nindex.php?page=treesubj&link=28984_28659_30179_30455_31748_31756_31760_32203_32433_32435_32438_32440_32441_33679_34513nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2الله الذي رفع السماوات [ ص: 3 ] أي: خلقهن مرتفعات، على طريقة قولهم: سبحان من كبر الفيل، وصغر البعوض. لا أنه رفعها بعد أن لم تكن كذلك والجملة مبتدأ، وخبر. كقوله: وهو الذي مد الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2بغير عمد أي: بغير دعائم. جمع عماد: كإهاب وأهب. وهو ما يعمد به. أي: يسند. يقال: عمدت الحائط، أي: أدعمته. وقرئ: (عمد) على جمع عمود، بمعنى: عماد كرسل ورسول، وإيراد صيغة الجمع لجمع السموات لا لأن المنفي عن كل واحدة منها عمد لا عماد.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2ترونها استئناف استشهد به على ما ذكر من رفع السموات بغير عمد، وقيل: صفة لعمد جيء بها إيهاما، لأن لها عمدا غير مرئية، هي
nindex.php?page=treesubj&link=33679قدرة الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2ثم استوى ، أي: استولى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2على العرش بالحفظ والتدبير، أو استوى أمره. وعن أصحابنا أن
nindex.php?page=treesubj&link=28726_31748الاستواء على العرش صفة لله عز وجل بلا كيف ، وأيا ما كان فليس المراد به القصد إلى إيجاد العرش، وخلقه، فلا حاجة إلى جعل كلمة "ثم" للتراخي في الرتبة.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2وسخر الشمس والقمر ذللهما، وجعلهما طائعين لما أريد منهما من الحركات وغيرها.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2كل من الشمس والقمر
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يجري حسبما أريد منها
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2لأجل مسمى لمدة معينة. فيها تتم دورته كالسنة للشمس، والشهر للقمر; فإن كلا منهما يجري كل يوم على مدار معين من المدارات اليومية، أو لمدة ينتهي فيها حركاتهما، ويخرج جميع ما أريد منهما من القوة إلى الفعل، أو لغاية يتم عندها ذلك. والجملة بيان لحكم تسخيرهما.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يدبر بما صنع من الرفع والاستواء والتسخير، أي: يقضي، ويقدر حسبما تقتضيه الحكمة والمصلحة.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2الأمر أمر الخلق كله، وأمر ملكوته وربوبيته
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يفصل الآيات nindex.php?page=treesubj&link=33679الدلالة على كمال قدرته، وبالغ حكمته ، أي: يأتي بها مفصلة، وهي ما ذكر من الأفعال العجيبة، وما يتلوها من الأوضاع الفلكية الحادثة شيئا فشيئا، المستتبعة للآثار الغريبة في السفليات على موجب التدبير، والتقدير، فالجملتان: إما حالان من ضمير استوى، وقوله "
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2وسخر الشمس والقمر " من تتمة الاستواء. وإما مفسرتان له. أو الأولى: حال منه. والثانية: من الضمير فيها. أو كلاهما من ضمائر الأفعال المذكورة.
