ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون
ثم بدلنا عطف على " أخذنا " داخل في حكمه .
مكان السيئة التي أصابتهم للغاية المذكورة .
الحسنة ; أي : أعطيناهم بدل ما كانوا فيه من البلاء والمحنة ، والرخاء والسعة ، كقوله تعالى : وبلوناهم بالحسنات والسيئات .
حتى عفوا ; أي : كثروا عددا وعددا ، من عفا النبات : إذا كثر وتكاثف ، وأبطرتهم النعمة .
"قالوا" غير واقفين على أن ما أصابهم من الأمرين ابتلاء من الله سبحانه .
قد مس آباءنا الضراء والسراء كما مسنا ذلك ، وما هو إلا من عادة الدهر ، يعاقب في الناس بين الضراء والسراء ، من غير أن يكون هناك داعية تؤدي إليهما ، أو تبعة تترتب عليهما ، ولعل تأخير السراء للإشعار بأنها تعقب الضراء ، فلا ضير فيها .
فأخذناهم إثر ذلك .
بغتة فجأة أشد الأخذ وأفظعه .
وهم لا يشعرون بذلك ، ولا يخطرون ببالهم شيئا من المكاره ، كقوله تعالى : حتى إذا فرحوا بما أوتوا ... الآية ، وليس المراد بالأخذ بغتة : إهلاكهم طرفة عين ، كإهلاك عاد وقوم لوط ، بل ما يعمه ، وما يمضي بين الأخذ وإتمام الإهلاك أيام كدأب ثمود .