ثانيا: التضافر الوثيق بين (الاستعمار) و (القابلية للاستعمار):
من يقرأ أدبيات الرجلين يجد تشابها كبيرا بينهما في التحذير من الاستعمار بكافة صوره الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، ووصل الأمر بمالك إلى حد يقترب من التفسير التآمري لبعض الأحداث، كما سيأتي في مقام آخر.
وأدرك الرجلان أن تسابق الدول الغربية على احتلال البلدان الإسلامية، سببه حمل هذه البلدان لبذور الضعف والتفرق وعجزها عن [ ص: 209 ] المقاومة، وامتلاكها لما يغري هؤلاء بالغزو والهيمنة. وأطلق مالك على هذه الظاهرة مصطلح "القابلية للاستعمار"، وهو المصطلح الذي تلقاه أغلب المفكرين المعاصرين بالقبول، ومنهم فتح الله جولن الذي استخدمه في عدد من كتبه ومقالاته.