ص ( وفضائله موضع طاهر )
ش : لما فرغ من الفرائض والسنن شرع يذكر الفضائل وهي المستحبات فمن ذلك أن يكون الموضع الذي يتوضأ فيه طاهرا ، وقد صرح ابن يونس وابن رشد بأن زاد من فضائل الوضوء أنه لا يتوضأ في موضع الخلاء ابن يونس لما ذكر أدلة الفضائل فقال : لنهيه عليه الصلاة والسلام عن ذلك مخافة الوسواس ، ونقله في الذخيرة عنه وعد ابن بشير في الفضائل أن لا يتوضأ في موضع نجس وهو أعم من كلام ابن يونس وابن رشد وعد القاضي عياض والشبيبي في مستحبات الوضوء الموضع الطاهر ، كما قال المصنف وعد صاحب المدخل في مستحبات الوضوء أن لا يتوضأ في الخلاء ولا في موضع نجس .
( تنبيه ) قال ابن بشير بعد أن ذكر ما قدمناه عنه لما عد الفضائل ثم قال في آخر كلامه : وأما وضع الإناء على اليمين فالصحيح أنه لا يلحق بدرجة الفضائل ، ثم قال : وكذلك مجاورة الوضوء في موضع نجس لا تعد في [ ص: 256 ] الفضائل وإنما ينبغي أن يقال : وإن خاف أن تصيبه النجاسة فلا يتوضأ فيه بوجه ، وإن أمن من ذلك فالأولى تركه ولا يلحق برتبة الفضائل انتهى .
( قلت ) فكان هذا منه على طريق البحث وإلا فقد عده في فضائل الوضوء ومستحباته في كتاب التنبيه وفي كتاب التحرير وكذلك فعل غيره من الشيوخ وهذا مثل ما يأتي له في وضع الإناء على اليمين .
( فرع ) عد صاحب المدخل والشبيبي من فضائل الوضوء استقبال القبلة .
( فرع ) عد من الفضائل استشعار النية في جميع الوضوء .
( فرع ) وعد صاحب المدخل أيضا من الفضائل أن يقعد على موضع مرتفع عن الأرض . قال : لئلا يتطاير عليه ما ينزل في الأرض .
( فرع ) قال الشيخ زروق في شرح قوله في القرطبية : والسابع الفور وأنت جالس . قوله : وأنت جالس زيادة لإصلاح الوزن وإلا فلا يشترط الجلوس في الوضوء وإن كان مندوبا للتمكن انتهى . هكذا قال في نسخ الشرح المذكور ، وقال في بعض النسخ : قول الناظم وأنت جالس أتى به لتمام البيت وإلا فليس بمقصود كما يفهمه العوام الجهلة وأن من قام من موضعه أو تكلم بطل وضوءه وهذا جهل عظيم .