أمانة الكلمة
وكلمة أخيرة لهؤلاء المنتفعين الذين يبيعون أقلامهم بثمن رخيص، أو عرض من الدنيا قليل، فيسيرون في ركب المنحرفين، ويزورون الحقائق، ويخضعون لأوامر السلطة ونواهيها في الحق والباطل على سواء.
نقول لهؤلاء: إن الكلمة أمانة سوف نسأل عنها أمام الله عز وجل، ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ( ق: 18) . وسواء كانت الكلمة مكتوبة أو منطوقة فهما في المسئولية، بل قد تكون الكلمة المكتوبة أخطر لسعة انتشارها، وطول عمرها من الكلمة المنطوقة ، ومن ثم تصبح جريرتها في الإثم أكبر.
ومن مشاهد ليلة الإسراء، مشهد قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت، ( ولما سأل عليه الصلاة والسلام أمين الوحي عنهم قال: هـؤلاء هـم خطباء الفتنة.. ) الذين يلبسون الحق بالباطل ، ويزيفون الحقائق، ويسيرون في ركب النفاق. [ ص: 92 ]