل من اختار العلم
[ ص: 171 ] يقال له : تعودت المقام في الجنة فادخل الجنة ، ومن اكتفى بالجهل يقال له : تعودت النار فادخل النار ، والذي يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=18467العلم جنة ، والجهل نار أن كمال اللذة في إدراك المحبوب ، وكمال الألم في البعد عن المحبوب ، والجراحة إنما تؤلم ؛ لأنها تبعد جزءا من البدن عن جزء محبوب من تلك الأجزاء وهو الاجتماع ، فلما اقتضت الجراحة إزالة ذلك الاجتماع ، فقد اقتضت إزالة المحبوب وبعده ، فلا جرم كان ذلك مؤلما ، والإحراق بالنار إنما كان أشد إيلاما من الجرح ؛ لأن الجرح لا يفيد إلا تبعيد جزء معين عن جزء معين ، أما النار فإنها تغوص في جميع الأجزاء فاقتضت تبعيد جميع الأجزاء بعضها عن بعض ، فلما كانت التفريقات في الإحراق أشد كان الألم هناك أصعب ، أما اللذة فهي عبارة عن إدراك المحبوب ، فلذة الأكل عبارة عن إدراك تلك الطعوم لموافقة للبدن ، وكذلك لذة النظر إنما تحصل ؛ لأن القوة الباصرة مشتاقة إلى إدراك المرئيات ، فلا جرم كان ذلك الإدراك لذة لها ، فقد ظهر بهذا أن اللذة عبارة عن إدراك المحبوب ، والألم عبارة عن إدراك المكروه ، وإذا عرفت هذا فنقول : كلما كان الإدراك أغوص وأشد ، والمدرك أشرف وأكمل ، والمدرك أنقى وأبقى ، وجب أن تكون اللذة أشرف وأكمل .
ولا شك أن محمل العلم هو الروح وهو أشرف من البدن ، ولا شك أن الإدراك العقلي أغوص وأشرف على ما سيجيء بيانه في تفسير قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35الله نور السماوات والأرض ) [النور : 35] . وأما المعلوم فلا شك أنه أشرف ؛ لأنه هو الله رب العالمين وجميع مخلوقاته من الملائكة والأفلاك والعناصر والجمادات والنبات والحيوانات ، وجميع أحكامه وأوامره وتكاليفه وأي معلوم أشرف من ذلك ، فثبت أنه لا كمال ، ولا لذة فوق كمال العلم ولذاته ، ولا شقاوة ولا نقصان فوق شقاوة الجهل ونقصانه ، ومما يدل على ما قلناه أنه إذا سئل الواحد منا عن مسألة علمية ، فإن علمها وقدر على الجواب والصواب فيها فرح بذلك وابتهج به ، وإن جهلها نكس رأسه حياء من ذلك ، وذلك يدل على أن اللذة الحاصلة بالعلم أكمل اللذات ، والشقاء الحاصل بالجهل أكمل أنواع الشقاء .
( يح ) قِيلَ : مِنَ الْعُلَمَاءِ
nindex.php?page=treesubj&link=27962_30437_30438مَنْ يَضِنُّ بِعِلْمِهِ ، وَلَا يُحِبُّ أَنْ يُوجَدَ عِنْدَ غَيْرِهِ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الْأَوَّلِ مِنَ النَّارِ ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَكُونُ فِي عِلْمِهِ بِمَنْزِلَةِ السُّلْطَانِ ، فَإِنْ رُدَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ حَقِّهِ غَضِبَ ، فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الثَّانِي مِنَ النَّارِ ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَجْعَلُ حَدِيثَهُ وَغَرَائِبَ عِلْمِهِ لِأَهْلِ الشَّرَفِ وَالْيَسَارِ ، وَلَا يَرَى الْفُقَرَاءَ لَهُ أَهْلًا ، فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الثَّالِثِ مِنَ النَّارِ ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ
nindex.php?page=treesubj&link=18253_18258_27243_30438_30437مَنْ كَانَ مُعْجَبًا بِنَفْسِهِ إِنْ وَعَظَ عَنَّفَ ، وَإِنَّ وُعِظَ أَنِفَ ، فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الرَّابِعِ مِنَ النَّارِ .
