الأمر الخامس من الأمور المعتبرة في تحقق ماهية البر :
nindex.php?page=treesubj&link=28973قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177والصابرين في البأساء والضراء ) [ ص: 39 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وحين البأس ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : في
nindex.php?page=treesubj&link=28908_34077نصب " الصابرين " أقوال :
الأول : قال الكسائي : هو معطوف على (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177ذوي القربى ) كأنه قال : وآتى المال على حبه ذوي القربى والصابرين . قال النحويون : إن تقدير الآية يصير هكذا : ولكن البر من آمن بالله وآتى المال على حبه ذوي القربى والصابرين ، فعلى هذا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177والصابرين ) " من " صلة من . قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177والموفون ) متقدم على قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177والصابرين ) فهو عطف على ( من ) فحينئذ قد عطفت على الموصول قبل صلته شيئا ، وهذا غير جائز ؛ لأن الموصول مع الصلة بمنزلة اسم واحد ، ومحال أن يوصف الاسم أو يؤكد أو يعطف عليه إلا بعد تمامه وانقضائه بجميع أجزائه ، أما إن جعلت قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177والموفون ) رفعا على المدح ، وقد عرفت أن هذا الفصل غير جائز ، بل هذا أشنع ؛ لأن المدح جملة ، فإذا لم يجز الفصل بالمفرد فلأن لا يجوز بالجملة كان ذلك أولى .
فإن قيل : أليس جاز الفصل بين المبتدأ والخبر بالجملة كقول القائل : إن زيدا فافهم ما أقول رجل عالم ، وكقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ) [ الكهف : 30 ] ثم قال : ( أولئك ) ففصل بين المبتدأ والخبر بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إنا لا نضيع ) .
قلنا : الموصول مع الصلة كالشيء الواحد ، فالتعلق الذي بينهما أشد من التعلق بين المبتدأ والخبر ، فلا يلزم من جواز الفصل بين المبتدأ والخبر جوازه بين الموصول والصلة .
القول الثاني : قول
الفراء : إنه نصب على المدح ، وإن كان من صفة من ، وإنما رفع " الموفون " ونصب " الصابرين " لطول الكلام بالمدح ، والعرب تنصب على المدح وعلى الذم إذا طال الكلام بالنسق في صفة الشيء الواحد ، وأنشد
الفراء :
إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
وقالوا فيمن قرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حمالة الحطب ) [ المسد : 3 ] وقالوا فيمن قرأ : بنصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حمالة ) أنه نصب على الذم ، قال
أبو علي الفارسي : وإذا ذكرت الصفات الكثيرة في معرض المدح أو الذم فالأحسن أن تخالف بإعرابها ولا تجعل كلها جارية على موصوفها ؛ لأن هذا الموضع من مواضع الإطناب في الوصف والإبلاغ في القول ، فإذا خولف بإعراب الأوصاف كان المقصود أكمل ؛ لأن الكلام عند اختلاف الإعراب يصير كأنه أنواع من الكلام وضروب من البيان ، وعند الاتحاد في الإعراب يكون وجها واحدا وجملة واحدة . ثم اختلف
الكوفيون والبصريون في أن المدح والذم لما صارا علتين لاختلاف الحركة ؟ فقال
الفراء : أصل المدح والذم من كلام السامع ، وذلك أن الرجل إذا أخبر غيره فقال له : قام زيد فربما أثنى السامع على زيد ، وقال : ذكرت والله الظريف ، ذكرت العاقل ، أي هو والله الظريف هو العاقل ، فأراد المتكلم أن يمدح بمثل ما مدحه به السامع ، فجرى الإعراب على ذلك ، وقال الخليل : المدح والذم ينصبان على معنى : أعني الظريف ، وأنكر
الفراء ذلك لوجهين :
الأول : أن " أعني " إنما يقع تفسيرا للاسم المجهول ، والمدح يأتي بعد المعروف .
الثاني : أنه لو صح ما قاله الخليل لصح أن يقول : قام زيد أخاك ، على معنى : أعني أخاك ، وهذا مما لم تقله العرب أصلا .
واعلم أن من الناس من قرأ ( والموفين ) ( والصابرين ) ومنهم من قرأ ( والموفون ) و ( الصابرون ) .
