خلاصـة البحـث

إن دراسة الرأي العام تكونه واتجاهاته وتأثيره في فترة صدر الإسلام ما تزال بحاجة إلى إضاءة فليست الصورة التأريخية للشرائح الاجتماعية المتنوعة واضحة إذ لم تحظ بدراسات متخصصة ولكن تم عرض مواقف بعضها في الدراسات التي تناولت التأريخ السياسي ونظرا لأهمية تاريخ صدر الإسلام والعصر الأموي حيث جرى الانتقال الكبير في البنية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي مقدمة ذلك التحول من الحياة القبلية إلى الأمة الواحدة وبالتالي ظهور مؤسسة الخلافة رمزا لوحدة الأمة والتحول من الأعراف القبلية إلى " الشريعة " حيث ظهرت طبقة " الفقهاء " [ ص: 73 ] الذين درسوا القرآن والحديث وفق مناهج اتخذوها للوصول إلى الأحكام الفرعية على الأحداث المتنوعة المستجدة.

وتواجه الباحث صعوبة الحصر الدقيق لفقهاء المدينة في العصر الأموي الذين يهتم هـذا البحث بدراسة موقفهم من السلطة آنذاك حيث لم تكن المذاهب الفقهية قد ظهرت بعد وبالتالي فإن المؤلفات المعنية بطبقات الفقهاء لم تستوعبهم إذ هـي مهتمة بحصر فقهاء المذاهب من المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة. وبالتالي فإن أهم مورد للمعلومات عن فقهاء المدينة هـو كتب التراجم القديمة وخاصة طبقات ابن سعد والمعرفة والتأريخ للبسوي وتأريخ ابن أبي خيثمة بالإضافة إلى كتب الحوليات وخاصة الطبري والبلاذري وابن خياط فهي تسجل تأريخ العلماء وفق المدن وبالتالي تيسر حصر أسماء أهل العلم ولكن المشكلة تكمن في المصنف الذي ينص على أن صاحب الترجمة " فقيه " وأن الآخر " محدث " وأحيانا يرد الوصف بكلمة " عالم " .

ومن الواضح أن إعادة سبر ثقافة أصحاب التراجم لن يجدي كثيرا لإعادة " توصيفه " وذلك لقلة المعلومات الواردة عنهم ويبدو أن ليس ثمة طريقة أخرى غير قبول الوصف الذي ورد في تلك المصادر دون تعديل مهم ويستثنى من ذلك القضاة الذين لم يوصفوا بأنهم فقهاء بل قيل إنهم محدثون إذ إن عملهم يتطلب أن يكونوا فقهاء...

إن أهمية البحث في دراسة الرأي العام في تلك الفترة المبكرة من تأريخ الإسلام تتضح عندما يكون الفقهاء ممثلين للشريعة التي تقابل القانون الدستوري والدولي إضافة للقانون المدني.. ولما كان الإنسان في مقاييسه العامة والخاصة محتاجا إلى الرجوع إلى الفقهاء لمعرفة الحكم الشرعي [ ص: 74 ] فإن تأثير الفقهاء في توجيه الرأي العام يكون عميقا وشاملا ولكن يبدو أن التأثير الفقهي في الحياة العملية والواقع التأريخي لا يتوقف فقط على حاجة الأمة لتحديد الموقف من الناحية الشرعية بل يتوقف على توافر مقومات الزعامة وجاذبية القيادة لدى الفقهاء آنذاك.

وكما يؤثر الفقهاء في الرأي العام فإنهم يتأثرون به فهناك تفاعل مستمر بين " الفقيه " و " البيئة السياسية والاجتماعية والثقافية " وفي وسط مثل المدينة في العصر الأموي لن يكون التعرف على الرأي العام واتجاهاته السياسية صعبا فالعاصمة الأولى لم تعد عاصمة للدولة والكتل القبلية واضحة المعالم والرجال يحملون اعتزازا كبيرا بالماضي القريب وأمجاد المشاركة من قبل آبائهم وأحيانا هـم أنفسهم في بناء الدولة الإسلامية وتوسع حدودها ومن الصعب أن يقبلوا بأدوار ثانوية. وهم يجدون أنفسهم حراسا للشريعة يقومون بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لو وصل الأمر إلى تحدي السلطة وسياستها في الواقع الاجتماعي والاقتصادي فيلمسون تفاوتا كبيرا وبعدا عن مفاهيم العدل المطبق والزهادة في المال والتكافؤ بين الناس في المجالات الاقتصادية والسياسية.. بل هـم يرون هـبوطا في المستوى الخلقي والالتزام الديني عندما يقيسون شخصية يزيد بن معاوية بشخصية عمر بن الخطاب بل وبأشخاص يعيشون معهم أو قريبا منهم مثل الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن الحنفية وآخرين كثر ثم إن الأسرة الأموية الحاكمة في نظرهم من " الطلقاء " الذين من الإسلام عليهم بالحرية إثر فتح مكة سنة 8 هـ.