وَمِنَ الْعُلَمَاءِ
nindex.php?page=treesubj&link=27243_32213_30438_30437مَنْ يَنْصِبُ نَفْسَهُ لَلْفُتْيَا فَيُفْتِي خَطَأً ، فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الْخَامِسِ مِنَ النَّارِ ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَتَعَلَّمُ كَلَامَ الْمُبْطِلِينَ فَيَمْزُجُهُ بِالدِّينِ فَهُوَ فِي الدَّرْكِ السَّادِسِ مِنَ النَّارِ ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ
nindex.php?page=treesubj&link=30438_30437_18473مَنْ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لِوُجُوهِ النَّاسِ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ السَّابِعِ مِنَ النَّارِ .
( يط ) قَالَ الْفَقِيهُ
أَبُو اللَّيْثِ : مَنْ جَلَسَ مَعَ ثَمَانِيَةِ أَصْنَافٍ مِنَ النَّاسِ زَادَهُ اللَّهُ ثَمَانِيَةَ أَشْيَاءَ ، مَنْ جَلَسَ مَعَ الْأَغْنِيَاءِ زَادَهُ اللَّهُ حُبَّ الدُّنْيَا وَالرَّغْبَةَ فِيهَا ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ الْفُقَرَاءِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الشُّكْرَ وَالرِّضَا بِقِسْمَةِ اللَّهِ ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ السُّلْطَانِ زَادَهُ اللَّهُ الْقَسْوَةَ وَالْكِبْرَ ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ النِّسَاءِ زَادَهُ اللَّهُ الْجَهْلَ وَالشَّهْوَةَ ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ الصِّبْيَانِ ازْدَادَ مِنَ اللَّهْوِ وَالْمِزَاحِ ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ الْفُسَّاقِ ازْدَادَ مِنَ الْجُرْأَةِ عَلَى الذُّنُوبِ وَتَسْوِيفِ التَّوْبَةِ ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ الصَّالِحِينَ ازْدَادَ رَغْبَةً فِي الطَّاعَاتِ ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ الْعُلَمَاءِ ازْدَادَ الْعِلْمَ وَالْوَرَعَ .
( يي ) إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31812_31895_31956_31971_31980اللَّهَ عَلَّمَ سَبْعَةَ نَفَرٍ سَبْعَةَ أَشْيَاءَ : ( أ ) عَلَّمَ
آدَمَ الْأَسْمَاءَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ) .
( ب ) عَلَّمَ
الْخَضِرَ الْفِرَاسَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ) [الْكَهْفِ : 65] . ( ج ) وَعَلَّمَ
يُوسُفَ عِلْمَ التَّعْبِيرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=101رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) [يُوسُفَ : 101] .
( د ) عَلَّمَ
دَاوُدَ صَنْعَةَ الدِّرْعِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=80وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ ) [الْأَنْبِيَاءِ : 80] .
( ه ) عَلَّمَ
سُلَيْمَانَ مَنْطِقَ الطَّيْرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=16يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ) [النَّمْلِ : 16] .
( و ) عَلَّمَ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عِلْمَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=48وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ) [آلِ عِمْرَانَ : 48] .
( ز ) وَعَلَّمَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّرْعَ وَالتَّوْحِيدَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=113وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) [النِّسَاءِ : 113] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=129وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) [الْبَقَرَةِ : 129] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) [الرَّحْمَنِ : 1 - 2] . فَعِلْمُ
آدَمَ كَانَ سَبَبًا لَهُ فِي حُصُولِ السَّجْدَةِ وَالتَّحِيَّةِ ، وَعِلْمُ
الْخَضِرِ كَانَ سَبَبًا لِأَنْ وَجَدَ تِلْمِيذًا مِثْلَ
مُوسَى وَيُوشَعَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ، وَعِلْمُ
يُوسُفَ كَانَ سَبَبًا لِوِجْدَانِ الْأَهْلِ وَالْمَمْلَكَةِ ، وَعِلْمُ
دَاوُدَ كَانَ سَبَبًا لِوِجْدَانِ الرِّيَاسَةِ وَالدَّرَجَةِ ، وَعِلْمُ
سُلَيْمَانَ كَانَ سَبَبًا لِوِجْدَانِ
بِلْقِيسَ وَالْغَلَبَةِ ، وَعِلْمُ
عِيسَى كَانَ سَبَبًا لِزَوَالِ التُّهْمَةِ عَنْ أُمِّهِ ، وَعِلْمُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ سَبَبًا لِوُجُودِ الشَّفَاعَةِ ، ثُمَّ نَقُولُ : مَنْ عَلِمَ أَسْمَاءَ الْمَخْلُوقَاتِ وَجَدَ التَّحِيَّةَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَمَنْ عَلِمَ ذَاتَ الْخَالِقِ وَصِفَاتِهِ أَمَا يَجِدُ تَحِيَّةَ الْمَلَائِكَةِ ؟ بَلْ يَجِدُ تَحِيَّةَ الرَّبِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) [يس : 58]
وَالْخَضِرُ وَجَدَ بِعِلْمِ الْفِرَاسَةِ صُحْبَةَ
مُوسَى ، فَيَا أُمَّةَ الْحَبِيبِ بِعِلْمِ الْحَقِيقَةِ كَيْفَ لَا تَجِدُونَ صُحْبَةَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ) [النِّسَاءِ : 69] ،
وَيُوسُفُ بِتَأْوِيلِ الرُّؤْيَا نَجَا مِنْ حَبْسِ الدُّنْيَا ، فَمَنْ كَانَ عَالِمًا بِتَأْوِيلِ كِتَابِ اللَّهِ كَيْفَ لَا يَنْجُو مِنْ حَبْسِ الشَّهَوَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=25وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [يُونُسَ : 25] وَأَيْضًا فَإِنَّ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَكَرَ مِنَّةَ اللَّهِ عَلَى نَفْسِهِ حَيْثُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=101وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) [يُوسُفَ : 101] .
