يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير
قوله عز وجل: يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين أما جهاد الكفار فبالسيف وأما ففيه ثلاثة أقاويل: أحدها: جهادهم بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه وقلبه ، فإن لم يستطع فليكفهر في وجوههم ، قاله جهاد المنافقين والثاني: جهادهم باللسان ، وجهاد الكفار بالسيف ، قاله ابن مسعود. . [ ص: 383 ] والثالث: أن جهاد الكفار بالسيف ، وجهاد المنافقين بإقامة الحدود عليهم ، قاله ابن عباس الحسن . وكانوا أكثر من يصيب الحدود. وقتادة واغلظ عليهم يحتمل وجهين: أحدهما: تعجيل الانتقام منهم. والثاني: ألا يصدق لهم قولا ، ولا يبر لهم قسما. قوله عز وجل يحلفون بالله ما قالوا فيهم ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه الجلاس بن سويد بن الصامت ، قال: إن كان ما جاء به محمد حقا فنحن شر من الحمير ، ثم حلف أنه ما قال ، وهذا قول عروة ومجاهد والثاني: أنه وابن إسحاق. عبد الله بن أبي بن سلول. قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، قاله . والثالث: أنهم جماعة من المنافقين قالوا ذلك ، قاله قتادة . الحسن ولقد قالوا كلمة الكفر يعني ما أنكروه مما قدمنا ذكره تحقيقا لتكذيبهم فيما أنكروه وقيل بل هو قولهم إن محمدا ليس بنبي. وكفروا بعد إسلامهم يحتمل وجهين: أحدهما: كفروا بقلوبهم بعد أن آمنوا بأفواههم. والثاني: جرى عليهم حكم الكفر بعد أن جرى عليهم حكم الإيمان. وهموا بما لم ينالوا فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أن المنافقين هموا بقتل الذي أنكر عليهم ، قاله . والثاني: أنهم هموا بما قالوه مجاهد لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل وهذا قول . والثالث: أنهم هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا مروي عن قتادة أيضا وقيل: إنه كان ذلك في غزوة مجاهد تبوك.