nindex.php?page=treesubj&link=28977_30549_32409_32412_34131_34153nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=46قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون nindex.php?page=treesubj&link=28977_1970_30180_30532_30539_34153nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون nindex.php?page=treesubj&link=28977_29675_30503_32026_34134_34135_34274nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=48 [ ص: 115 ] وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=treesubj&link=28977_29786_30364_30525_30539nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=49والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون nindex.php?page=treesubj&link=28977_19537_28902_29692_30175_30612_31791_32438nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون nindex.php?page=treesubj&link=28977_19860_29690_29785_30347_32026_34131_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون nindex.php?page=treesubj&link=28977_30513_31643_31784_32022_32028_32345_32354_32356_33686_34028_34166_34346_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين nindex.php?page=treesubj&link=28977_30454_30483_34091_34308nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين nindex.php?page=treesubj&link=28977_19721_28723_29676_29694_30503_30526_30538_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50قل لا أقول لكم عندي خزائن الله فيه وجهان: أحدهما: الرزق ، أي لا أقدر على إغناء فقير ، ولا إفقار غني ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي . والثاني: مفاتيح خزائن العذاب لأنه خوفهم منه ، فقالوا متى يكون هذا؟ قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50ولا أعلم الغيب فيه وجهان: أحدهما:
nindex.php?page=treesubj&link=29692علم الغيب في نزول العذاب عليهم متى يكون؟ قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل . والثاني: علم جميع ما غاب من ماض ومستقبل ، إلا أن المستقبل لا
[ ص: 116 ] يعلمه إلا الله أو من أطلعه الله تعالى على علمه من أنبيائه ، وأما الماضي فقد يعلمه المخلوقون من أحد الوجهين: إما من معاينة أو خبر ، فإن كان الإخبار عن مستقبل ، فهو من آيات الله المعجزة ، وإن كان عن ماض فإن علم به غير المخبر والمخبر لم يكن معجزا ، وإن لم يعلم به أحد وعلم به المخبر وحده كان معجزا ، فنفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه علم الغيب ، لأنه لا يعلمه غير الله تعالى ، وإن ما أخبر به من غيب فهو عن الله ووحيه.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50ولا أقول لكم إني ملك فيه وجهان: أحدهما: أنه يريد أنه لا يقدر على ما يعجز عنه العباد ، وإن قدرت عليه الملائكة. والثاني: أنه يريد بذلك أنه من جملة البشر وليس بملك ، لينفي عن نفسه غلو النصارى في
المسيح وقولهم: إنه ابن الله. ثم في نفيه أن يكون ملكا وجهان: أحدهما: أنه بين بذلك فضل الملائكة على الأنبياء ، لأنه دفع عن نفسه منزلة ليست له. والثاني: أنه أراد إني لست ملكا في السماء ، فأعلم غيب السماء الذي تشاهده الملائكة ويغيب عن البشر ، وإن كان الأنبياء أفضل من الملائكة مع غيبهم عما تشاهده الملائكة.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50إن أتبع إلا ما يوحى إلي يحتمل وجهين: أحدهما: أن أخبركم إلا بما أخبرني الله به.
[ ص: 117 ] والثاني: أن أفعل إلا ما أمرني الله به.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50قل هل يستوي الأعمى والبصير يحتمل وجهين: أحدهما: الجاهل والعالم. والثاني: الكافر والمؤمن.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50أفلا تتفكرون يحتمل وجهين: أحدهما: فيما ضربه الله من مثل الأعمى والبصير.
