nindex.php?page=treesubj&link=28976_19605_237_25833_28640_29723_30504_310_315_316_32577_326_34_44_53_57_6_60_722_727nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى ، أو على سفر ، أو جاء أحد منكم من الغائط ، أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6يا أيها الذين آمنوا شروع في بيان الشرائع المتعلقة بدينهم بعد بيان ما يتعلق بدنياهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6إذا قمتم إلى الصلاة ; أي : أردتم القيام إليها ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ، عبر عن إرادة الفعل بالفعل المسبب عنها مجازا للإيجاز ، والتنبيه على أن من أراد الصلاة حقه أن يبادر إليها ، بحيث لا ينفك عن إرادتها ، أو إذا قصدتم الصلاة إطلاقا لاسم أحد لازميها على لازمها الآخر . وظاهر الآية الكريمة يوجب الوضوء على كل قائم إليها ، وإن لم يكن محدثا ، لما أن الأمر للوجوب قطعا ، والإجماع على خلافه . وقد روي
nindex.php?page=hadith&LINKID=666394أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصلوات الخمس يوم الفتح بوضوء واحد ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه : صنعت شيئا لم تكن تصنعه ، فقال عليه الصلاة والسلام : " عمدا فعلته يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر " ، يعني : بيانا للجواز . وحمل الأمر بالنسبة إلى غير المحدث على الندب مما لا مساغ له ، فالوجه أن الخطاب خاص بالمحدثين بقرينة دلالة الحال ،
nindex.php?page=treesubj&link=313واشتراط الحدث في التيمم الذي هو بدله ، وما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من أنهم كانوا يتوضئون لكل صلاة ، فلا دلالة فيه على أنهم كانوا يفعلونه بطريق الوجوب أصلا ، كيف لا وما روي عنه عليه الصلاة والسلام من قوله : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=662425من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات " صريح في أن ذلك كان منهم بطريق الندب ، وما قيل : كان ذلك أول الأمر ثم نسخ ، يرده قوله عليه الصلاة والسلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=705216المائدة من آخر القرآن نزولا ، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها " .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فاغسلوا وجوهكم ; أي : أمروا عليها الماء ، ولا حاجة إلى الدلك ، خلافا لمالك .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وأيديكم إلى المرافق الجمهور على دخول المرفقين في المغسول ، ولذلك قيل : " إلى " بمعنى مع ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52ويزدكم قوة إلى قوتكم . وقيل : هي إنما تفيد معنى الغاية مطلقا ، وأما دخولها في الحكم ، أو خروجها منه ، فلا دلالة لها عليه ، وإنما هو أمر يدور على الدليل الخارجي ، كما في : حفظت القرآن من أوله إلى آخره ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280فنظرة إلى ميسرة ; فإن الدخول في الأول والخروج في الثاني متيقن بناء على تحقق الدليل ، وحيث لم يتحقق ذلك في الآية ، وكانت الأيدي متناولة للمرافق ، حكم بدخولها فيها احتياطا . وقيل : " إلى " من حيث إفادتها للغاية تقتضي خروجها ، لكن لما لم تتميز الغاية ههنا عن ذي الغاية ، وجب إدخالها احتياطا .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وامسحوا برءوسكم الباء مزيدة ، وقيل : للتبعيض ، فإنه الفارق بين قولك : مسحت المنديل ، ومسحت بالمنديل ، وتحقيقه أنها تدل على تضمين الفعل معنى الإلصاق ، فكأنه قيل : وألصقوا المسح برءوسكم ، وذلك لا يقتضي الاستيعاب كما يقتضيه ما لو قيل : وامسحوا رءوسكم ، فإنه كقوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فاغسلوا وجوهكم " .
