نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام
نزل عليك الكتاب القرآن نجوما. بالحق بالعدل، أو بالصدق في أخباره، أو بالحجج المحققة أنه من عند الله وهو في موضع الحال. مصدقا لما بين يديه من الكتب. وأنزل التوراة والإنجيل جملة على موسى وعيسى. واشتقاقهما من الورى والنجل، ووزنهما بتفعلة وافعيل تعسف لأنهما أعجميان، ويؤيد ذلك أنه قرئ «الأنجيل» بفتح الهمزة وهو ليس من أبنية العربية، وقرأ أبو عمرو وابن ذكوان التوراة بالإمالة في جميع القرآن، والكسائي ونافع بين اللفظين إلا وحمزة فإنه قرأ بالفتح كقراءة الباقين. قالون
من قبل من قبل تنزيل القرآن. هدى للناس على العموم إن قلنا إنا متعبدون بشرع من قبلنا، وإلا فالمراد به قومهما. وأنزل الفرقان يريد به جنس الكتب الإلهية، فإنها فارقة بين الحق والباطل. ذكر ذلك بعد ذكر الكتب الثلاثة ليعم ما عداها، كأنه قال: وأنزل سائر ما يفرق به بين الحق والباطل، أو الزبور أو القرآن. وكرر ذكره بما هو نعت له مدحا وتعظيما، وإظهارا لفضله من حيث إنه يشاركهما في كونه وحيا منزلا ويتميز بأنه معجز يفرق بين المحق والمبطل، أو المعجزات إن الذين كفروا بآيات الله من كتبه المنزلة وغيرها. لهم عذاب شديد بسبب كفرهم. والله عزيز غالب لا يمنع من التعذيب. ذو انتقام لا يقدر على مثله منتقم، والنقمة عقوبة المجرم والفعل منه نقم بالفتح والكسر، وهو وعيد جيء به بعد تقرير التوحيد والإشارة إلى ما هو العمدة في إثبات النبوة تعظيما للأمر، وزجرا عن الإعراض عنه.