ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير
ود كثير من أهل الكتاب يعني أحبارهم. لو يردونكم أن يردوكم، فإن لو تنوب عن أن في المعنى دون اللفظ: من بعد إيمانكم كفارا مرتدين، وهو حال من ضمير المخاطبين حسدا علة ود.
من عند أنفسهم يجوز أن يتعلق بود، أي تمنوا ذلك من عند أنفسهم وتشهيهم، لا من قبل التدين والميل مع الحق. أو بحسدا أي حسدا بالغا منبعثا من أصل نفوسهم من بعد ما تبين لهم الحق بالمعجزات والنعوت المذكورة في التوراة. فاعفوا واصفحوا العفو ترك عقوبة المذنب، والصفح ترك تثريبه. حتى يأتي الله بأمره الذي هو الإذن في قتالهم وضرب الجزية عليهم، أو قتل بني قريظة وإجلاء بني النضير. وعن رضي الله عنهما أنه منسوخ بآية السيف، وفيه نظر إذ الأمر غير مطلق ابن عباس إن الله على كل شيء قدير فيقدر على الانتقام منهم.
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة عطف على فاعفوا كأنه أمرهم بالصبر والمخالفة واللجأ إلى الله تعالى بالعبادة والبر وما تقدموا لأنفسكم من خير كصلاة وصدقة. وقرئ « تقدموا » من أقدم تجدوه عند الله أي ثوابه.
إن الله بما تعملون بصير لا يضيع عنده عمل. وقرئ بالياء فيكون وعيدا.