[ ص: 40 ] وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177في البأساء ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يريد الفقر ، وهو اسم من البؤس (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177والضراء ) قال : يريد به المرض ، وهما اسمان على فعلاء ولا أفعل لهما ؛ لأنهما ليسا بنعتين (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177nindex.php?page=treesubj&link=33386_28973وحين البأس ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : يريد القتال في سبيل الله والجهاد ، ومعنى البأس في اللغة الشدة ، يقال : لا بأس عليك في هذا ، أي لا شدة (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165بعذاب بئيس ) [ الأعراف : 165 ] شديد ثم تسمى الحرب بأسا لما فيها من الشدة ، والعذاب يسمى بأسا لشدته قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فلما رأوا بأسنا ) [ غافر : 84 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=12فلما أحسوا بأسنا ) [ الأنبياء : 12 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29فمن ينصرنا من بأس الله ) [ غافر : 29 ] .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أولئك الذين صدقوا ) أي أهل هذه الأوصاف هم الذين صدقوا في إيمانهم ، وذكر الواحدي رحمه الله في آخر هذه الآية مسألة وهي أنه قال : هذه الواوات في الأوصاف في هذه الآية للجمع ، فمن شرائط البر وتمام شرط البار أن تجتمع فيه هذه الأوصاف ، ومن قام به واحد منها لم يستحق الوصف بالبر فلا ينبغي أن يظن الإنسان أن الموفي بعهده من جملة من قام بالبر ، وكذا
nindex.php?page=treesubj&link=19587_19589الصابر في البأساء بل لا يكون قائما بالبر إلا عند استجماع هذه الخصال ، ولذلك قال بعضهم : هذه الصفة خاصة للأنبياء عليهم السلام ؛ لأن غيرهم لا تجتمع فيه هذه الأوصاف كلها ، وقال آخرون : هذه عامة في جميع المؤمنين . وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=178ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ) .
الْأَمْرُ الْخَامِسُ مِنَ الْأُمُورِ الْمُعْتَبَرَةِ فِي تَحَقُّقِ مَاهِيَّةِ الْبِرِّ :
nindex.php?page=treesubj&link=28973قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ) [ ص: 39 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَحِينَ الْبَأْسِ ) وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28908_34077نَصْبِ " الصَّابِرِينَ " أَقْوَالٌ :
الْأَوَّلُ : قَالَ الْكِسَائِيُّ : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177ذَوِي الْقُرْبَى ) كَأَنَّهُ قَالَ : وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالصَّابِرِينَ . قَالَ النَّحْوِيُّونَ : إِنَّ تَقْدِيرَ الْآيَةِ يَصِيرُ هَكَذَا : وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالصَّابِرِينَ ، فَعَلَى هَذَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَالصَّابِرِينَ ) " مِنْ " صِلَةِ مَنْ . قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَالْمُوفُونَ ) مُتَقَدِّمٌ عَلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَالصَّابِرِينَ ) فَهُوَ عَطْفٌ عَلَى ( مَنْ ) فَحِينَئِذٍ قَدْ عَطَفْتَ عَلَى الْمَوْصُولِ قَبْلَ صِلَتِهِ شَيْئًا ، وَهَذَا غَيْرُ جَائِزٍ ؛ لِأَنَّ الْمَوْصُولَ مَعَ الصِّلَةِ بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ ، وَمُحَالٌ أَنْ يُوصَفَ الِاسْمُ أَوْ يُؤَكَّدَ أَوْ يُعْطَفَ عَلَيْهِ إِلَّا بَعْدَ تَمَامِهِ وَانْقِضَائِهِ بِجَمِيعِ أَجْزَائِهِ ، أَمَّا إِنْ جَعَلْتَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَالْمُوفُونَ ) رَفْعًا عَلَى الْمَدْحِ ، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّ هَذَا الْفَصْلَ غَيْرُ جَائِزٍ ، بَلْ هَذَا أَشْنَعُ ؛ لِأَنَّ الْمَدْحَ جُمْلَةٌ ، فَإِذَا لَمْ يَجُزِ الْفَصْلُ بِالْمُفْرَدِ فَلِأَنْ لَا يَجُوزَ بِالْجُمْلَةِ كَانَ ذَلِكَ أَوْلَى .