وقوله "
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2كل يجري لأجل مسمى " من تتمة التسخير، أو خبران عن قوله : الله خبرا بعد خبر، والموصول صفة للمبتدأ; جيء به للدلالة على تحقيق الخبر، وتعظيم شأنه، كما في قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بني لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2لعلكم عند معاينتكم لها، وعثوركم على تفاصيلها.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2بلقاء ربكم بملاقاته للجزاء
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2توقنون فإن من تدبرها حق التدبر أيقن أن من قدر على إبداع هذه الصنائع البديعة على كل شيء قدير، وأن لهذه التدبيرات المتينة عواقب، وغايات لا بد من وصولها، وقد بينت على ألسنة الأنبياء عليهم السلام، أن ذلك ابتلاء المكلفين، ثم جزاؤهم حسب أعمالهم، فإذن لا بد من الإيقان بالجزاء. ولما قرر الشواهد العلوية أردفها بذكر الدلائل السفلية فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=28984_28659_30179_30455_31748_31756_31760_32203_32433_32435_32438_32440_32441_33679_34513nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ [ ص: 3 ] أَيْ: خَلَقَهُنَّ مُرْتَفِعَاتٍ، عَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِمْ: سُبْحَانَ مَنْ كَبَّرَ الْفِيلَ، وَصَغَّرَ الْبَعُوضَ. لَا أَنَّهُ رَفَعَهَا بَعْدَ أَنْ لَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ وَالْجُمْلَةُ مُبْتَدَأٌ، وَخَبَرٌ. كَقَوْلِهِ: وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2بِغَيْرِ عَمَدٍ أَيْ: بِغَيْرِ دَعَائِمَ. جَمْعُ عِمَادٍ: كَإِهَابٍ وَأَهَبٍ. وَهُوَ مَا يُعْمَدُ بِهِ. أَيْ: يُسْنَدُ. يُقَالُ: عَمَدْتُ الْحَائِطَ، أَيْ: أَدَعَمْتُهُ. وَقُرِئَ: (عُمُدٍ) عَلَى جَمْعِ عَمُودٍ، بِمَعْنَى: عِمَادٍ كَرُسُلٍ وَرَسُولٍ، وَإِيرَادُ صِيغَةِ الْجَمْعِ لِجَمْعِ السَّمَوَاتِ لَا لِأَنَّ الْمَنْفِيَّ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عَمَدٌ لَا عِمَادٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2تَرَوْنَهَا اسْتِئْنَافٌ اسْتُشْهِدَ بِهِ عَلَى مَا ذُكِرَ مِنْ رَفْعِ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ، وَقِيلَ: صِفَةٌ لِعَمَدٍ جِيءَ بِهَا إِيهَامًا، لِأَنَّ لَهَا عَمَدًا غَيْرَ مَرْئِيَّةٍ، هِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=33679قُدْرَةُ اللَّهِ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2ثُمَّ اسْتَوَى ، أَيِ: اسْتَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2عَلَى الْعَرْشِ بِالْحِفْظِ وَالتَّدْبِيرِ، أَوِ اسْتَوَى أَمْرُهُ. وَعَنْ أَصْحَابِنَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28726_31748الِاسْتِوَاءَ عَلَى الْعَرْشِ صِفَةٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِلَا كَيْفٍ ، وَأَيًّا مَا كَانَ فَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ الْقَصْدَ إِلَى إِيجَادِ الْعَرْشِ، وَخَلْقِهِ، فَلَا حَاجَةَ إِلَى جَعْلِ كَلِمَةِ "ثُمَّ" لِلتَّرَاخِي فِي الرُّتْبَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ذَلَّلَهُمَا، وَجَعَلَهُمَا طَائِعَيْنِ لِمَا أُرِيدَ مِنْهُمَا مِنَ الْحَرَكَاتِ وَغَيْرِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2كُلٌّ مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يَجْرِي