ولا شك أن السكان الذين ينتمون إلى قريش والأنصار مع بعض القبائل التي استقرت في المدينة وأسهمت في مرحلة التأسيس والتوحيد والتوسع فضلا عن بعض [ ص: 75 ] الموالي الذين كانت أعدادهم تتزايد خلال حركة الفتح والذين لبوا إلى المدينة أسرى وتحرر كثير منهم عن طريق المكاتبة مع الاحتفاظ بولائهم للرجال الذين حرروهم... كانوا يحلمون بالتغيير والعودة إلى " النموذج الراشدي " وكانت الإرهاصات بذلك تملأ الجو السياسي المشحون فإذا برز رجل عالم عابد جريء فصيح.. تطلعوا إليه على أنه " المنقذ " وأحيانا لا يكون فردا بل قيادة جماعية.. كما حدث في موقعة الحرة حيث رفعت المدينة السيف في وجه السلطة وتلقت أقسى العقوبة في تاريخها...

ولا شك أن الفقهاء الذين نشأوا فيها وامتلأت مخيلاتهم بالذكريات والأخبار الأليمة ما كانوا لينشأوا بعيدا عن التأثر بالواقع الذي أحاط بهم وربما يفسر ذلك " التوجه الفقهي " في مدرسة المدينة والذي لم يلتحم بالسلطة إلا نادرا رغم محاولة الخلفاء الأمويين تقريه أيهم بكل الوسائل المتاحة.. وكما يحدث غالبا فإن التوجه الفقهي العام لا يمثل إجماعا فقد أحاطت مؤثرات أخرى بعدد من الفقهاء المتعاونين مع الحكم الأموي سواء لقناعات عقدية أو لمصالح فردية.. ولكن هـذا لا يقلل من الصورة المتناسقة التي تشكل أساس العلاقة بين الفقهاء والجمهور في المدينة..

إن استطلاع آراء فقهاء المدينة في العصر المبكر يوضح جذور المواقف السياسية المتنوعة في التأريخ الإسلامي فرغم أن مدرسة المدينة لم تعد إلا واحدة من مدارس العلم في العالم الإسلامي حيث تنافسها دمشق والكوفة والبصرة إلا أنها بقيت عميقة التأثير في الجمهور الإسلامي ولا يعني ذلك وحدة موقف فقهاء المدينة تجاه القضايا السياسية والقضايا العامة فإن الاتجاه نحو الكف عن القتال يظهر في موقف الصحابي أبي سعيد الخدري في الحرة وكأنه امتداد لموقف الصحابة الذين اعتزلوا الجمل وصفين مثل أبي موسى الأشعري حيث كان الشعار : ( كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل ) . [ ص: 76 ]

أما الاتجاه الآخر وهو الأغلب على الساحة والأعمق تأثيرا في الجمهور فيظهر في القيادات الثائرة التي ترتب في أجواء المدينة وعلى رأسها الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير والمختار الثقفي الذي نشأ في المدينة على اختلاف منازع الثلاثة حيث يوحد بينهم مبدأ الدفاع عن الحق والشرعية والعدالة والمساواة ويختلفون في أن الحسين يرى نفسه أحق بالخلافة وابن الزبير ظل يدعو إلى الشورى ثم دعا لنفسه والمختار كان يناضل عن شعارات تتصل بالثأر للحسين من ورائها الطموح الشخصي... كما يمكن أن يتضح موقف فقهي وسط ينتقد السلطة ومظالمها دون أن يدعو إلى الخروج عليها كما يظهر في موقف سعيد بن المسيب وآخرين... في حين يضعف انتساب الفقهاء إلى الحركة الخارجية التي نشطت طيلة العصر الأموي حيث لا نجد أحدا من المتبنين لآرائها من فقهاء المدينة سوى ماذكر عن عكرمة مولى ابن عباس ويبدو أن الخوارج التقوا بقوة مع الحركة الزبيرية تحت شعار " العودة إلى الشورى " وبلغ الالتحام إلى حد القتال معا ضد جيش الشام في الحصار الأول لمكة...

