قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي خلقته بنفسي من غير توسط كأب وأم، والتثنية لما في خلقه من مزيد القدرة واختلاف الفعل، وقرئ على التوحيد وترتيب الإنكار عليه للإشعار بأنه المستدعي للتعظيم، أو بأنه الذي تشبث به في تركه وهو لا يصلح مانعا إذ للسيد أن يستخدم بعض عبيده لبعض سيما وله مزيد اختصاص. أستكبرت أم كنت من العالين تكبرت من غير استحقاق أو كنت ممن علا واستحق التفوق، وقيل: استكبرت الآن أم لم تزل منذ كنت من المستكبرين، وقرئ «استكبرت» بحذف الهمزة لدلالة ( أم ) عليها أو بمعنى الإخبار.
[ ص: 35 ] قال أنا خير منه إبداء للمانع وقوله: خلقتني من نار وخلقته من طين دليل عليه وقد سبق الكلام فيه.