ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف [ ص: 417 ] وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون
ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة روي عن أن سبب نزولها أنه أسلم ابن عباس وجماعة معه ، فقالت أحبار اليهود: ما آمن عبد الله بن سلام بمحمد إلا شرارنا ، فأنزل الله تعالى: ليسوا سواء إلى قوله: وأولئك من الصالحين أمة قائمة فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: عادلة ، وهو قول ، الحسن . والثاني: قائمة بطاعة الله ، وهو قول وابن جريج والثالث: يعني ثابتة على أمر الله تعالى ، وهو قول السدي. ، ابن عباس ، وقتادة والربيع. يتلون آيات الله آناء الليل فيه تأويلان: أحدهما: ساعات الليل ، وهو قول ، الحسن والثاني: جوف الليل ، وهو قول والربيع. واختلف في المراد بالتلاوة في هذا الوقت على قولين: أحدهما: صلاة العتمة ، وهو قول السدي. والثاني: صلاة المغرب والعشاء ، وهو قول عبد الله بن مسعود. [ ص: 418 ] الثوري.
وهم يسجدون فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: يعني سجود الصلاة. والثاني: يريد الصلاة لأن القراءة لا تكون في السجود ولا في الركوع ، وهذا قول ، الزجاج والثالث: معناه يتلون آيات الله آناء الليل وهم مع ذلك يسجدون. والفراء. مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته اختلفوا في سبب نزولها على قولين: أحدهما: أنها نزلت في وأصحابه يوم أبي سفيان بدر عند تظاهرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثاني: أنها نزلت في نفقة المنافقين مع المؤمنين في حرب المشركين على جهة النفاق. وفي الصر تأويلان: أحدهما: هو البرد الشديد ، وهو قول ، ابن عباس ، والحسن ، وقتادة . والثاني: أنه صوت لهب النار التي تكون في الريح ، وهو قول والسدي ، وأصل الصر صوت من الصرير. الزجاج أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فيه تأويلان: أحدهما: معناه أن ظلمهم اقتضى هلاك زرعهم. والثاني: يعني أنهم ظلموا أنفسهم بأن زرعوا في غير موضع الزرع وفي غير وقته فجاءت ريح فأهلكته فضرب الله تعالى هذا مثلا لهلاك نفقتهم.