فَأَنْتَ يَا عَالِمُ أَمَا تَذْكُرُ مِنَّةَ اللَّهِ عَلَى نَفْسِكَ حَيْثُ عَلَّمَكَ تَفْسِيرَ كِتَابِهِ ؟ فَأَيُّ نِعْمَةٍ أَجَلُّ مِمَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ ؟! حَيْثُ جَعَلَكَ مُفَسِّرًا لِكَلَامِهِ ، وَسَمِيًّا لِنَفْسِهِ ، وَوَارِثًا لِنَبِيِّهِ ، وَدَاعِيًا لِخَلْقِهِ ، وَوَاعِظًا لِعِبَادِهِ ، وَسِرَاجًا لِأَهْلِ بِلَادِهِ ، وَقَائِدًا لِلْخَلْقِ إِلَى جَنَّتِهِ وَثَوَابِهِ ، وَزَاجِرًا لَهُمْ عَنْ نَارِهِ وَعِقَابِهِ ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011381الْعُلَمَاءُ سَادَةٌ ، وَالْفُقَهَاءُ قَادَةٌ ، وَمُجَالَسَتُهُمْ زِيَادَةٌ
( كا )
nindex.php?page=treesubj&link=18470_18467_18807_29485الْمُؤْمِنُ لَا يَرْغَبُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ حَتَّى يَرَى سِتَّ خِصَالٍ مِنْ نَفْسِهِ . أَحَدُهَا : أَنْ يَقُولَ : إِنَّ اللَّهَ
[ ص: 170 ] أَمَرَنِي بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ ، وَأَنَا لَا أَقْدِرُ عَلَى أَدَائِهَا إِلَّا بِالْعِلْمِ .
الثَّانِيَةُ : أَنْ يَقُولَ : نَهَانِي عَنِ الْمَعَاصِي وَأَنَا لَا أَقْدِرُ عَلَى اجْتِنَابِهَا إِلَّا بِالْعِلْمِ .
الثَّالِثَةُ : أَنَّهُ تَعَالَى أَوْجَبَ عَلَيَّ شُكْرَ نِعَمِهِ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا بِالْعِلْمِ .
وَالرَّابِعَةُ : أَمَرَنِي بِإِنْصَافِ الْخَلْقِ وَأَنَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أُنْصِفَهُمْ إِلَّا بِالْعِلْمِ .
وَالْخَامِسَةُ : أَنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِالصَّبْرِ عَلَى بَلَائِهِ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا بِالْعِلْمِ .
وَالسَّادِسَةُ : أَنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي
nindex.php?page=treesubj&link=28798_18467بِالْعَدَاوَةِ مَعَ الشَّيْطَانِ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهَا إِلَّا بِالْعِلْمِ .
( كب )
nindex.php?page=treesubj&link=30415_18467_24626_7862طَرِيقُ الْجَنَّةِ فِي أَيْدِي أَرْبَعَةٍ : الْعَالِمِ وَالزَّاهِدِ وَالْعَابِدِ وَالْمُجَاهِدِ ، فَالزَّاهِدُ إِذَا كَانَ صَادِقًا فِي دَعْوَاهُ يَرْزُقُهُ اللَّهُ الْأَمْنَ ، وَالْعَابِدُ إِذَا كَانَ صَادِقًا فِي دَعْوَاهُ يَرْزُقُهُ اللَّهُ الْخَوْفَ ، وَالْمُجَاهِدُ إِذَا كَانَ صَادِقًا فِي دَعْوَاهُ يَرْزُقُهُ اللَّهُ الثَّنَاءَ وَالْحَمْدَ ، وَالْعَالِمُ إِذَا كَانَ صَادِقًا فِي دَعْوَاهُ يَرْزُقُهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ .
