( قال ) : وإذا فهو كما قال إن شاء تابع وإن شاء فرق ; لأن وجوب التتابع لاتصال بعض الأجزاء بالبعض وقد انقطع ذلك بتنصيصه على النهار دون الليالي وإن قال : لله علي اعتكاف شهر بالنهار فنيته باطلة ; لأن الشهر اسم لقطعة من الزمان من حين يهل الهلال إلى أن يهل الهلال فليس في لفظه الشهر ولا الليالي فإنما نوى تخصيص ما ليس في لفظه ، وذلك باطل كمن قال : لا آكل ونوى مأكولا دون مأكول ; ولأن هذا استثناء لبعض الوقت الذي سماه والاستثناء بالنية لا يحصل كما لو قال : شهرا ونوى نصف شهر بخلاف ما لو لم يقل بالنهار ونواه ; لأن هنا إنما نوى حقيقة كلامه فإن اليوم في الحقيقة هو بياض النهار [ ص: 121 ] فلهذا أعملنا نيته أو ; لأنه نوى تخصيص ما في لفظه . قال : ثلاثين يوما ونوى النهار دون الليل