nindex.php?page=treesubj&link=28973_19658_28723_29687_29694_30497_30525_30526_33679_34091_34092_34233nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء [ ص: 360 ] قدير nindex.php?page=treesubj&link=28973_20009_28328_28662_28735_28739_29638_30172_30527_32064_34513nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284لله ما في السماوات وما في الأرض في إضافة ذلك إلى الله تعالى قولان: أحدهما: أنه إضافة تمليك تقديره: الله يملك ما في السماوات وما في الأرض. والثاني: معناه تدبير ما في السماوات وما في الأرض.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله إبداء ما في النفس هو العمل بما أضمروه ، وهو مؤاخذ به ومحاسب عليه ، وأما إخفاؤه فهو ما أضمره وحدث به نفسه ولم يعمل به. وفيما أراد به قولان: أحدهما: أن المراد به كتمان الشهادة خاصة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي. والثاني: أنه عام في جميع ما حدث به نفسه من سوء ، أو أضمر من معصية ، وهو قول الجمهور. واختلف في هذه الآية ، هل حكمها ثابت في المؤاخذة بما أضمره وحدث به نفسه؟ أو منسوخ؟ على قولين: أحدهما: أن حكمها ثابت في المؤاخذة بما أضمره ، واختلف فيه من قال بثبوته على ثلاثة أقاويل: أحدها: أن حكمها ثابت على العموم فيما أضمره الإنسان فيؤاخذ به من يشاء ، ويغفر لمن يشاء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن. والثاني: حكمها ثابت في مؤاخذة الإنسان بما أضمره وإن لم يفعله، إلا أن الله يغفره للمسلمين ويؤاخذ به الكافرين والمنافقين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355والربيع ،
[ ص: 361 ]
ويكون
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284فيغفر لمن يشاء محمولا على المسلمين ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284ويعذب من يشاء محمولا على الكافرين والمنافقين. والثالث: أنها ثابتة الحكم على العموم في مؤاخذته المسلمين بما حدث لهم في الدنيا من المصائب والأمور التي يحزنون لها ، ومؤاخذة الكافرين والمنافقين بعذاب الآخرة ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها. والقول الثاني: أن حكم الآية في المؤاخذة بما أضمره الإنسان وحدث به نفسه وإن لم يفعله منسوخ. واختلف من قال بنسخها فيما نسخت به على قولين: أحدهما: بما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال:
أنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فاشتد ذلك على القوم فقالوا: يا رسول الله، إنا لمؤاخذون بما نحدث به أنفسنا ، هلكنا ، فأنزل الله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وهو أيضا قول
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود . والثاني: أنها نسخت بما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657188لما نزلت هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284وإن تبدوا ما في أنفسكم دخل قلوبهم منها شيء لم يدخلها من شيء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا . قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم ، قال: فأنزل الله: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول الآية. فقرأ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا فقال تعالى: قد فعلت. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال: قد فعلت nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال: قد فعلت. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين قال: قد فعلت. [ ص: 362 ]
والذي أقوله فيما أضمره وحدث به نفسه ولم يفعله إنه مؤاخذ بمأثم الاعتقاد دون الفعل ، إلا أن يكون كفه عن الفعل ندما ، فالندم توبة تمحص عنه مأثم الاعتقاد. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وملائكته وكتبه أما إيمان الرسول فيكون بأمرين: تحمل الرسالة ، وإبلاغ الأمة ، وأما إيمان المؤمنين فيكون بالتصديق والعمل.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والإيمان بالله يكون بأمرين: بتوحيده ، وقبول ما أنزل على رسوله. وفي الإيمان بالملائكة وجهان: أحدهما: الإيمان بأنهم رسل الله إلى أنبيائه. والثاني: الإيمان بأن كل نفس منهم رقيب وشهيد. ( وكتبه ) قراءة الجمهور وقرأ
حمزة: ( وكتابه ) فمن قرأ: ( وكتبه ) فالمراد به جميع ما أنزل الله منها على أنبيائه. ومن قرأ: ( وكتابه ) ففيه وجهان: أحدهما: أنه عنى القرآن خاصة. والثاني: أنه أراد الجنس ، فيكون معناه بمعنى الأول وأنه أراد جميع الكتب والإيمان بها والاعتراف بنزولها من الله على أنبيائه. وفي لزوم العمل بما فيها ما لم يرد نسخ قولان: ثم فيما تقدم ذكره من إيمان الرسول والمؤمنين - وإن خرج مخرج الخبر - قولان: أحدهما: أن المراد به مدحهم بما أخبر من إيمانهم. والثاني: أن المراد به أنه يقتدي بهم من سواهم. ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لا نفرق بين أحد من رسله يعني في أن يؤمن ببعضهم
[ ص: 363 ]
دون بعض ، كما فعل أهل الكتاب ، فيلزم التسوية بينهم في التصديق ، وفي لزوم التسوية في التزام شرائعهم ما قدمناه من القولين ، وجعل هذا حكاية عن قولهم وما تقدمه خبرا عن حالهم ليجمع لهم بين قول وعمل وماض ومستقبل.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وقالوا سمعنا وأطعنا أي سمعنا قوله وأطعنا أمره. ويحتمل وجها ثانيا: أن يراد بالسماع القبول ، وبالطاعة العمل.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285غفرانك ربنا معناه نسألك غفرانك ، فلذلك جاء به منصوبا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وإليك المصير يعني إلى جزائك. ويحتمل وجها ثانيا: يريد به إلى لقائك لتقدم اللقاء على الجزاء.
