قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين
قال فرعون آمنتم به بالله أو بموسى ، والاستفهام فيه للإنكار . وقرأ حمزة والكسائي عن وأبو بكر عاصم وروح عن يعقوب بتحقيق الهمزتين على الأصل . وقرأ وهشام حفص آمنتم به على الإخبار ، وقرأ قنبل قال فرعون ، و « آمنتم » يبدل في حال الوصل من همزة الاستفهام واوا مفتوحة ويمد بعدها مدة في تقدير ألفين وقرأ في طه على الخبر بهمزة وألف وقرأ في الشعراء على الاستفهام بهمزة ومدة مطولة في تقدير [ ص: 29 ] ألفين ، وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية . قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه أي إن هذا الصنيع لحيلة احتلتموها أنتم وموسى . في المدينة في مصر قبل أن تخرجوا للميعاد . لتخرجوا منها أهلها يعني القبط وتخلص لكم ولبني إسرائيل . فسوف تعلمون عاقبة ما فعلتم ، وهو تهديد مجمل تفصيله : لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف من كل شق طرفا . ثم لأصلبنكم أجمعين تفضيحا لكم وتنكيلا لأمثالكم . قيل إنه أول من سن ذلك فشرعه الله للقطاع تعظيما لجرمهم ولذلك سماه محاربة لله ورسوله ، ولكن على التعاقب لفرط رحمته .