فَإِنْ قِيلَ : أَلَيْسَ جَازَ الْفَصْلُ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ بِالْجُمْلَةِ كَقَوْلِ الْقَائِلِ : إِنَّ زَيْدًا فَافْهَمْ مَا أَقُولُ رَجُلٌ عَالِمٌ ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ) [ الْكَهْفِ : 30 ] ثُمَّ قَالَ : ( أُولَئِكَ ) فَفَصَلَ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إِنَّا لَا نُضِيعُ ) .
قُلْنَا : الْمَوْصُولُ مَعَ الصِّلَةِ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ ، فَالتَّعَلُّقُ الَّذِي بَيْنَهُمَا أَشَدُّ مِنَ التَّعَلُّقِ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ ، فَلَا يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ الْفَصْلِ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ جَوَازُهُ بَيْنَ الْمَوْصُولِ وَالصِّلَةِ .
الْقَوْلُ الثَّانِي : قَوْلُ
الْفَرَّاءِ : إِنَّهُ نَصْبٌ عَلَى الْمَدْحِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ صِفَةِ مَنْ ، وَإِنَّمَا رَفَعَ " الْمُوفُونَ " وَنَصَبَ " الصَّابِرِينَ " لِطُولِ الْكَلَامِ بِالْمَدْحِ ، وَالْعَرَبُ تَنْصِبُ عَلَى الْمَدْحِ وَعَلَى الذَّمِّ إِذَا طَالَ الْكَلَامُ بِالنَّسَقِ فِي صِفَةِ الشَّيْءِ الْوَاحِدِ ، وَأَنْشَدَ
الْفَرَّاءُ :
إِلَى الْمَلِكِ الْقَرْمِ وَابْنِ الْهُمَامِ وَلَيْثَ الْكَتِيبَةِ فِي الْمُزْدَحِمْ
وَقَالُوا فِيمَنْ قَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) [ الْمَسَدِ : 3 ] وَقَالُوا فِيمَنْ قَرَأَ : بِنَصْبِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4حَمَّالَةَ ) أَنَّهُ نُصِبَ عَلَى الذَّمِّ ، قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : وَإِذَا ذُكِرَتِ الصِّفَاتُ الْكَثِيرَةُ فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ أَوِ الذَّمِّ فَالْأَحْسَنُ أَنْ تُخَالَفَ بِإِعْرَابِهَا وَلَا تُجْعَلَ كُلُّهَا جَارِيَةً عَلَى مَوْصُوفِهَا ؛ لِأَنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ مِنْ مَوَاضِعِ الْإِطْنَابِ فِي الْوَصْفِ وَالْإِبْلَاغِ فِي الْقَوْلِ ، فَإِذَا خُولِفَ بِإِعْرَابِ الْأَوْصَافِ كَانَ الْمَقْصُودُ أَكْمَلَ ؛ لِأَنَّ الْكَلَامَ عِنْدَ اخْتِلَافِ الْإِعْرَابِ يَصِيرُ كَأَنَّهُ أَنْوَاعٌ مِنَ الْكَلَامِ وَضُرُوبٌ مِنَ الْبَيَانِ ، وَعِنْدَ الِاتِّحَادِ فِي الْإِعْرَابِ يَكُونُ وَجْهًا وَاحِدًا وَجُمْلَةً وَاحِدَةً . ثُمَّ اخْتَلَفَ
الْكُوفِيُّونَ وَالْبَصْرِيُّونَ فِي أَنَّ الْمَدْحَ وَالذَّمَّ لِمَا صَارَا عِلَّتَيْنِ لِاخْتِلَافِ الْحَرَكَةِ ؟ فَقَالَ
الْفَرَّاءُ : أَصْلُ الْمَدْحِ وَالذَّمِّ مِنْ كَلَامِ السَّامِعِ ، وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَخْبَرَ غَيْرَهُ فَقَالَ لَهُ : قَامَ زَيْدٌ فَرُبَّمَا أَثْنَى السَّامِعُ عَلَى زَيْدٍ ، وَقَالَ : ذَكَرْتَ وَاللَّهِ الظَّرِيفَ ، ذَكَرْتَ الْعَاقِلَ ، أَيْ هُوَ وَاللَّهِ الظَّرِيفُ هُوَ الْعَاقِلُ ، فَأَرَادَ الْمُتَكَلِّمُ أَنْ يَمْدَحَ بِمِثْلِ مَا مَدَحَهُ بِهِ السَّامِعُ ، فَجَرَى الْإِعْرَابُ عَلَى ذَلِكَ ، وَقَالَ الْخَلِيلُ : الْمَدْحُ وَالذَّمُّ يَنْصِبَانِ عَلَى مَعْنَى : أَعْنِي الظَّرِيفَ ، وَأَنْكَرَ
الْفَرَّاءُ ذَلِكَ لِوَجْهَيْنِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّ " أَعْنِي " إِنَّمَا يَقَعُ تَفْسِيرًا لِلِاسْمِ الْمَجْهُولِ ، وَالْمَدْحُ يَأْتِي بَعْدَ الْمَعْرُوفِ .
الثَّانِي : أَنَّهُ لَوْ صَحَّ مَا قَالَهُ الْخَلِيلُ لَصَحَّ أَنْ يَقُولَ : قَامَ زَيْدٌ أَخَاكَ ، عَلَى مَعْنَى : أَعْنِي أَخَاكَ ، وَهَذَا مِمَّا لَمْ تَقُلْهُ الْعَرَبُ أَصْلًا .
وَاعْلَمْ أَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ قَرَأَ ( وَالْمُوفِينَ ) ( وَالصَّابِرِينَ ) وَمِنْهُمْ مَنْ قَرَأَ ( وَالْمُوفُونَ ) وَ ( الصَّابِرُونَ ) .
[ ص: 40 ] وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177فِي الْبَأْسَاءِ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يُرِيدُ الْفَقْرَ ، وَهُوَ اسْمٌ مِنَ الْبُؤْسِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177وَالضَّرَّاءِ ) قَالَ : يُرِيدُ بِهِ الْمَرَضَ ، وَهُمَا اسْمَانِ عَلَى فَعْلَاءَ وَلَا أَفْعَلَ لَهُمَا ؛ لِأَنَّهُمَا لَيْسَا بِنَعْتَيْنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177nindex.php?page=treesubj&link=33386_28973وَحِينَ الْبَأْسِ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يُرِيدُ الْقِتَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْجِهَادَ ، وَمَعْنَى الْبَأْسِ فِي اللُّغَةِ الشِّدَّةُ ، يُقَالُ : لَا بَأْسَ عَلَيْكَ فِي هَذَا ، أَيْ لَا شِدَّةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165بِعَذَابٍ بَئِيسٍ ) [ الْأَعْرَافِ : 165 ] شَدِيدٍ ثُمَّ تُسَمَّى الْحَرْبُ بَأْسًا لِمَا فِيهَا مِنَ الشِّدَّةِ ، وَالْعَذَابُ يُسَمَّى بَأْسًا لِشِدَّتِهِ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ) [ غَافِرٍ : 84 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=12فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 12 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=29فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ ) [ غَافِرٍ : 29 ] .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ) أَيْ أَهْلُ هَذِهِ الْأَوْصَافِ هُمُ الَّذِينَ صَدَقُوا فِي إِيمَانِهِمْ ، وَذَكَرَ الْوَاحِدِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي آخِرِ هَذِهِ الْآيَةِ مَسْأَلَةً وَهِيَ أَنَّهُ قَالَ : هَذِهِ الْوَاوَاتُ فِي الْأَوْصَافِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لِلْجَمْعِ ، فَمِنْ شَرَائِطِ الْبِرِّ وَتَمَامِ شَرْطِ الْبَارِّ أَنَّ تَجْتَمِعَ فِيهِ هَذِهِ الْأَوْصَافُ ، وَمَنْ قَامَ بِهِ وَاحِدٌ مِنْهَا لَمْ يَسْتَحِقَّ الْوَصْفَ بِالْبِرِّ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَظُنَّ الْإِنْسَانُ أَنَّ الْمُوفِيَ بِعَهْدِهِ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ قَامَ بِالْبِرِّ ، وَكَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=19587_19589الصَّابِرُ فِي الْبَأْسَاءِ بَلْ لَا يَكُونُ قَائِمًا بِالْبِرِّ إِلَّا عِنْدَ اسْتِجْمَاعِ هَذِهِ الْخِصَالِ ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُهُمْ : هَذِهِ الصِّفَةُ خَاصَّةٌ لِلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ؛ لِأَنَّ غَيْرَهُمْ لَا تَجْتَمِعُ فِيهِ هَذِهِ الْأَوْصَافُ كُلُّهَا ، وَقَالَ آخَرُونَ : هَذِهِ عَامَّةٌ فِي جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ . وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=178يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .