إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا
إلا المستضعفين استثناء منقطع لعدم دخولهم في الموصول وضميره والإشارة إليه، و"من" في قوله تعالى:
من الرجال والنساء والولدان متعلقة بمحذوف وقع حالا من "المستضعفين" أي: كائنين منهم وذكر "الولدان" إن أريد بهم المماليك أو المراهقون ظاهر، وأما إن أريد بهم الأطفال فللمبالغة في أمر الهجرة وإيهام أنها بحيث لو استطاعها غير المكلفين لوجبت عليهم والإشعار بأنهم لا محيص لهم عنها البتة تجب عليهم كما بلغوا حتى كأنها واجبة عليهم قبل البلوغ لو استطاعوا وأن قومهم يجب عليهم أن يهاجروا بهم متى أمكنت. وقوله تعالى: لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا صفة للمستضعفين فإن ما فيه من اللام ليس للتعريف ، أو حال منه أو من الضمير المستكن فيه. وقيل: تفسير لنفس المستضعفين لكثرة وجوه الاستضعاف ، واستطاعة الحيلة وجدان أسباب الهجرة ومباديها ، واهتداء السبيل معرفة طريق الموضع المهاجر إليه بنفسه أو بدليل.