أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون
أفأمن أهل القرى ; أي : أهل القرى المذكورة [ ص: 254 ] على وضع المظهر موضع المضمر ; للإيذان بأن مدار التوبيخ أمن كل طائفة ما أتاهم من البأس ، لا أمن مجموع الأمم ، فإن كل طائفة منهم أصابهم بأس خاص بهم ، لا يتعداهم إلى غيرهم كما سيأتي .
والهمزة لإنكار الواقع واستقباحه ، لا لإنكار الوقوع ونفيه ، كما قاله أبو شامة وغيره ; لقوله تعالى : فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .
والفاء للعطف على " أخذناهم " ، وما بينهما اعتراض توسط بينهما ; للمسارعة إلى بيان أن الأخذ المذكور مما كسبته أيديهم ، والمعنى : أبعد ذلك الأخذ أمن أهل القرى .
أن يأتيهم بأسنا بياتا ; أي : تبييتا ، أو وقت بيات أي مبيتا ، أو مبيتين ، وهو في الأصل مصدر بمعنى البيتوتة ، ويجيء بمعنى التبييت كالسلام بمعنى التسليم .
وهم نائمون حال من ضمير هم البارز ، أو المستتر في بياتا .