فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا
( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله ) بالهجرة إلى الشام . ( وهبنا له إسحاق ويعقوب ) بدل من فارقهم من الكفرة ، قيل إنه لما قصد الشام أتى أولا حران وتزوج بسارة وولدت له إسحاق وولد منه يعقوب ، ولعل [ ص: 13 ]
تخصيصهما بالذكر لأنهما شجرتا الأنبياء أو لأنه أراد أن يذكر إسماعيل بفضله على الانفراد . ( وكلا جعلنا نبيا ) وكلا منهما أو منهم .
( ووهبنا لهم من رحمتنا ) النبوة والأموال والأولاد . ( وجعلنا لهم لسان صدق عليا ) يفتخر بهم الناس ويثنون عليهم ، استجابة لدعوته ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) والمراد باللسان ما يوجد به ، ولسان العرب لغتهم وإضافته إلى الصدق وتوصيفه بالعلو للدلالة على أنهم أحقاء بما يثنون عليهم ، وأن محامدهم لا تخفى على تباعد الأعصار وتحول الدول وتبدل الملل .