ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون [ ص: 165 ] قوله عز وجل: ذلكم بما كنتم تفرحون الآية. في الفرح والمرح وجهان:
أحدهما: أن الفرح: السرور والمرح: البطر ، فسروا بالإمهال وبطروا بالنعم
الثاني: الفرح والسرور ، قاله ، والمرح العدوان. روى الضحاك خالد عن عن ثور قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: معاذ (إن الله تعالى يبغض البذخين الفرحين المرحين ، ويحب كل قلب حزين ويبغض أهل بيت لحمين ، ويبغض كل حبر سمين فأما أهل بيت لحمين فهم الذين يأكلون لحوم الناس بالغيبة ، وأما الحبر السمين فالمتحبر بعلمه ولا يخبر به الناس ، يعني المستكثر من علمه ولا ينفع به الناس.