nindex.php?page=treesubj&link=28973_19658_28723_29687_29694_30497_30525_30526_33679_34091_34092_34233nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبُكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّه عَلَى كُلِّ شَيْء [ ص: 360 ] قَدِير nindex.php?page=treesubj&link=28973_20009_28328_28662_28735_28739_29638_30172_30527_32064_34513nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ فِي إِضَافَةِ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ إِضَافَةُ تَمْلِيكٍ تَقْدِيرُهُ: اللَّهُ يَمْلِكُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ. وَالثَّانِي: مَعْنَاهُ تَدْبِيرُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ إِبْدَاءُ مَا فِي النَّفْسِ هُوَ الْعَمَلُ بِمَا أَضْمَرُوهُ ، وَهُوَ مُؤَاخَذٌ بِهِ وَمُحَاسَبٌ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا إِخْفَاؤُهُ فَهُوَ مَا أَضْمَرَهُ وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ. وَفِيمَا أَرَادَ بِهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ كِتْمَانُ الشَّهَادَةِ خَاصَّةً ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ عَامٌّ فِي جَمِيعِ مَا حَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ سُوءٍ ، أَوْ أَضْمَرَ مِنْ مَعْصِيَةٍ ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ. وَاخْتُلِفَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، هَلْ حُكْمُهَا ثَابِتٌ فِي الْمُؤَاخَذَةِ بِمَا أَضْمَرَهُ وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَنْسُوخٌ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ حُكْمَهَا ثَابِتٌ فِي الْمُؤَاخَذَةِ بِمَا أَضْمَرَهُ ، وَاخْتَلَفَ فِيهِ مَنْ قَالَ بِثُبُوتِهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّ حُكْمَهَا ثَابِتٌ عَلَى الْعُمُومِ فِيمَا أَضْمَرَهُ الْإِنْسَانُ فَيُؤَاخِذُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ. وَالثَّانِي: حُكْمُهَا ثَابِتٌ فِي مُؤَاخَذَةِ الْإِنْسَانِ بِمَا أَضْمَرَهُ وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْهُ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُهُ لِلْمُسْلِمِينَ وَيُؤَاخِذُ بِهِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355وَالرَّبِيعُ ،
[ ص: 361 ]
وَيَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ مَحْمُولًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ مَحْمُولًا عَلَى الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ. وَالثَّالِثُ: أَنَّهَا ثَابِتَةُ الْحُكْمِ عَلَى الْعُمُومِ فِي مُؤَاخَذَتِهِ الْمُسْلِمِينَ بِمَا حَدَثَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْمَصَائِبِ وَالْأُمُورِ الَّتِي يَحْزَنُونَ لَهَا ، وَمُؤَاخَذَةِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ بِعَذَابِ الْآخِرَةِ ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ حُكْمَ الْآيَةِ فِي الْمُؤَاخَذَةِ بِمَا أَضْمَرَهُ الْإِنْسَانُ وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْهُ مَنْسُوخٌ. وَاخْتَلَفَ مَنْ قَالَ بِنَسْخِهَا فِيمَا نُسِخَتْ بِهِ عَلَى قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: بِمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14806الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
أَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نُحَدِّثُ بِهِ أَنْفُسَنَا ، هَلَكْنَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ . وَالثَّانِي: أَنَّهَا نُسِخَتْ بِمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=657188لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=284وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْهَا مِنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا . قَالَ: فَأَلْقَى اللَّهُ الْإِيِمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ الرَّسُولُ الْآيَةَ. فَقَرَأَ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا فَقَالَ تَعَالَى: قَدْ فَعَلْتُ. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. [ ص: 362 ]
وَالَّذِي أَقُولُهُ فِيمَا أَضْمَرَهُ وَحَدَّثَ بِهِ نَفْسَهُ وَلَمْ يَفْعَلْهُ إِنَّهُ مُؤَاخَذٌ بِمَأْثَمِ الِاعْتِقَادِ دُونَ الْفِعْلِ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَفُّهُ عَنِ الْفِعْلِ نَدَمًا ، فَالنَّدَمُ تَوْبَةٌ تُمَحِّصُ عَنْهُ مَأْثَمَ الِاعْتِقَادِ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ الرَّسُولُ إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ أَمَّا إِيمَانُ الرَّسُولِ فَيَكُونُ بِأَمْرَيْنِ: تَحَمُّلِ الرِّسَالَةِ ، وَإِبْلَاغِ الْأُمَّةِ ، وَأَمَّا إِيمَانُ الْمُؤْمِنِينَ فَيَكُونُ بِالتَّصْدِيقِ وَالْعَمَلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْإِيمَانُ بِاللَّهِ يَكُونُ بِأَمْرَيْنِ: بِتَوْحِيدِهِ ، وَقَبُولِ مَا أَنْزَلَ عَلَى رَسُولِهِ. وَفِي الْإِيمَانِ بِالْمَلَائِكَةِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: الْإِيمَانُ بِأَنَّهُمْ رُسُلُ اللَّهِ إِلَى أَنْبِيَائِهِ. وَالثَّانِي: الْإِيمَانُ بِأَنَّ كُلَّ نَفْسٍ مِنْهُمْ رَقِيبٌ وَشَهِيدٌ. ( وَكُتُبِهِ ) قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ وَقَرَأَ
حَمْزَةُ: ( وَكِتَابِهِ ) فَمَنْ قَرَأَ: ( وَكُتُبِهِ ) فَالْمُرَادُ بِهِ جَمِيعُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْهَا عَلَى أَنْبِيَائِهِ. وَمَنْ قَرَأَ: ( وَكِتَابِهِ ) فَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ عَنَى الْقُرْآنَ خَاصَّةً. وَالثَّانِي: أَنَّهُ أَرَادَ الْجِنْسَ ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ بِمَعْنَى الْأَوَّلِ وَأَنَّهُ أَرَادَ جَمِيعَ الْكُتُبِ وَالْإِيمَانَ بِهَا وَالِاعْتِرَافَ بِنُزُولِهَا مِنَ اللَّهِ عَلَى أَنْبِيَائِهِ. وَفِي لُزُومِ الْعَمَلِ بِمَا فِيهَا مَا لَمْ يَرِدْ نَسْخٌ قَوْلَانِ: ثُمَّ فِيمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنْ إِيمَانِ الرَّسُولِ وَالْمُؤْمِنِينَ - وَإِنْ خَرَجَ مَخْرَجَ الْخَبَرِ - قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ مَدْحُهُمْ بِمَا أَخْبَرَ مِنْ إِيمَانِهِمْ. وَالثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَنَّهُ يَقْتَدِي بِهِمْ مَنْ سِوَاهُمْ. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ يَعْنِي فِي أَنْ يُؤْمِنَ بِبَعْضِهِمْ
[ ص: 363 ]
دُونَ بَعْضٍ ، كَمَا فَعَلَ أَهْلُ الْكِتَابِ ، فَيَلْزَمُ التَّسْوِيَةُ بَيْنَهُمْ فِي التَّصْدِيقِ ، وَفِي لُزُومِ التَّسْوِيَةِ فِي الْتِزَامِ شَرَائِعِهِمْ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْقَوْلَيْنِ ، وَجَعَلَ هَذَا حِكَايَةً عَنْ قَوْلِهِمْ وَمَا تَقَدَّمَهُ خَبَرًا عَنْ حَالِهِمْ لِيَجْمَعَ لَهُمْ بَيْنَ قَوْلٍ وَعَمَلٍ وَمَاضٍ وَمُسْتَقْبَلٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا أَيْ سَمِعْنَا قَوْلَهُ وَأَطَعْنَا أَمْرَهُ. وَيَحْتَمِلُ وَجْهًا ثَانِيًا: أَنْ يُرَادَ بِالسَّمَاعِ الْقَبُولُ ، وَبِالطَّاعَةِ الْعَمَلُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285غُفْرَانَكَ رَبَّنَا مَعْنَاهُ نَسْأَلُكَ غُفْرَانَكَ ، فَلِذَلِكَ جَاءَ بِهِ مَنْصُوبًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ يَعْنِي إِلَى جَزَائِكَ. وَيَحْتَمِلُ وَجْهًا ثَانِيًا: يُرِيدُ بِهِ إِلَى لِقَائِكَ لِتَقَدُّمِ اللِّقَاءِ عَلَى الْجَزَاءِ.