إن استجلاء مواقف فقهاء المدينة لا بد أن ينعكس إيجابيا على دراسة الفكر السياسي وأنه أسس هـيئة فقهية تتعاون في دراسة القضايا المطروحة ويقضي القاضي فيها بعد إصدار رأيهم فيما يشبه نظام الحلفين في نظام القضاء الغربي المعاصر. [ ص: 77 ]

خلاصـة البحـث

إن دراسة الرأي العام تكونه واتجاهاته وتأثيره في فترة صدر الإسلام ما تزال بحاجة إلى إضاءة فليست الصورة التأريخية للشرائح الاجتماعية المتنوعة واضحة إذ لم تحظ بدراسات متخصصة ولكن تم عرض مواقف بعضها في الدراسات التي تناولت التأريخ السياسي ونظرًا لأهمية تاريخ صدر الإسلام والعصر الأموي حيث جرى الانتقال الكبير في البنية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي مقدمة ذلك التحول من الحياة القبلية إلى الأمة الواحدة وبالتالي ظهور مؤسسة الخلافة رمزًا لوحدة الأمة والتحول من الأعراف القبلية إلى " الشريعة " حيث ظهرت طبقة " الفقهاء " [ ص: 73 ] الذين درسوا القرآن والحديث وفق مناهج اتخذوها للوصول إلى الأحكام الفرعية على الأحداث المتنوعة المستجدة.

وتواجه الباحث صعوبة الحصر الدقيق لفقهاء المدينة في العصر الأموي الذين يهتم هـذا البحث بدراسة موقفهم من السلطة آنذاك حيث لم تكن المذاهب الفقهية قد ظهرت بعد وبالتالي فإن المؤلفات المعنية بطبقات الفقهاء لم تستوعبهم إذ هـي مهتمة بحصر فقهاء المذاهب من المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة. وبالتالي فإن أهم مورد للمعلومات عن فقهاء المدينة هـو كتب التراجم القديمة وخاصة طبقات ابن سعد والمعرفة والتأريخ للبسوي وتأريخ ابن أبي خيثمة بالإضافة إلى كتب الحوليات وخاصة الطبري والبلاذري وابن خياط فهي تسجل تأريخ العلماء وفق المدن وبالتالي تيسر حصر أسماء أهل العلم ولكن المشكلة تكمن في المصنف الذي ينص على أن صاحب الترجمة " فقيه " وأن الآخر " محدث " وأحيانًا يرد الوصف بكلمة " عالم " .

ومن الواضح أن إعادة سبر ثقافة أصحاب التراجم لن يجدي كثيرًا لإعادة " توصيفه " وذلك لقلة المعلومات الواردة عنهم ويبدو أن ليس ثمة طريقة أخرى غير قبول الوصف الذي ورد في تلك المصادر دون تعديل مهم ويستثنى من ذلك القضاة الذين لم يوصفوا بأنهم فقهاء بل قيل إنهم محدثون إذ إن عملهم يتطلب أن يكونوا فقهاء...

إن أهمية البحث في دراسة الرأي العام في تلك الفترة المبكرة من تأريخ الإسلام تتضح عندما يكون الفقهاء ممثلين للشريعة التي تقابل القانون الدستوري والدولي إضافة للقانون المدني.. ولما كان الإنسان في مقاييسه العامة والخاصة محتاجًا إلى الرجوع إلى الفقهاء لمعرفة الحكم الشرعي [ ص: 74 ] فإن تأثير الفقهاء في توجيه الرأي العام يكون عميقًا وشاملًا ولكن يبدو أن التأثير الفقهي في الحياة العملية والواقع التأريخي لا يتوقف فقط على حاجة الأمة لتحديد الموقف من الناحية الشرعية بل يتوقف على توافر مقومات الزعامة وجاذبية القيادة لدى الفقهاء آنذاك.

وكما يؤثر الفقهاء في الرأي العام فإنهم يتأثرون به فهناك تفاعل مستمر بين " الفقيه " و " البيئة السياسية والاجتماعية والثقافية " وفي وسط مثل المدينة في العصر الأموي لن يكون التعرف على الرأي العام واتجاهاته السياسية صعبًا فالعاصمة الأولى لم تعد عاصمة للدولة والكتل القبلية واضحة المعالم والرجال يحملون اعتزازًا كبيرًا بالماضي القريب وأمجاد المشاركة من قبل آبائهم وأحيانًا هـم أنفسهم في بناء الدولة الإسلامية وتوسع حدودها ومن الصعب أن يقبلوا بأدوار ثانوية. وهم يجدون أنفسهم حراسًا للشريعة يقومون بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لو وصل الأمر إلى تحدي السلطة وسياستها في الواقع الاجتماعي والاقتصادي فيلمسون تفاوتًا كبيرًا وبعدًا عن مفاهيم العدل المطبق والزهادة في المال والتكافؤ بين الناس في المجالات الاقتصادية والسياسية.. بل هـم يرون هـبوطًا في المستوى الخلقي والالتزام الديني عندما يقيسون شخصية يزيد بن معاوية بشخصية عمر بن الخطاب بل وبأشخاص يعيشون معهم أو قريبًا منهم مثل الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن الحنفية وآخرين كثر ثم إن الأسرة الأموية الحاكمة في نظرهم من " الطلقاء " الذين منَّ الإسلام عليهم بالحرية إثر فتح مكة سنة 8 هـ.

ولا شك أن السكان الذين ينتمون إلى قريش والأنصار مع بعض القبائل التي استقرت في المدينة وأسهمت في مرحلة التأسيس والتوحيد والتوسع فضلًا عن بعض [ ص: 75 ] الموالي الذين كانت أعدادهم تتزايد خلال حركة الفتح والذين لبوا إلى المدينة أسرى وتحرر كثير منهم عن طريق المكاتبة مع الاحتفاظ بولائهم للرجال الذين حرروهم... كانوا يحلمون بالتغيير والعودة إلى " النموذج الراشدي " وكانت الإرهاصات بذلك تملأ الجو السياسي المشحون فإذا برز رجل عالم عابد جريء فصيح.. تطلعوا إليه على أنه " المنقذ " وأحيانًا لا يكون فردًا بل قيادة جماعية.. كما حدث في موقعة الحرَّة حيث رفعت المدينة السيف في وجه السلطة وتلقت أقسى العقوبة في تاريخها...

ولا شك أن الفقهاء الذين نشأوا فيها وامتلأت مخيلاتهم بالذكريات والأخبار الأليمة ما كانوا لينشأوا بعيدًا عن التأثر بالواقع الذي أحاط بهم وربما يفسر ذلك " التوجه الفقهي " في مدرسة المدينة والذي لم يلتحم بالسلطة إلا نادرًا رغم محاولة الخلفاء الأمويين تقريه أيهم بكل الوسائل المتاحة.. وكما يحدث غالبًا فإن التوجه الفقهي العام لا يمثل إجماعًا فقد أحاطت مؤثرات أخرى بعدد من الفقهاء المتعاونين مع الحكم الأموي سواء لقناعات عقدية أو لمصالح فردية.. ولكن هـذا لا يقلل من الصورة المتناسقة التي تشكل أساس العلاقة بين الفقهاء والجمهور في المدينة..

إن استطلاع آراء فقهاء المدينة في العصر المبكر يوضح جذور المواقف السياسية المتنوعة في التأريخ الإسلامي فرغم أن مدرسة المدينة لم تعد إلا واحدة من مدارس العلم في العالم الإسلامي حيث تنافسها دمشق والكوفة والبصرة إلا أنها بقيت عميقة التأثير في الجمهور الإسلامي ولا يعني ذلك وحدة موقف فقهاء المدينة تجاه القضايا السياسية والقضايا العامة فإن الاتجاه نحو الكف عن القتال يظهر في موقف الصحابي أبي سعيد الخدري في الحرَّة وكأنه امتداد لموقف الصحابة الذين اعتزلوا الجمل وصفين مثل أبي موسى الأشعري حيث كان الشعار : ( كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل ) . [ ص: 76 ]

أما الاتجاه الآخر وهو الأغلب على الساحة والأعمق تأثيرًا في الجمهور فيظهر في القيادات الثائرة التي ترتب في أجواء المدينة وعلى رأسها الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير والمختار الثقفي الذي نشأ في المدينة على اختلاف منازع الثلاثة حيث يوحد بينهم مبدأ الدفاع عن الحق والشرعية والعدالة والمساواة ويختلفون في أن الحسين يرى نفسه أحق بالخلافة وابن الزبير ظلَّ يدعو إلى الشورى ثم دعا لنفسه والمختار كان يناضل عن شعارات تتصل بالثأر للحسين من ورائها الطموح الشخصي... كما يمكن أن يتضح موقف فقهي وسط ينتقد السلطة ومظالمها دون أن يدعو إلى الخروج عليها كما يظهر في موقف سعيد بن المسيب وآخرين... في حين يضعف انتساب الفقهاء إلى الحركة الخارجية التي نشطت طيلة العصر الأموي حيث لا نجد أحدًا من المتبنين لآرائها من فقهاء المدينة سوى ماذكر عن عكرمة مولى ابن عباس ويبدو أن الخوارج التقوا بقوة مع الحركة الزبيرية تحت شعار " العودة إلى الشورى " وبلغ الالتحام إلى حد القتال معًا ضد جيش الشام في الحصار الأول لمكة...

إن استجلاء مواقف فقهاء المدينة لا بد أن ينعكس إيجابيًا على دراسة الفكر السياسي وأنه أسس هـيئة فقهية تتعاون في دراسة القضايا المطروحة ويقضي القاضي فيها بعد إصدار رأيهم فيما يشبه نظام الحلفين في نظام القضاء الغربي المعاصر. [ ص: 77 ]