لا يسمعون [ ص: 273 ] فيها لغوا أي: فضول كلام لا طائل تحته. وهو كناية عن عدم صدور اللغو عن أهلها، وفيه تنبيه على أن اللغو مما ينبغي أن يجتنب عنه في هذه الدار ما أمكن. إلا سلاما استثناء منقطع، أي: لكن يسمعون تسليم الملائكة عليهم، أو تسليم بعضهم على بعض، أو متصل بطريق التعليق بالمحال، أي: لا يسمعون لغوا ما إلا سلاما فحيث استحال كون السلام لغوا استحال سماعهم له بالكلية، كما في قوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
أو على أن معناه الدعاء بالسلامة، وهم أغنياء عنه من باب اللغو ظاهرا، وإنما فائدته الإكرام، وقوله تعالى: ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا وارد على عادة المتنعمين في هذه الدار، وقيل: المراد دوام رزقهم ودروره، وإلا فليس فيها بكرة ولا عشي.