nindex.php?page=treesubj&link=28975_30347_30351_30355_30532_30539nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول استئناف لبيان حالهم التي أشير إلى شدتها وفظاعتها بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فكيف فإن أريد بهم المكذبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالتعبير عنهم بالموصول لا سيما بعد الإشارة إليهم بهؤلاء لذمهم بما في حيز الصلة والإشعار بعلة ما اعتراهم من الحال الفظيعة والأمر الهائل، وإيراده عليه السلام بعنوان الرسالة لتشريفه وزيادة تقبيح حال مكذبيه فإن حق الرسول أن يؤمن به ويطاع لا أن يكفر به ويعصى، وإن أريد بهم جنس الكفرة فهم داخلون في زمرتهم دخولا أوليا والمراد بالرسول حينئذ: الجنس المنتظم للنبي عليه السلام انتظاما أوليا، وأيا ما كان; ففيه من تهويل الأمر وتفظيع الحال ما لا يقادر قدره، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وعصوا عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42كفروا داخل معه في الصلة والمراد: معاصيهم المغايرة لكفرهم، ففيه دلالة على أن الكفار مخاطبون بفروع الشرائع في حق المؤاخذة. وقيل: حال من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42 "كفروا". وقيل: صلة لموصول آخر، أي: يود في ذلك اليوم الذين جمعوا بين الكفر وعصيان الرسول أو الذين كفروا وقد عصوا الرسول أو الذين كفروا والذين عصوا الرسول. و"لو" في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42لو تسوى بهم الأرض إن جعلت مصدرية فالجملة مفعول لـ"يود" أي: يودون أن يدفنوا فتسوى بهم الأرض كالموتى. وقيل: يودون أنهم لم يبعثوا أو لم يخلقوا وكأنهم والأرض سواء. وقيل: تصير البهائم ترابا فيودون حالها. وإن جعلت جارية على بابها فالمفعول محذوف لدلالة الجملة عليه، أي: يودون تسوية الأرض وجواب "لو" أيضا محذوف إيذانا بغاية ظهوره، أي: لسروا بذلك. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42ولا يكتمون الله حديثا عطف على "يود" أي: ولا يقدرون على كتمانه لأن جوارحهم تشهد عليهم. وقيل: الواو للحال
[ ص: 179 ] أى يودون أن يدفنوا في الأرض وهم يكتمون منه تعالى حديثا ولا يكذبونه بقولهم: والله ربنا ما كنا مشركين; إذ روي أنهم إذا قالوا ذلك ختم الله على أفواههم فتشهد عليهم جوارحهم فيشتد الأمر عليهم فيتمنون أن تسوى بهم الأرض. وقرئ "تسوى" على أن أصله تتسوى فأدغم التاء في السين، وقرئ "تسوى" بحذف التاء الثانية يقال: سويته فتسوى.
nindex.php?page=treesubj&link=28975_30347_30351_30355_30532_30539nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأرض وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ اسْتِئْنَافٌ لِبَيَانِ حَالِهِمُ الَّتِي أُشِيرَ إِلَى شِدَّتِهَا وَفَظَاعَتِهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فَكَيْفَ فَإِنْ أُرِيدَ بِهِمُ الْمُكَذِّبُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالتَّعْبِيرُ عَنْهُمْ بِالْمَوْصُولِ لَا سِيَّمَا بَعْدَ الْإِشَارَةِ إِلَيْهِمْ بِهَؤُلَاءِ لِذَمِّهِمْ بِمَا فِي حَيِّزِ الصِّلَةِ وَالْإِشْعَارِ بِعِلَّةِ مَا اعْتَرَاهُمْ مِنَ الْحَالِ الْفَظِيعَةِ وَالْأَمْرِ الْهَائِلِ، وَإِيرَادُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِعُنْوَانِ الرِّسَالَةِ لِتَشْرِيفِهِ وَزِيَادَةِ تَقْبِيحِ حَالِ مُكَذِّبِيهِ فَإِنَّ حَقَّ الرَّسُولِ أَنْ يُؤْمَنَ بِهِ وَيُطَاعَ لَا أَنْ يُكْفَرَ بِهِ وَيُعْصَى، وَإِنْ أُرِيدَ بِهِمْ جِنْسُ الْكَفَرَةِ فَهُمْ دَاخِلُونَ فِي زُمْرَتِهِمْ دُخُولَاً أَوَّلِيَّاً وَالْمُرَادُ بِالرَّسُولِ حِينَئِذٍ: الْجِنْسُ الْمُنْتَظِمُ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ انْتِظَامَاً أَوَّلِيَّاً، وَأَيَّاً مَا كَانَ; فَفِيهِ مِنْ تَهْوِيلِ الْأَمْرِ وَتَفْظِيعِ الْحَالِ مَا لَا يُقَادَرُ قَدْرُهُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وَعَصَوُا عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42كَفَرُوا دَاخِلٌ مَعَهُ فِي الصِّلَةِ وَالْمُرَادُ: مَعَاصِيهِمُ الْمُغَايِرَةُ لِكُفْرِهِمْ، فَفِيهِ دِلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْكُفَّارَ مُخَاطَبُونَ بِفُرُوعِ الشَّرَائِعِ فِي حَقِّ الْمُؤَاخَذَةِ. وَقِيلَ: حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42 "كَفَرُوا". وَقِيلَ: صِلَةٌ لِمَوْصُولٍ آخَرَ، أَيْ: يَوَدُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِينَ جَمَعُوا بَيْنَ الْكُفْرِ وَعِصْيَانِ الرَّسُولِ أَوِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقَدْ عَصَوُا الرَّسُولَ أَوِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَالَّذِينَ عَصَوُا الرَّسُولَ. وَ"لَوْ" فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ إِنْ جُعِلَتْ مَصْدَرِيَّةً فَالْجُمْلَةُ مَفْعُولٌ لِـ"يَوَدُّ" أَيْ: يَوَدُّونَ أَنْ يُدْفَنُوا فَتُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ كَالْمَوْتَى. وَقِيلَ: يَوَدُّونَ أَنَّهُمْ لَمْ يُبْعَثُوا أَوْ لَمْ يُخْلَقُوا وَكَأَنَّهُمْ وَالْأَرْضَ سَوَاءٌ. وَقِيلَ: تَصِيرُ الْبَهَائِمُ تُرَابَاً فَيَوَدُّونَ حَالَهَا. وَإِنْ جُعِلَتْ جَارِيَةً عَلَى بَابِهَا فَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ لِدِلَالَةِ الْجُمْلَةِ عَلَيْهِ، أَيْ: يَوَدُّونَ تَسْوِيَةَ الْأَرْضِ وَجَوَابُ "لَوْ" أَيْضَاً مَحْذُوفٌ إِيذَانَاً بِغَايَةِ ظُهُورِهِ، أَيْ: لَسُرُّوا بِذَلِكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا عَطْفٌ عَلَى "يَوَدُّ" أَيْ: وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى كِتْمَانِهِ لِأَنَّ جَوَارِحَهُمْ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ. وَقِيلَ: الْوَاوُ لِلْحَالِ
[ ص: 179 ] أَىْ يَوَدُّونَ أَنْ يُدْفَنُوا فِي الْأَرْضِ وَهُمْ يَكْتُمُونَ مِنْهُ تَعَالَى حَدِيثَاً وَلَا يَكْذِبُونَهُ بِقَوْلِهِمْ: وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ; إِذْ رُوِيَ أَنَّهُمْ إِذَا قَالُوا ذَلِكَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَتَشْهَدُ عَلَيْهِمْ جَوَارِحُهُمْ فَيَشْتَدُّ الْأَمْرُ عَلَيْهِمْ فَيَتَمَنَّوْنَ أَنْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ. وَقُرِئَ "تَسَّوَّى" عَلَى أَنَّ أَصْلَهُ تَتَسَوَّى فَأُدْغِمَ التَّاءُ فِي السِّينِ، وَقُرِئَ "تَسَوَّى" بِحَذْفِ التَّاءِ الثَّانِيَةِ يُقَالُ: سَوَّيْتُهُ فَتَسَوَّى.