nindex.php?page=treesubj&link=28975_28723_29786_30437_30443_30532_30539_32447_34123_34125nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إن الذين كفروا بآياتنا إن أريد بهم الذين كفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم فالمراد بالآيات: إما القرآن أو ما يعم كله وبعضه أو ما يعم سائر معجزاته أيضا وإن أريد بهم الجنس المتناول لهم تناولا أوليا فالمراد بالآيات ما يعم المذكورات وسائر الشواهد التي أوتيها الأنبياء عليهم السلام.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56سوف نصليهم نارا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه: "سوف" كلمة تذكر للتهديد والوعيد وينوب عنها السين وقد يذكران في الوعد فيفيدان التأكيد، أي: ندخلهم نارا عظيمة هائلة.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56كلما نضجت جلودهم أي: احترقت و"كلما" ظرف زمان والعامل فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56بدلناهم جلودا غيرها من قبيل بدله بخوفه أمنا لا من قبيل يبدل الله سيئاتهم حسنات، أي: أعطيناهم مكان كل جلد محترق عند احتراقه جلدا جديدا مغايرا للمحترق صورة وإن كان عينه مادة بأن يزال عنه الاحتراق ليعود إحساسه للعذاب، والجملة في محل النصب على أنها حال من ضمير "نصليهم" وقد جوز كونها لـ"نارا" على حذف العائد أي: كلما نضجت فيها جلودهم، فمعنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56ليذوقوا العذاب ليدوم ذوقه ولا ينقطع كقولك للعزيز: "أعزك الله"، وقيل: يخلق مكانه جلدا آخر والعذاب للنفس العاصية لا لآلة إدراكها. قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: يبدلون جلودا بيضاء كأمثال القراطيس. وروي أن هذه الآية قرئت عند
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه فقال للقارئ: أعدها فأعادها وكان عنده
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل فقال
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ: عندي تفسيرها يبدل في ساعة مائة مرة فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة كلما أكلتهم. قيل لهم: عودوا فيعودون كما كانوا. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=913664 "ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام" والتعبير عن إدراك العذاب بالذوق ليس لبيان قلته بل
[ ص: 192 ] لبيان أن إحساسهم بالعذاب في كل مرة كإحساس الذائق بالمذوق من حيث إنه لا يدخله نقصان لدوام الملابسة أو للإشعار بمرارة العذاب مع إيلامه أو للتنبيه على شدة تأثيره من حيث إن القوة الذائقة أشد الحواس تأثرا أو على سرايته للباطن، ولعل السر في تبديل الجلود مع قدرته تعالى على إبقاء إدراك العذاب وذوقه بحاله مع الاحتراق ومع إبقاء أبدانهم على حالها مصونة عن الاحتراق أن النفس ربما تتوهم زوال الإدراك بالاحتراق، ولا تستبعد كل الاستبعاد أن تكون مصونة عن التألم والعذاب بصيانة بدنها عن الاحتراق.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إن الله كان عزيزا لا يمتنع عليه ما يريده ولا يمانعه أحد.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56حكيما يعاقب من يعاقبه على وفق حكمته، والجملة تعليل لما قبلها من الإصلاء والتبديل وإظهار الاسم الجليل بطريق الالتفات لتهويل الأمر وتربية المهابة وتعليل الحكم، فإن عنوان الألوهية مناط لجميع صفات كماله تعالى.
nindex.php?page=treesubj&link=28975_28723_29786_30437_30443_30532_30539_32447_34123_34125nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوُا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا إِنْ أُرِيدَ بِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْمُرَادُ بِالْآيَاتِ: إِمَّا القرآن أَوْ مَا يَعُمُّ كُلَّهُ وَبَعْضَهُ أَوْ مَا يَعُمُّ سَائِرَ مُعْجِزَاتِهِ أَيْضَاً وَإِنْ أُرِيدَ بِهِمُ الْجِنْسُ الْمُتَنَاوِلُ لَهُمْ تَنَاوُلَاً أَوَّلِيَّاً فَالْمُرَادُ بِالْآيَاتِ مَا يَعُمُّ الْمَذْكُورَاتِ وَسَائِرَ الشَّوَاهِدِ الَّتِي أُوتِيَهَا الْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ: "سَوْفَ" كَلِمَةٌ تُذْكَرُ لِلتَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ وَيَنُوبُ عَنْهَا السِّينُ وَقَدْ يُذْكَرَانِ فِي الْوَعْدِ فَيُفِيدَانِ التَّأْكِيدَ، أَيْ: نُدْخِلُهُمْ نَارَاً عَظِيمَةً هَائِلَةً.