[ ص: 9 ] ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) .
قوله عز وجل : ( ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) .
اعلم أن هذه الآية شبيهة بما تقدم من قوله : ( كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ) [ البقرة : 168 ] ثم نقول : إن الله سبحانه وتعالى تكلم من أول السورة إلى ههنا في دلائل التوحيد والنبوة واستقصى في الرد على اليهود والنصارى ، ومن هنا شرع في بيان الأحكام ، اعلم أن في الآية مسائل :
المسألة الأولى : اعلم أن ، وقد يكون مندوبا ، وذلك أن الضيف قد يمتنع من الأكل إذا انفرد وينبسط في ذلك إذا سوعد ، فهذا الأكل مندوب ، وقد يكون مباحا إذا خلا عن هذه العوارض ، والأصل في الشيء أن يكون خاليا عن العوارض ، فلا جرم كان مسمى الأكل مباحا ، وإذا كان الأمر كذلك كان قوله ( الأكل قد يكون واجبا ، وذلك عند دفع الضرر عن النفس كلوا ) في هذا الموضع لا يفيد الإيجاب والندب بل الإباحة .