إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون
وأكده بقوله : إن هؤلاء يعني : القوم الذين يعبدون تلك التماثيل .
متبر ; أي : مدمر مكسر .
ما هم فيه ; أي : من الدين الباطل ; أي : يتبر الله تعالى ، ويهدم دينهم الذي هم عليه عن قريب ، ويحطم أصنامهم ويتركها رضاضا ، وإنما جيء بالجملة الاسمية للدلالة على التحقق .
وباطل ; أي : مضمحل بالكلية .
ما كانوا يعملون من عبادتها ، وإن كان قصدهم بذلك التقرب إلى الله تعالى ، فإنه كفر محض ، وليس هذا كما في قوله تعالى : وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا كما توهم ، فإن المراد به : أعمال البر التي عملوها في الجاهلية ، فإنها في أنفسها حسنات [ ص: 268 ] لو قارنت الإيمان لاستتبعت أجورها ، وإنما بطلت لمقارنتها الكفر .
وفي إيقاع هؤلاء اسما لإن ، وتقديم الخبر من الجملة الواقعة خبرا لها وسم لعبدة الأصنام بأنهم هم المعرضون للتبار ، وأنه لا يعدوهم البتة ، وأنه لهم ضربة لازب ، ليحذرهم عاقبة ما طلبوا ويبغض إليهم ما أحبوا .