ص ( ) وأثر ذباب من عذرة
ش : لا مفهوم للتقييد بالعذرة وكأنه قصد التنبيه على أنه إذا عفي عن العذرة مع إمكان ظهور ما أصاب منها فغيرها مما لا يظهر أثره كالبول ، أو مما نجاسته محققة كالدم والقيح إما مثلها ، أو أولى ووقع في عبارة بعضهم التعبير بالنجاسة وهو ظاهر والظاهر أن ما كان كالذباب في عدم إمكان التحفظ منه كالبعوض والنمل ونحوه فحكمه كالذباب . وأما بنات وردان فالظاهر عدم إلحاقها بذلك لإمكان التحفظ منها فإن أصاب من أثرها شيء غسل ولم أره منصوصا والله - تعالى - أعلم .
( فائدة ) ورد في حديث الذباب أن في أحد جناحيه شفاء ، وفي الآخر داء ، وفي رواية أبي داود أنه يتقي بالذي فيه الداء فليغمسه كله ، وفي رواية أن في بعضه السم قال في المواهب اللدنية قال شيخ شيوخنا لم يقع في شيء من الطرق تعيين الجناح الذي فيه الشفاء من غيره لكن ذكر بعض العلماء رضي الله تعالى عنهم أنه تأمله فوجده يتقي بجناحه الأيسر فعلم أن الأيمن هو الذي فيه الشفاء وأخرج الطحاوي أبو يعلى عن مرفوعا { ابن عمر } ومسنده لا بأس به قال عمر الذباب أربعون ليلة والذباب كله في النار إلا النحل الحافظ كونه في النار ليس تعذيبا له بل ليعذب به أهل النار ، ويتولد من العفونة ، ومن عجيب أمره أن رجيعه يقع على الثوب الأسود أبيض وبالعكس وأكثر ما يكون في أماكن العفونة ويبتدأ خلقه منها ثم من التوالد وهو أكثر الطيور سفادا ، أو ربما بقي عامة اليوم على الأنثى ويحكى أن بعض الخلفاء سأل لأي شيء خلق الذباب ، فقال : مذلة للملوك ، وكانت ألحت عليه ذبابة قال الشافعي سألني ولم يكن عندي جواب فاستنبطت ذلك من الهيئة الحاصلة ، رحمة الله - تعالى - عليه ورضوانه . الشافعي