قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون
قل ردا عليهم، وحسما لمادة طمعهم الفارغ، وتحقيقا للحق الذي عليه يدور أمر التكوين. إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء أن يبسط له ويقدر على من يشاء أن يقدره عليه من غير أن يكون لأحد من الفريقين داع إلى ما فعل به من البسط والقدر، فربما يوسع على العاصي، ويضيق على المطيع، وربما يعكس الأمر، وربما يوسع عليهما معا، وقد يضيق عليهما، وقد يوسع على شخص تارة، ويضيق عليه أخرى، يفعل كلا من ذلك حسبما تقتضيه مشيئته المبنية على الحكم البالغة فلا يقاس على ذلك أمر الثواب والعذاب اللذين مناطهما الطاعة وعدمها. وقرئ: (ويقدر) بالتشديد. ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك فيزعمون أن مدار البسط هو الشرف والكرامة، ومدار القدر هو الهوان، ولا يدرون أن الأول كثيرا ما يكون بطريق الاستدراج، والثاني بطريق الابتلاء ورفع الدرجات.