الثاني: فيما بينه من آياته الدالة على توحيده وصدق رسوله. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي روي أن
nindex.php?page=treesubj&link=28861سبب نزول هذه الآية أن الملأ من قريش أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وعنده جماعة من ضعفاء المسلمين مثل nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ، nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار ، nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيب ، nindex.php?page=showalam&ids=211وخباب بن الأرت ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، فقالوا: يا محمد اطرد عنا موالينا وحلفاءنا فإنما هم عبيدنا وعتقاؤنا ، فلعلك إن طردتهم نتبعك ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: لو فعلت ذلك حتى نعلم ما الذي يريدون وإلام يصيرون ، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك حتى نزلت هذه الآية. ونزل في الملإ من قريش nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وكذلك فتنا بعضهم ببعض الآية ، فأقبل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فاعتذر من مقالته فأنزل الله فيه: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم الآية. وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52الذين يدعون ربهم أربعة تأويلات: أحدها: أنها الصلوات الخمس ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد . والثاني: أنه ذكر الله ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي. والثالث: تعظيم القرآن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11958أبو جعفر. [ ص: 118 ] والرابع: أنه عبادة الله ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك . ومعنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52يريدون وجهه فيه قولان: أحدهما: يريدون بدعائهم ، لأن
العرب تذكر وجه الشيء إرادة له مثل قولهم: هذا وجه الصواب تفخيما للأمر وتعظيما. والثاني: معناه يريدون طاعته لقصدهم الوجه الذي وجههم إليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ما عليك من حسابهم من شيء فيه ثلاث أقوال: أحدها: يعني ما عليك من حساب عملهم من شيء من ثواب أو عقاب.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وما من حسابك عليهم من شيء يعني وما من حساب عملك عليهم من شيء ، لأن
nindex.php?page=treesubj&link=30531كل أحد مؤاخذ بحساب عمله دون غير ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . والثاني: معناه ما عليك من حساب رزقهم وفقرهم من شيء. والثالث: ما عليك كفايتهم ولا عليهم كفايتك ، والحساب الكفاية كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36عطاء حسابا [النبأ: 36] أي تاما كافيا ، قاله
ابن بحر . قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وكذلك فتنا بعضهم ببعض يعني لاختلافهم في الأرزاق ، والأخلاق ، والأحوال. وفي إفتان الله تعالى لهم قولان: أحدهما: أنه ابتلاؤهم واختبارهم ليختبر به شكر الأغنياء وصبر الفقراء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . والثاني: تكليف ما يشق على النفس مع قدرتها عليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا وهذا قول الملإ من
قريش [ ص: 119 ] للضعفاء من المؤمنين ، وفيما من الله تعالى به عليهم قولان: أحدهما: ما تفضل الله به عليهم من اللطف في إيمانهم. والثاني: ما ذكره من شكرهم على طاعته. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا يعني به ضعفاء المسلمين وما كان من شأن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر. nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54فقل سلام عليكم فيه قولان: أحدهما: أنه أمر بالسلام عليهم من الله تعالى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . والثاني: أنه أمر بالسلام عليهم من نفسه تكرمة لهم ، قاله بعض المتأخرين. وفي السلام قولان: أحدهما: أنه جمع السلامة. والثاني: أنه السلام هو الله ومعناه ذو السلام.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54كتب ربكم على نفسه الرحمة فيه قولان: أحدهما: معناه أوجب الله على نفسه. والثاني: كتب في اللوح المحفوظ على نفسه. و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54الرحمة يحتمل المراد بها هنا وجهين: أحدهما: المعونة. والثاني: العفو.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54أنه من عمل منكم سوءا بجهالة في الجهالة تأويلان:
[ ص: 120 ] أحدهما: الخطيئة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك . والثاني: ما جهل كراهية عاقبته ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . ويحتمل ثالثا: أن الجهالة هنا ارتكاب الشبهة بسوء التأويل.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54ثم تاب من بعده وأصلح يعني تاب من عمله الماضي وأصلح في المستقبل.
