ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا
ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم أي: بسبب ميثاقهم ليعطوه على ما روي أنهم امتنعوا عن قبول شريعة التوراة فرفع الله تعالى عليهم الطور فقبلوها أو ليخافوا فلا ينقضوه على ما روي أنهم هموا بنقضه فرفع الله تعالى عليهم الجبل فخافوا وأقلعوا عن النقض وهو الأنسب بما سيأتي من قوله عز وجل: وأخذنا منهم ميثاقا غليظا . وقلنا لهم على لسان موسى عليه السلام والطور مظل عليهم. ادخلوا الباب قال كنا نحدث أنه باب من أبواب قتادة: بيت المقدس. وقيل: هو إيليا. وقيل: هو أريحا. وقيل: هو اسم قرية. وقيل: باب القبة التي كانوا يصلون إليها فإنهم لم يدخلوا بيت المقدس في حياة موسى عليه السلام. سجدا أي: متطامنين خاضعين. وقلنا لهم لا تعدوا أي: لا تظلموا باصطياد الحيتان. في السبت وقرئ "لا تعدوا" بفتح العين وتشديد الدال على أن أصله تعتدوا فأدغمت التاء في الدال لتقاربهما في المخرج بعد نقل حركتها إلى العين. وأخذنا منهم على الامتثال بما كلفوه. ميثاقا غليظا مؤكدا وهو العهد الذي أخذه الله عليهم في التوراة. قيل: إنهم أعطوا الميثاق على أنهم إن هموا بالرجوع عن الدين فالله تعالى يعذبهم بأي أنواع العذاب أراد.