حَسْبَمَا أُرِيدَ مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2لأَجَلٍ مُسَمًّى لِمُدَّةٍ مُعَيَّنَةٍ. فِيهَا تَتِمُّ دَوْرَتُهُ كَالسَّنَةِ لِلشَّمْسِ، وَالشَّهْرِ لِلْقَمَرِ; فَإِنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَجْرِي كُلَّ يَوْمٍ عَلَى مَدَارِ مُعَيَّنٍ مِنَ الْمَدَارَاتِ الْيَوْمِيَّةِ، أَوْ لِمُدَّةٍ يَنْتَهِي فِيهَا حَرَكَاتُهُمَا، وَيَخْرُجُ جَمِيعُ مَا أُرِيدَ مِنْهُمَا مِنَ الْقُوَّةِ إِلَى الْفِعْلِ، أَوْ لِغَايَةٍ يَتِمُّ عِنْدَهَا ذَلِكَ. وَالْجُمْلَةُ بَيَانٌ لِحِكَمِ تَسْخِيرِهِمَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يُدَبِّرُ بِمَا صَنَعَ مِنَ الرَّفْعِ وَالِاسْتِوَاءِ وَالتَّسْخِيرِ، أَيْ: يَقْضِي، وَيُقَدِّرُ حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ وَالْمَصْلَحَةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2الأَمْرَ أَمْرَ الْخَلْقِ كُلِّهِ، وَأَمْرَ مَلَكُوتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يُفَصِّلُ الآيَاتِ nindex.php?page=treesubj&link=33679الدَّلَالَةَ عَلَى كَمَالِ قدرته، وَبَالِغِ حِكْمَتِهِ ، أَيْ: يَأْتِي بِهَا مُفَصَّلَةً، وَهِيَ مَا ذُكِرَ مِنَ الْأَفْعَالِ الْعَجِيبَةِ، وَمَا يَتْلُوهَا مِنَ الْأَوْضَاعِ الْفَلَكِيَّةِ الْحَادِثَةِ شَيْئًا فَشَيْئًا، الْمُسْتَتْبَعَةِ لِلْآثَارِ الْغَرِيبَةِ فِي السُّفْلِيَّاتِ عَلَى مُوجَبِ التَّدْبِيرِ، وَالتَّقْدِيرِ، فَالْجُمْلَتَانِ: إِمَّا حَالَانِ مِنْ ضَمِيرِ اسْتَوَى، وَقَوْلُهُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ " مِنْ تَتِمَّةِ الِاسْتِوَاءِ. وَإِمَّا مُفَسِّرَتَانِ لَهُ. أَوِ الْأُولَى: حَالٌ مِنْهُ. وَالثَّانِيَةُ: مِنَ الضَّمِيرِ فِيهَا. أَوْ كِلَاهُمَا مِنْ ضَمَائِرِ الْأَفْعَالِ الْمَذْكُورَةِ.
وَقَوْلُهُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى " مِنْ تَتِمَّةِ التَّسْخِيرِ، أَوْ خَبَرَانِ عَنْ قَوْلِهِ : اللَّهُ خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ، وَالْمَوْصُولُ صِفَةٌ لِلْمُبْتَدَأِ; جِيءَ بِهِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى تَحْقِيقِ الْخَبَرِ، وَتَعْظِيمِ شَأْنِهِ، كَمَا فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ :
إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنِي لَنَا بَيْتًا دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2لَعَلَّكُمْ عِنْدَ مُعَايَنَتِكُمْ لَهَا، وَعُثُورِكُمْ عَلَى تَفَاصِيلِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ بِمُلَاقَاتِهِ لِلْجَزَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2تُوقِنُونَ فَإِنَّ مَنْ تَدَبَّرَهَا حَقَّ التَّدَبُّرِ أَيْقَنَ أَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى إِبْدَاعِ هَذِهِ الصَّنَائِعِ الْبَدِيعَةِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ لِهَذِهِ التَّدْبِيرَاتِ الْمَتِينَةِ عَوَاقِبَ، وَغَايَاتٍ لَا بُدَّ مِنْ وُصُولِهَا، وَقَدْ بُيِّنَتْ عَلَى أَلْسِنَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، أَنَّ ذَلِكَ ابْتِلَاءُ الْمُكَلَّفِينَ، ثُمَّ جَزَاؤُهُمْ حَسْبَ أَعْمَالِهِمْ، فَإِذَنْ لَا بُدَّ مِنَ الْإِيقَانِ بِالْجَزَاءِ. وَلَمَّا قَرَّرَ الشَّوَاهِدَ الْعُلْوِيَّةَ أَرْدَفَهَا بِذِكْرِ الدَّلَائِلِ السُّفْلِيَّةِ فَقَالَ: