الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

مقالات في الدعوة والإعلام الإسلامي

نخبة من المفكرين والكتاب

1- عدم التوازن في طرح المواضيع

إن خطبة الجمعة منبر دعوي هـام، ووسيلة ممتازة لتذكير الناس بأمور دينهم وعقيدتهم، ونافذة واسعة لعرض الإسلام بنصاعته كاملة، وتوعية المسلمين بالمرحلة التي يعيشونها، وبالأخطار والتحديات التي تحيط بهم، وحتى يستثمر الخطيب منبر الجمعة الاستثمار الأكمل عليه أن يطرح المواضيع ضمن منهج متوازن شامل يغطي المعاني والأفكار كلها التي يجب على المسلم أن يهتم بها، وعلى الخطيب البارع ألا ينسى استغلال المناسبات الراتبة والطارئة ويوظفها لصالح دعوته، ليقوم بتشكيل الرأي العام الإسلامي الموحد تجاه القضايا والأحداث، ووضعه في إطاره الإسلامي الصحيح.

لكن بعض الخطباء لا ينهج في خطبه هـذا المنهج المتوازن الشامل، بل على العكس يقع أسيرا لبضعة مواضيع قد تكون هـامة وقد لا تكون، ليطلع بها علينا كل أسبوع؛ مما يحدث الملل لدى الجمهور الذي يعاني من تكرار الخطب التي لا جديد فيها، ويؤدي إلى إهدار قيمة هـذا المنبر الخطير الذي يمكننا أن نقول من خلاله الكثير.

ومن الخطباء من يخوض في الخطبة الواحدة في عدة مواضيع لا يربط بينها رباط منطقي، ولو أنه وزع هـذه المواضيع على عدة خطب وأشبعها بحثا ودراسة لكان أفضل. [ ص: 63 ]

وهناك من الخطباء من يهمل في موضوعاته أحداث الساعة التي تمس واقع المسلمين ووجودهم ومستقبلهم، فلا يجد الجمهور المسلم في خطبته متنفسا لمشاعره العارمة وآلامه الغائرة، فيستمع إلى الخطبة دون أن يتفاعل معها، وكيف يتفاعل مسلم مع خطبة تتحدث عن آداب النكاح بينما المحتل اليهودي الغاصب يجتاح بدباباته أشلاء الرجال والنساء والأطفال ؟‍‍‍

التالي السابق


الخدمات العلمية