( فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
ثم قال تعالى : ( فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
وتفسيره قد تقدم والتكرير للتقرير ، وفي قوله : ( عذابي ونذر ) لطيفة ما ذكرناها ، وهي تثبت بسؤال وجواب لو قال القائل : أكثر المفسرين على أن النذر في هذا الموضع جمع نذير الذي هو مصدر معناه إنذار ، فما الحكمة في توحيد العذاب حيث لم يقل : فكيف كان أنواع عذابي ووبال إنذاري ؟ نقول : فيه إشارة إلى غلبة الرحمة الغضب ، وذلك لأن ، فقال : الإنذارات التي هي نعم ورحمة تواترت ، فلما لم تنفع وقع العذاب دفعة واحدة ، فكانت النعم كثيرة ، والنقمة واحدة وسنبين هذا زيادة بيان حين نفسر قوله تعالى : ( الإنذار إشفاق ورحمة فبأي آلاء ربكما تكذبان ) [ الرحمن ] حيث جمع الآلاء وكثر ذكرها وكررها ثلاثين مرة ، ثم بين الله تعالى حال قوم آخرين .