ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون
ولقد جئناهم بكتاب فصلناه بينا معانيه من العقائد والأحكام والمواعظ مفصلة . على علم عالمين بوجه تفصيله حتى جاء حكيما ، وفيه دليل على ، أو مشتملا على علم فيكون حالا من المفعول . وقرئ « فضلناه » أي على سائر الكتب عالمين بأنه حقيق بذلك . أنه سبحانه وتعالى عالم بعلم هدى ورحمة لقوم يؤمنون حال من الهاء .
هل ينظرون ينتظرون . إلا تأويله إلا ما يؤول إليه أمره من تبين صدقه بظهور ما نطق به من الوعد والوعيد . يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل تركوه ترك الناسي . قد جاءت رسل ربنا بالحق أي قد تبين أنهم جاءوا بالحق . فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا اليوم . أو نرد أو هل نرد إلى الدنيا . وقرئ بالنصب عطفا على فيشفعوا ، أو لأن أو بمعنى إلى أن ، فعلى الأول المسؤول أحد الأمرين الشفاعة أو ردهم إلى الدنيا ، وعلى الثاني أن يكون لهم شفعاء إما لأحد الأمرين أو لأمر واحد وهو الرد . فنعمل غير الذي كنا نعمل جواب الاستفهام الثاني وقرئ بالرفع أي فنحن نعمل . قد خسروا أنفسهم بصرف أعمارهم في الكفر . وضل عنهم ما كانوا يفترون بطل عنهم فلم ينفعهم .