( كج ) اطْلُبْ أَرْبَعَةً مِنْ أَرْبَعَةٍ : مِنَ الْمَوْضِعِ السَّلَامَةَ ، وَمِنَ الصَّاحِبِ الْكَرَامَةَ ، وَمِنَ الْمَالِ الْفَرَاغَةَ ، وَمِنَ الْعِلْمِ الْمَنْفَعَةَ ، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مِنَ الْمَوْضِعِ السَّلَامَةَ فَالسِّجْنُ خَيْرٌ مِنْهُ ، وَإِذَا لَمْ تَجِدْ مِنْ صَاحِبِكَ الْكَرَامَةَ فَالْكَلْبُ خَيْرٌ مِنْهُ ، وَإِذَا لَمْ تَجِدْ مِنْ مَالِكَ الْفَرَاغَةَ فَالْمَدَرُ خَيْرٌ مِنْهُ ، وَإِذَا لَمْ تَجِدْ مِنَ الْعِلْمِ الْمَنْفَعَةَ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْهُ .
( كد ) لَا تَتِمُّ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ إِلَّا بِأَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ :
nindex.php?page=treesubj&link=19863لَا يَتِمُّ الدِّينُ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، وَلَا يَتِمُّ الْقَوْلُ إِلَّا بِالْفِعْلِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=19540_19542وَلَا تَتِمُّ الْمُرُوءَةُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=18470وَلَا يَتِمُّ الْعِلْمُ إِلَّا بِالْعَمَلِ ، فَالدِّينُ بِلَا تَقْوَى عَلَى الْخَطَرِ ، وَالْقَوْلُ بِلَا فِعْلٍ كَالْهَدْرِ ، وَالْمُرُوءَةُ بِلَا تَوَاضُعٍ كَشَجَرٍ بِلَا ثَمَرٍ ، وَالْعِلْمُ بِلَا عَمَلٍ كَغَيْثٍ بِلَا مَطَرٍ .
( كه ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=36لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ :
nindex.php?page=treesubj&link=18470قِوَامُ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ بِعَالِمٍ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ ، وَجَاهِلٍ لَا يَسْتَنْكِفُ مِنْ تَعَلُّمِهِ ، وَغَنِيٍّ لَا يَبْخَلُ بِمَالِهِ ، وَفَقِيرٍ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ ، فَإِذَا لَمْ يَعْمَلِ الْعَالِمُ بِعِلْمِهِ اسْتَنْكَفَ الْجَاهِلُ مِنْ تَعَلُّمِهِ ، وَإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ ، فَالْوَيْلُ لَهُمْ وَالثُّبُورُ سَبْعِينَ مَرَّةً .
( كو ) قَالَ
الْخَلِيلُ : الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ رَجُلٌ يَدْرِي ، وَيَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي فَهُوَ عَالِمٌ فَاتَّبِعُوهُ ، وَرَجُلٌ يَدْرِي وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ يَدْرِي فَهُوَ نَائِمٌ فَأَيْقِظُوهُ ، وَرَجُلٌ لَا يَدْرِي وَيَدْرِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي فَهُوَ مُسْتَرْشِدٌ فَأَرْشِدُوهُ ، وَرَجُلٌ لَا يَدْرِي ، وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ لَا يَدْرِي فَهُوَ شَيْطَانٌ فَاجْتَنِبُوهُ .
( كز )
nindex.php?page=treesubj&link=18493_24549_18004أَرْبَعَةٌ لَا يَنْبَغِي لِلشَّرِيفِ أَنْ يَأْنَفَ مِنْهَا ، وَإِنْ كَانَ أَمِيرًا : قِيَامُهُ مِنْ مَجْلِسِهِ لِأَبِيهِ ، وَخِدْمَتُهُ لِضَيْفِهِ ، وَخِدْمَتُهُ لِلْعَالِمِ الَّذِي يَتَعَلَّمُ مِنْهُ ، وَالسُّؤَالُ عَمًّا لَا يَعْلَمُ مِمَّنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ .
( كح ) إِذَا
nindex.php?page=treesubj&link=29501_18580اشْتَغَلَ الْعُلَمَاءُ بِجَمْعِ الْحَلَالِ صَارَ الْعَوَامُّ آكِلِينَ لِلشُّبُهَاتِ ، وَإِذَا
nindex.php?page=treesubj&link=32211_27152صَارَ الْعَالِمُ آكِلًا لِلشُّبَهَاتِ صَارَ الْعَامِّيُّ آكِلًا لِلْحَرَامِ ، وَإِذَا
nindex.php?page=treesubj&link=18580صَارَ الْعَالِمُ آكِلًا لِلْحَرَامِ صَارَ الْعَامِّيُّ كَافِرًا يَعْنِي إِذَا اسْتَحَلُّوا .
أَمَّا الْوُجُوهُ الْعَقْلِيَّةُ فَأُمُورٌ : أَحَدُهَا : أَنَّ الْأُمُورَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ ، قِسْمٌ يَرْضَاهُ الْعَقْلُ وَلَا تَرْضَاهُ الشَّهْوَةُ ، وَقِسْمٌ تَرْضَاهُ الشَّهْوَةُ ، وَلَا يَرْضَاهُ الْعَقْلُ ، وَقِسْمٌ يَرْضَاهُ الْعَقْلُ وَالشَّهْوَةُ مَعًا ، وَقِسْمٌ لَا يَرْضَاهُ الْعَقْلُ وَلَا تَرْضَاهُ الشَّهْوَةُ .
أَمَّا الْأَوَّلُ : فَهُوَ الْأَمْرَاضُ وَالْمَكَارِهُ فِي الدُّنْيَا .
وَأَمَّا الثَّانِي : فَهُوَ الْمَعَاصِي أَجْمَعُ .
وَأَمَّا الثَّالِثُ : فَهُوَ الْعِلْمُ .
وَأَمَّا الرَّابِعُ : فَهُوَ الْجَهْلُ ، فَيَنْزِلُ الْعِلْمُ مِنَ الْجَهْلِ مَنْزِلَةَ الْجَنَّةِ مِنَ النَّارِ ، فَكَمَا أَنَّ الْعَقْلَ وَالشَّهْوَةَ لَا يَرْضَيَانِ بِالنَّارِ فَكَذَلِكَ لَا يَرْضَيَانِ بِالْجَهْلِ ، وَكَمَا أَنَّهُمَا يَرْضَيَانِ بِالْجَنَّةِ فَكَذَا يَرْضَيَانِ بِالْعِلْمِ ، فَمَنْ رَضِيَ بِالْجَهْلِ فَقَدْ رَضِيَ بِنَارٍ حَاضِرَةٍ ، وَمَنِ اشْتَغَلَ بِالْعِلْمِ فَقَدْ خَاضَ فِي جَنَّةٍ حَاضِرَةٍ ، فَكُلُّ مَنِ اخْتَارَ الْعِلْمَ
[ ص: 171 ] يُقَالُ لَهُ : تَعَوَّدْتَ الْمُقَامَ فِي الْجَنَّةِ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ ، وَمَنِ اكْتَفَى بِالْجَهْلِ يُقَالُ لَهُ : تَعَوَّدْتَ النَّارَ فَادْخُلِ النَّارَ ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18467الْعِلْمَ جَنَّةٌ ، وَالْجَهْلَ نَارٌ أَنَّ كَمَالَ اللَّذَّةِ فِي إِدْرَاكِ الْمَحْبُوبِ ، وَكَمَالَ الْأَلَمِ فِي الْبُعْدِ عَنِ الْمَحْبُوبِ ، وَالْجِرَاحَةُ إِنَّمَا تُؤْلِمُ ؛ لِأَنَّهَا تُبْعِدُ جُزْءًا مِنَ الْبَدَنِ عَنْ جُزْءٍ مَحْبُوبٍ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ وَهُوَ الِاجْتِمَاعُ ، فَلَمَّا اقْتَضَتِ الْجِرَاحَةُ إِزَالَةَ ذَلِكَ الِاجْتِمَاعِ ، فَقَدِ اقْتَضَتْ إِزَالَةَ الْمَحْبُوبِ وَبُعْدَهُ ، فَلَا جَرَمَ كَانَ ذَلِكَ مُؤْلِمًا ، وَالْإِحْرَاقُ بِالنَّارِ إِنَّمَا كَانَ أَشَدَّ إِيلَامًا مِنَ الْجُرْحِ ؛ لِأَنَّ الْجُرْحَ لَا يُفِيدُ إِلَّا تَبْعِيدَ جُزْءٍ مُعَيَّنٍ عَنْ جُزْءٍ مُعَيَّنٍ ، أَمَّا النَّارُ فَإِنَّهَا تَغُوصُ فِي جَمِيعِ الْأَجْزَاءِ فَاقْتَضَتْ تَبْعِيدَ جَمِيعِ الْأَجْزَاءِ بَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ ، فَلَمَّا كَانَتِ التَّفْرِيقَاتُ فِي الْإِحْرَاقِ أَشَدَّ كَانَ الْأَلَمُ هُنَاكَ أَصْعَبَ ، أَمَّا اللَّذَّةُ فَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ إِدْرَاكِ الْمَحْبُوبِ ، فَلَذَّةُ الْأَكْلِ عِبَارَةٌ عَنْ إِدْرَاكِ تِلْكَ الطُّعُومِ لِمُوَافَقَةٍ لِلْبَدَنِ ، وَكَذَلِكَ لَذَّةُ النَّظَرِ إِنَّمَا تَحْصُلُ ؛ لِأَنَّ الْقُوَّةَ الْبَاصِرَةَ مُشْتَاقَةٌ إِلَى إِدْرَاكِ الْمَرْئِيَّاتِ ، فَلَا جَرَمَ كَانَ ذَلِكَ الْإِدْرَاكُ لَذَّةً لَهَا ، فَقَدْ ظَهَرَ بِهَذَا أَنَّ اللَّذَّةَ عِبَارَةٌ عَنْ إِدْرَاكِ الْمَحْبُوبِ ، وَالْأَلَمَ عِبَارَةٌ عَنْ إِدْرَاكِ الْمَكْرُوهِ ، وَإِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَنَقُولُ : كُلَّمَا كَانَ الْإِدْرَاكُ أَغْوَصَ وَأَشَدَّ ، وَالْمُدْرِكُ أَشْرَفَ وَأَكْمَلَ ، وَالْمُدْرَكُ أَنْقَى وَأَبْقَى ، وَجَبَ أَنْ تَكُونَ اللَّذَّةُ أَشْرَفَ وَأَكْمَلَ .
وَلَا شَكَّ أَنَّ مَحْمِلَ الْعِلْمِ هُوَ الرُّوحُ وَهُوَ أَشْرَفُ مِنَ الْبَدَنِ ، وَلَا شَكَّ أَنَّ الْإِدْرَاكَ الْعَقْلِيَّ أَغَوْصَ وَأَشْرَفَ عَلَى مَا سَيَجِيءُ بَيَانُهُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) [النُّورِ : 35] . وَأَمَّا الْمَعْلُومُ فَلَا شَكَّ أَنَّهُ أَشْرَفُ ؛ لِأَنَّهُ هُوَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَمِيعُ مَخْلُوقَاتِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَفْلَاكِ وَالْعَنَاصِرِ وَالْجَمَادَاتِ وَالنَّبَاتِ وَالْحَيَوَانَاتِ ، وَجَمِيعُ أَحْكَامِهِ وَأَوَامِرِهِ وَتَكَالِيفِهِ وَأَيُّ مَعْلُومٍ أَشْرَفُ مِنْ ذَلِكَ ، فَثَبَتَ أَنَّهُ لَا كَمَالَ ، وَلَا لَذَّةَ فَوْقَ كَمَالِ الْعِلْمِ وَلَذَّاتِهِ ، وَلَا شَقَاوَةَ وَلَا نُقْصَانَ فَوْقَ شَقَاوَةِ الْجَهْلِ وَنُقْصَانِهِ ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَاهُ أَنَّهُ إِذَا سُئِلَ الْوَاحِدُ مِنَّا عَنْ مَسْأَلَةٍ عِلْمِيَّةٍ ، فَإِنْ عَلِمَهَا وَقَدِرَ عَلَى الْجَوَابِ وَالصَّوَابِ فِيهَا فَرِحَ بِذَلِكَ وَابْتَهَجَ بِهِ ، وَإِنْ جَهِلَهَا نَكَّسَ رَأْسَهُ حَيَاءً مِنْ ذَلِكَ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّذَّةَ الْحَاصِلَةَ بِالْعِلْمِ أَكْمَلُ اللَّذَّاتِ ، وَالشَّقَاءَ الْحَاصِلَ بِالْجَهْلِ أَكْمَلُ أَنْوَاعِ الشَّقَاءِ .