واختلف العلماء في القدر الواجب ، فأوجب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أقل ما ينطلق عليه الاسم أخذا باليقين ،
وأبو حنيفة ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث مسح على ناصيته وقدرها
[ ص: 11 ] بربع الرأس ،
ومالك مسح الكل أخذا بالاحتياط .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وأرجلكم إلى الكعبين بالنصب عطفا على وجوهكم ، ويؤيده السنة الشائعة ، وعمل الصحابة ، وقول أكثر الأئمة ، والتحديد إذ المسح لم يعهد محدودا . وقرئ بالجر على الجوار ، ونظيره في القرآن كثير ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26عذاب يوم أليم ، ونظائره . وللنحاة في ذلك باب مفرد ، وفائدته التنبيه على أنه ينبغي أن يقتصد في صب الماء عليها ، ويغسلها غسلا قريبا من المسح ، وفي الفصل بينه وبين أخواته إيماء إلى أفضلية الترتيب . وقرئ بالرفع ; أي : وأرجلكم مغسولة .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وإن كنتم جنبا فاطهروا ; أي : فاغتسلوا ، وقرئ : ( فاطهروا ) ; أي : فطهروا أبدانكم . وفي تعليق الأمر بالطهارة الكبرى بالحدث الأكبر إشارة إلى اشتراط الأمر بالطهارة الصغرى بالحدث الأصغر .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وإن كنتم مرضى مرضا يخاف به الهلاك ، أو ازدياده باستعمال الماء .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6أو على سفر ; أي : مستقرين عليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه من : لابتداء الغاية ، وقيل : للتبعيض ، وهي متعلقة بامسحوا . وقرئ : ( فأموا صعيدا ) ، وقد مر تفسير الآية الكريمة مشبعا في سورة النساء ، فليرجع إليه ، ولعل التكرير ليتصل الكلام في أنواع الطهارة .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6ما يريد الله ; أي : ما يريد بالأمر بالطهارة للصلاة ، أو بالأمر بالتيمم .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6ليجعل عليكم من حرج من ضيق في الامتثال به .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6ولكن يريد ما يريد بذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6ليطهركم ; أي : لينظفكم ، أو ليطهركم عن الذنوب ، فإن الوضوء مكفر لها ، أو ليطهركم بالتراب إذا أعوزكم التطهر بالماء ، فمفعول يريد في الموضعين محذوف ، واللام للعلة ، وقيل : مزيدة . والمعنى : ما يريد الله أن يجعل عليكم من حرج في باب الطهارة ، حتى لا يرخص لكم في التيمم ، ولكن يريد أن يطهركم بالتراب ، إذا أعوزكم التطهر بالماء .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وليتم بشرعه ما هو مطهرة لأبدانكم ومكفرة لذنوبكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6نعمته عليكم في الدين ، أو ليتم برخصه إنعامه عليكم بعزائمه .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6لعلكم تشكرون نعمته . ومن لطائف الآية الكريمة أنها مشتملة على سبعة أمور كلها مثنى ، طهارتان : أصل وبدل ، والأصل اثنان : مستوعب وغير مستوعب ، وباعتبار الفعل غسل ومسح ، وباعتبار المحل محدود وغير محدود ، وأن آلتهما مائع وجامد ، وموجبهما حدث أصغر وأكبر ، وأن المبيح للعدول إلى البدل مرض وسفر ، وأن الموعود عليهما تطهير الذنوب وإتمام النعمة .
