ولو قبل هذا القول قبلت بينته وهذا القول باطل ; لأنه ما تعرض في كلامه للحق الذي عليه وإنما تعرض لنفسه والحق الذي عليه غير نفسه فلا يصير مذكورا بذكر نفسه . وكذلك لو قال لست من فلان في شيء ، ثم أقام البينة على مال له عليه لم يكن هذا القول براءة من حق لواحد منهما قبل صاحبه ; لأنه أضاف البراءة إلى نفسه دون الحق الذي عليه فلا يصير الحق مذكورا به ( ألا ترى ) أن البراءة من نفس الغير تكون إظهارا للعداوة معه والبراءة من الحق الذي له عليه إظهار للمحبة . قال : برئت من فلان أو قال أنا بريء من فلان