ذكر الإمام، رحمه الله، التقسيم العام لرسائل الإصلاح، فقال: "قسمتها إلى أربعة أقسام:
- الأخلاق والاجتماعيات.
- قسـم المبـاحـث الدينـيـة، من أصـول الـدين وأصـول الفـقه والأحكام العملية.
- قسم السيرة النبوية، وتراجم الرجال والبحوث التاريخية.
- قسم مباحث اللغة وصناعة الأدب.
ومحل الدراسة هو القسم الأول المتمثل في الأخلاق والاجتماعيات، وشمل الجزء الأول الموضوعات التالية، وترتيبها على حسب مجيئها في الجزء الأول مع ذكر صفحات كل مقالة بداية ونهاية كما يلي: [ ص: 56 ]
ومن الملاحظات على هذه الموضوعات ما يلي:
- إنها بدأت بموضوع الإخلاص، وهو الموضوع الذي يحرص العلماء قـديما وحـديثا على البداية به، حيث إنه أسـاس الإسـلام، وأصل سلامة الأعمال.
- تناولت الموضوعات الأخلاق في جميع العلاقات، حيث تناولت الأخلاق في علاقة الإنسان بنفسه كقوة الإرادة، وفي علاقة الإنسان بغيره من المسلمين كالتعاون، وفي علاقة الإنسان بغيره من غير المسلمين كالسماحة، وفي علاقة الإنسان بالحيوان كالرفق بالحيوان، فجاءت الأخلاق شاملة كل العلاقات، وهذا من ركائز الإصلاح، قيامه على إصلاح جميع العلاقات والنهضة بكل المسارات.
- نال موضوع العلم أكثر من معالجة في أكثر من زاوية، فكانت مقالات الأمانة في العلم - التعليم الديني في مدارس الحكومة - الإنصاف الأدبي - العلماء والإصلاح - كبر الهمة في العلم - النبوغ في العلوم والفنون - العلماء وأولو الأمر، وهذا الاهتمام بموضوع العلم من أكثر من زاوية من الإمام لاعتباره أن العلم في مشروعه الإصلاحي ركيزة كبرى، ومعلم أساسي من معالم الإصلاح.
- الموضـوعات تناولت أهميـة معـرفة الشـر، والتعـريف بمصـادر الأخـلاق الفاسـدة، فكان موضـوع الانحـراف عن الدين، علله، وآثاره، [ ص: 59 ] ودواؤه، وضـلالة فـصـل الـديـن عن السـياسة، والإلحـاد، وأديـان العـرب قبـل الإسـلام.
والاهتمام بالأخلاق الفاسدة ومصادرها ركيزة من ركائز الدعوة، فمن طرق تثبيت الأخلاق الحسنة تعرية الشر وكشفه للمجتمع.
- الموضوعات تناولت الأخلاق من خلال الجمع بينها كما هو في موضوع الدهاء والاستقامة، والعزة والتواضع، والمداراة والمداهنة، والاجتمـاع والعزلة، فإن هنـاك فروقا دقيقة بين الأخلاق تحتاج إلى تجـليتها كي لا يحـدث الالتباس بين الأخـلاق وبعضها، وهذا له مردوده على توظيف الخلق التوظيف الأمثل، ووضعه في حده، وعدم استعماله في غير موضعه، وبهذا يكون للخلق الأثر في النهضة الكبرى والإصلاح الشامل.
- شملت الأخلاق جميع الجهات التي يقع على كاهلها عبء الإصلاح، فجبهة الحكام في موضوع ضلالة فصل الدين عن السياسة، وجبهة العلماء في أكثر من موضوع، وجبهة القضاة في موضوع القضاء العادل في الإسلام، ولاشك أن صلاح الأمة بصلاح حكامها وعلمائها، وفساد الأمة بفساد حكامها وعلمائها.
- تناولت الموضوعات الاعتزاز بالحضارة الإسلامية والتحذير من الأخذ بالتقاليد الغربية. [ ص: 60 ]