nindex.php?page=treesubj&link=28977_30549_32409_32412_34131_34153nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=46قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_1970_30180_30532_30539_34153nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_29675_30503_32026_34134_34135_34274nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=48 [ ص: 115 ] وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفَ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يُحْزِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_29786_30364_30525_30539nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=49وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_19537_28902_29692_30175_30612_31791_32438nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_19860_29690_29785_30347_32026_34131_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=51وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_30513_31643_31784_32022_32028_32345_32354_32356_33686_34028_34166_34346_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_30454_30483_34091_34308nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28977_19721_28723_29676_29694_30503_30526_30538_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: الرِّزْقُ ، أَيْ لَا أَقْدِرُ عَلَى إِغْنَاءِ فَقِيرٍ ، وَلَا إِفْقَارِ غَنِيٍّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ . وَالثَّانِي: مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الْعَذَابِ لِأَنَّهُ خَوَّفَهُمْ مِنْهُ ، فَقَالُوا مَتَى يَكُونُ هَذَا؟ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا:
nindex.php?page=treesubj&link=29692عِلْمُ الْغَيْبِ فِي نُزُولِ الْعَذَابِ عَلَيْهِمْ مَتَى يَكُونُ؟ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ . وَالثَّانِي: عِلْمُ جَمِيعِ مَا غَابَ مِنْ مَاضٍ وَمُسْتَقْبَلٍ ، إِلَّا أَنَّ الْمُسْتَقْبَلَ لَا
[ ص: 116 ] يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ أَوْ مَنْ أَطْلَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى عِلْمِهِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ، وَأَمَّا الْمَاضِي فَقَدْ يَعْلَمُهُ الْمَخْلُوقُونَ مَنْ أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ: إِمَّا مِنْ مُعَايَنَةٍ أَوْ خَبَرٍ ، فَإِنْ كَانَ الْإِخْبَارُ عَنْ مُسْتَقْبَلٍ ، فَهُوَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ الْمُعْجِزَةِ ، وَإِنْ كَانَ عَنْ مَاضٍ فَإِنْ عَلِمَ بِهِ غَيْرُ الْمُخْبِرِ وَالْمُخْبَرُ لَمْ يَكُنْ مُعْجِزًا ، وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ بِهِ أَحَدٌ وَعَلِمَ بِهِ الْمُخْبِرُ وَحْدَهُ كَانَ مُعْجِزًا ، فَنَفَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَفْسِهِ عِلْمَ الْغَيْبِ ، لِأَنَّهُ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَإِنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ مِنْ غَيْبٍ فَهُوَ عَنِ اللَّهِ وَوَحْيِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ يُرِيدُ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى مَا يَعْجِزُ عَنْهُ الْعِبَادُ ، وَإِنْ قَدَرَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ الْبَشَرِ وَلَيْسَ بِمَلَكٍ ، لِيَنْفِيَ عَنْ نَفْسِهِ غُلُوَّ النَّصَارَى فِي
الْمَسِيحِ وَقَوْلَهُمْ: إِنَّهُ ابْنُ اللَّهِ. ثُمَّ فِي نَفْيِهِ أَنْ يَكُونَ مَلَكًا وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ بَيَّنَ بِذَلِكَ فَضْلَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ ، لِأَنَّهُ دَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ مَنْزِلَةً لَيْسَتْ لَهُ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ أَرَادَ إِنِّي لَسْتُ مَلَكًا فِي السَّمَاءِ ، فَأَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاءِ الَّذِي تُشَاهِدُهُ الْمَلَائِكَةُ وَيَغِيبُ عَنِ الْبَشَرِ ، وَإِنْ كَانَ الْأَنْبِيَاءُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَ غَيْبِهِمْ عَمَّا تُشَاهِدُهُ الْمَلَائِكَةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ أُخْبِرَكُمْ إِلَّا بِمَا أَخْبَرَنِي اللَّهُ بِهِ.
[ ص: 117 ] وَالثَّانِي: أَنْ أَفْعَلَ إِلَّا مَا أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: الْجَاهِلُ وَالْعَالِمُ. وَالثَّانِي: الْكَافِرُ وَالْمُؤْمِنُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: فِيمَا ضَرَبَهُ اللَّهُ مِنْ مَثَلِ الْأَعْمَى وَالْبَصِيرِ.
الثَّانِي: فِيمَا بَيَّنَهُ مِنْ آيَاتِهِ الدَّالَّةِ عَلَى تَوْحِيدِهِ وَصِدْقِ رَسُولِهِ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ رُوِيَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28861سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ ضُعَفَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَ nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=56وَعَمَّارٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=52وَصُهَيْبٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=211وَخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ اطْرُدْ عَنَّا مَوَالِيَنَا وَحُلَفَاءَنَا فَإِنَّمَا هُمْ عَبِيدُنَا وَعُتَقَاؤُنَا ، فَلَعَلَّكَ إِنْ طَرَدْتَهُمْ نَتْبَعُكَ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ: لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ حَتَّى نَعْلَمَ مَا الَّذِي يُرِيدُونَ وَإِلَامَ يَصِيرُونَ ، فَهَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ. وَنَزَلَ فِي الْمَلَإِ مِنْ قُرَيْشٍ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ الْآيَةَ ، فَأَقْبَلَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ فَاعْتَذَرَ مِنْ مَقَالَتِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ الْآيَةَ. وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ أَرْبَعَةُ تَأْوِيلَاتٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهَا الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ . وَالثَّانِي: أَنَّهُ ذِكْرُ اللَّهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ. وَالثَّالِثُ: تَعْظِيمُ الْقُرْآنِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11958أَبُو جَعْفَرٍ. [ ص: 118 ] وَالرَّابِعُ: أَنَّهُ عِبَادَةُ اللَّهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ . وَمَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52يُرِيدُونَ وَجْهَهُ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: يُرِيدُونَ بِدُعَائِهِمْ ، لِأَنَّ
الْعَرَبَ تَذْكُرُ وَجْهَ الشَّيْءِ إِرَادَةً لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِمْ: هَذَا وَجْهُ الصَّوَابِ تَفْخِيمًا لِلْأَمْرِ وَتَعْظِيمًا. وَالثَّانِي: مَعْنَاهُ يُرِيدُونَ طَاعَتَهُ لِقَصْدِهِمُ الْوَجْهَ الَّذِي وَجَّهَهُمْ إِلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ فِيهِ ثَلَاثُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا: يَعْنِي مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ مِنْ ثَوَابٍ أَوْ عِقَابٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ يَعْنِي وَمَا مِنْ حِسَابِ عَمَلِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ ، لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30531كُلَّ أَحَدٍ مُؤَاخَذٌ بِحِسَابِ عَمَلِهِ دُونَ غَيْرُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ . وَالثَّانِي: مَعْنَاهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِ رِزْقِهِمْ وَفَقْرِهِمْ مِنْ شَيْءٍ. وَالثَّالِثُ: مَا عَلَيْكَ كِفَايَتُهُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ كِفَايَتُكَ ، وَالْحِسَابُ الْكِفَايَةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36عَطَاءً حِسَابًا [النَّبَأَ: 36] أَيْ تَامًّا كَافِيًا ، قَالَهُ
ابْنُ بَحْرٍ . قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ يَعْنِي لِاخْتِلَافِهِمْ فِي الْأَرْزَاقِ ، وَالْأَخْلَاقِ ، وَالْأَحْوَالِ. وَفِي إِفْتَانِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ ابْتِلَاؤُهُمْ وَاخْتِبَارُهُمْ لِيَخْتَبِرَ بِهِ شُكْرَ الْأَغْنِيَاءِ وَصَبْرَ الْفُقَرَاءِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ . وَالثَّانِي: تَكْلِيفُ مَا يَشُقُّ عَلَى النَّفْسِ مَعَ قُدْرَتِهَا عَلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا وَهَذَا قَوْلُ الْمَلَإِ مِنْ
قُرَيْشٍ [ ص: 119 ] لِلضُّعَفَاءِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَفِيمَا مَنَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَلَيْهِمْ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: مَا تَفَضَّلَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنَ اللُّطْفِ فِي إِيمَانِهِمْ. وَالثَّانِي: مَا ذَكَرَهُ مِنْ شُكْرِهِمْ عَلَى طَاعَتِهِ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا يَعْنِي بِهِ ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ. nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أَمَرَ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ . وَالثَّانِي: أَنَّهُ أَمَرَ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ مِنْ نَفْسِهِ تَكْرِمَةً لَهُمْ ، قَالَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ. وَفِي السَّلَامِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ جَمَعَ السَّلَامَةَ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ السَّلَامُ هُوَ اللَّهُ وَمَعْنَاهُ ذُو السَّلَامِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: مَعْنَاهُ أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ. وَالثَّانِي: كَتَبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ عَلَى نَفْسِهِ. وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54الرَّحْمَةَ يَحْتَمِلُ الْمُرَادُ بِهَا هُنَا وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: الْمَعُونَةُ. وَالثَّانِي: الْعَفْوُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ فِي الْجَهَالَةِ تَأْوِيلَانِ:
[ ص: 120 ] أَحَدُهُمَا: الْخَطِيئَةُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ . وَالثَّانِي: مَا جُهِلَ كَرَاهِيَةُ عَاقِبَتِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ . وَيُحْتَمَلُ ثَالِثًا: أَنَّ الْجَهَالَةَ هُنَا ارْتِكَابُ الشُّبْهَةِ بِسُوءِ التَّأْوِيلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=54ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ يَعْنِي تَابَ مِنْ عَمَلِهِ الْمَاضِي وَأَصْلَحَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ.