589 - مسألة : والصبر واجب ، والبكاء مباح ، ما لم يكن نوح ، فإن النوح حرام ، - : كل ذلك حرام ، وكذلك الكلام المكروه الذي هو تسخط لأقدار الله تعالى ، وشق الثياب - : حدثنا والصياح ، وخمش الوجوه وضربها ، وضرب الصدر ، ونتف الشعر وحلقه للميت عبد الرحمن بن عبد الله ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا ثنا البخاري آدم ثنا ثنا شعبة عن ثابت البناني قال { أنس بن مالك } . مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر ، [ ص: 372 ] فقال : اتقي الله واصبري ؟
وبه إلى : نا البخاري محمد بن بشار نا غندر عن عن شعبة قال : سمعت ثابت البناني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أنس بن مالك } . إنما الصبر عند الصدمة الأولى
وبه إلى : ثنا البخاري الحسن بن عبد العزيز نا حدثني يحيى بن حسان قريش هو ابن حيان - عن عن ثابت البناني قال { أنس إبراهيم - هو ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يجود بنفسه ، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان ، فقال له : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : يا عبد الرحمن بن عوف ابن عوف ، إنها رحمة ، العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ؟ } . دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على
فهذا إباحة الحزن الذي لا يقدر أحد على دفعه ، و { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } وفيه إباحة ، وتحريم الكلام بما لا يرضي الله تعالى البكاء
وبه إلى : نا البخاري محمد بن بشار نا نا عبد الرحمن بن مهدي سفيان عن عن الأعمش عبد الله بن مرة عن عن مسروق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ابن مسعود } . [ ص: 373 ] ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية
حدثنا عبد الله بن يوسف نا أحمد بن فتح نا عبد الوهاب بن عيسى نا نا أحمد بن محمد نا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج أنا إسحاق بن منصور نا حبان بن هلال نا أبان هو ابن يزيد العطار - - أن يحيى هو ابن أبي كثير زيدا حدثه أن أبا سلام حدثه أن أبا مالك الأشعري حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { } . أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ، النائحة إذا ماتت ولم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ، ودرع من جرب
وبه إلى : نا مسلم عبد الله بن حميد ، قالا : أرنا وإسحاق بن منصور أنا جعفر بن عون أبو عميس قال : سمعت أبا صخرة يذكر عن عبد الرحمن بن يزيد قالا ( جميعا ) : أغمي على وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبي موسى فأقبلت امرأته أم عبد الله تصيح برنة ، فأفاق قال : ألم تعلمي - وكان يحدثها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { } أنا بريء ممن حلق وسلق وخرق
ومن طريق : نا البخاري نا أصبغ أخبرني ابن وهب عن عمرو بن الحارث سعيد بن الحارث الأنصاري عن قال : { عبد الله بن عمر فعاده النبي صلى الله عليه وسلم مع سعد بن عبادة ، عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، فلما دخل عليه وجده في غاشيته فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا ، فقال : ألا [ ص: 374 ] تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم ، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وابن مسعود } . اشتكى
قال هذا الخبر بتمامه يبين معنى ما وهل فيه كثير من الناس من قوله عليه السلام : { أبو محمد } . إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه
ولاح بهذا أن هذا البكاء الذي يعذب به الميت ليس هو الذي لا يعذب به من دمع العين ، وحزن القلب .
فصح أنه البكاء باللسان ، إذ يعذبونه برياسته التي جار فيها فعذب عليها ، وشجاعته التي يعذب عليها ، إذ صرفها في غير طاعة الله تعالى ، وبجوده الذي أخذ ما جاد به من غير حله ، ووضعه في غير حقه فأهله يبكونه بهذه المفاخر ، وهو يعذب بها بعينها ، وهو ظاهر الحديث لمن يتكلف في ظاهر الخبر ما ليس فيه - وبالله تعالى التوفيق - : وقد روينا عن : أنه أنكر على من أنكر ابن عباس ، وقال : الله أضحك وأبكى ؟ البكاء على الميت