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ أَيِ: احْتَرَقَتْ وَ"كُلَّمَا" ظَرْفُ زَمَانٍ وَالْعَامِلُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا مِنْ قَبِيلِ بَدَّلَهُ بِخَوْفِهِ أَمْنَاً لَا مِنْ قَبِيلِ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ، أَيْ: أَعْطَيْنَاهُمْ مَكَانَ كُلِّ جِلْدٍ مُحْتَرِقٍ عِنْدَ احْتِرَاقِهِ جِلْدَاً جَدِيدَاً مُغَايِرَاً لِلْمُحْتَرِقِ صُورَةً وَإِنْ كَانَ عَيْنَهُ مَادَّةً بِأَنْ يُزَالَ عَنْهُ الِاحْتِرَاقُ لِيَعُودَ إِحْسَاسُهُ لِلْعَذَابِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى أَنَّهَا حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ "نُصْلِيهِمْ" وَقَدْ جُوِّزَ كَوْنُهَا لِـ"نَارَاً" عَلَى حَذْفِ الْعَائِدِ أَيْ: كُلَّمَا نَضِجَتْ فِيهَا جُلُودُهُمْ، فَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56لِيَذُوقُوُا الْعَذَابَ لِيَدُومَ ذَوْقُهُ وَلَا يَنْقَطِعَ كَقَوْلِكَ لِلْعَزِيزِ: "أَعَزَّكَ اللَّهُ"، وَقِيلَ: يَخْلُقُ مَكَانَهُ جِلْدَاً آخَرَ وَالْعَذَابُ لِلنَّفْسِ الْعَاصِيَةِ لَا لِآلَةِ إِدْرَاكِهَا. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: يُبَدَّلُونَ جُلُودَاً بَيْضَاءَ كَأَمْثَالِ الْقَرَاطِيسِ. وَرُوِيَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ قُرِئَتْ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ لِلْقَارِئِ: أَعِدْهَا فَأَعَادَهَا وَكَانَ عِنْدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذٌ: عِنْدِي تَفْسِيرُهَا يُبَدَّلُ فِي سَاعَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ تَأْكُلُهُمُ النَّارُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ كُلَّمَا أَكَلَتْهُمْ. قِيلَ لَهُمْ: عُودُوا فَيَعُودُونَ كَمَا كَانُوا. وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ بَيْنَ مَنْكِبَيِ الْكَافِرِ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ. وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=913664 "ضِرْسُ الْكَافِرِ أَوْ نَابُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ" وَالتَّعْبِيرُ عَنْ إِدْرَاكِ الْعَذَابِ بِالذَّوْقِ لَيْسَ لِبَيَانِ قِلَّتِهِ بَلْ
[ ص: 192 ] لِبَيَانِ أَنَّ إِحْسَاسَهُمْ بِالْعَذَابِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ كَإِحْسَاسِ الذَّائِقِ بِالْمَذُوقِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُهُ نُقْصَانٌ لِدَوَامِ الْمُلَابَسَةِ أَوْ لِلْإِشْعَارِ بِمَرَارَةِ الْعَذَابِ مَعَ إِيلَامِهِ أَوْ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى شِدَّةِ تَأْثِيرِهِ مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْقُوَّةَ الذَّائِقَةَ أَشَدُّ الْحَوَاسِّ تَأَثُّرَاً أَوْ عَلَى سِرَايَتِهِ لِلْبَاطِنِ، وَلَعَلَّ السِّرَّ فِي تَبْدِيلِ الْجُلُودِ مَعَ قدرته تعالى عَلَى إِبْقَاءِ إِدْرَاكِ الْعَذَابِ وَذَوْقِهِ بِحَالِهِ مَعَ الِاحْتِرَاقِ وَمَعَ إِبْقَاءِ أَبْدَانِهِمْ عَلَى حَالِهَا مَصُونَةً عَنِ الْاحْتِرَاقِ أَنَّ النَّفْسَ رُبَّمَا تَتَوَهَّمُ زَوَالَ الْإِدْرَاكِ بِالِاحْتِرَاقِ، وَلَا تَسْتَبْعِدُ كُلَّ الِاسْتِبْعَادِ أَنْ تَكُونَ مَصُونَةً عَنِ التَّأَلُّمِ وَالْعَذَابِ بِصِيَانَةِ بَدَنِهَا عَنِ الْاحْتِرَاقِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا لَا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ مَا يُرِيدُهُ وَلَا يُمَانِعُهُ أَحَدٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=56حَكِيمًا يُعَاقِبُ مَنْ يُعَاقِبُهُ عَلَى وَفْقِ حِكْمَتِهِ، وَالْجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الْإِصْلَاءِ وَالتَّبْدِيلِ وَإِظْهَارُ الِاسْمِ الْجَلِيلِ بِطَرِيقِ الِالْتِفَاتِ لِتَهْوِيلِ الْأَمْرِ وَتَرْبِيَةِ الْمَهَابَةِ وَتَعْلِيلِ الْحُكْمِ، فَإِنَّ عُنْوَانَ الْأُلُوهِيَّةِ مَنَاطٌ لِجَمِيعِ صِفَاتِ كَمَالِهِ تَعَالَى.