nindex.php?page=treesubj&link=28976_19605_237_25833_28640_29723_30504_310_315_316_32577_326_34_44_53_57_6_60_722_727nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى ، أَوْ عَلَى سَفَرٍ ، أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ ، أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شُرُوعٌ فِي بَيَانِ الشَّرَائِعِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِدِينِهِمْ بَعْدَ بَيَانِ مَا يَتَعَلَّقُ بِدُنْيَاهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ; أَيْ : أَرَدْتُمُ الْقِيَامَ إِلَيْهَا ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فَإِذَا قَرَأْتَ القرآن فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ، عَبَّرَ عَنْ إِرَادَةِ الْفِعْلِ بِالْفِعْلِ الْمُسَبَّبِ عَنْهَا مَجَازًا لِلْإِيجَازِ ، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ مَنْ أَرَادَ الصَّلَاةَ حَقُّهُ أَنْ يُبَادِرَ إِلَيْهَا ، بِحَيْثُ لَا يَنْفَكُّ عَنْ إِرَادَتِهَا ، أَوْ إِذَا قَصَدْتُمُ الصَّلَاةَ إِطْلَاقًا لِاسْمِ أَحَدِ لَازِمَيْهَا عَلَى لَازِمِهَا الْآخَرِ . وَظَاهِرُ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ يُوجِبُ الْوُضُوءَ عَلَى كُلِّ قَائِمٍ إِلَيْهَا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحْدِثًا ، لِمَا أَنَّ الْأَمْرَ لِلْوُجُوبِ قَطْعًا ، وَالْإِجْمَاعُ عَلَى خِلَافِهِ . وَقَدْ رُوِيَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=666394أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ يَوْمَ الْفَتْحِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : " عَمْدًا فَعَلْتُهُ يَا nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ " ، يَعْنِي : بَيَانًا لِلْجَوَازِ . وَحَمْلُ الْأَمْرِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيْرِ الْمُحْدِثِ عَلَى النَّدْبِ مِمَّا لَا مَسَاغَ لَهُ ، فَالْوَجْهُ أَنَّ الْخِطَابَ خَاصٌّ بِالْمُحْدِثِينَ بِقَرِينَةِ دَلَالَةِ الْحَالِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=313وَاشْتِرَاطُ الْحَدَثِ فِي التَّيَمُّمِ الَّذِي هُوَ بَدَلُهُ ، وَمَا نُقِلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاءِ مِنْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ لِكُلِّ صَلَاةٍ ، فَلَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ بِطَرِيقِ الْوُجُوبِ أَصْلًا ، كَيْفَ لَا وَمَا رُوِيَ عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=662425مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ " صَرِيحٌ فِي أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْهُمْ بِطَرِيقِ النَّدْبِ ، وَمَا قِيلَ : كَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ الْأَمْرِ ثُمَّ نُسِخَ ، يَرُدُّهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=705216الْمَائِدَةُ مِنْ آخِرِ القرآن نُزُولًا ، فَأَحِلُّوا حَلَالَهَا وَحَرِّمُوا حَرَامَهَا " .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ; أَيْ : أَمِرُّوا عَلَيْهَا الْمَاءَ ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى الدَّلْكِ ، خِلَافًا لِمَالِكٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ الْجُمْهُورُ عَلَى دُخُولِ الْمِرْفَقَيْنِ فِي الْمَغْسُولِ ، وَلِذَلِكَ قِيلَ : " إِلَى " بِمَعْنَى مَعَ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=52وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ . وَقِيلَ : هِيَ إِنَّمَا تُفِيدُ مَعْنَى الْغَايَةِ مُطْلَقًا ، وَأَمَّا دُخُولُهَا فِي الْحُكْمِ ، أَوْ خُرُوجُهَا مِنْهُ ، فَلَا دَلَالَةَ لَهَا عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا هُوَ أَمْرٌ يَدُورُ عَلَى الدَّلِيلِ الْخَارِجِيِّ ، كَمَا فِي : حَفِظْتُ القرآن مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ; فَإِنَّ الدُّخُولَ فِي الْأَوَّلِ وَالْخُرُوجَ فِي الثَّانِي مُتَيَقَّنٌ بِنَاءً عَلَى تَحَقُّقِ الدَّلِيلِ ، وَحَيْثُ لَمَّ يَتَحَقَّقْ ذَلِكَ فِي الْآيَةِ ، وَكَانَتِ الْأَيْدِي مُتَنَاوِلَةً لِلْمَرَافِقِ ، حُكِمَ بِدُخُولِهَا فِيهَا احْتِيَاطًا . وَقِيلَ : " إِلَى " مِنْ حَيْثُ إِفَادَتُهَا لِلْغَايَةِ تَقْتَضِي خُرُوجَهَا ، لَكِنْ لَمَّا لَمْ تَتَمَيَّزِ الْغَايَةُ هَهُنَا عَنْ ذِي الْغَايَةِ ، وَجَبَ إِدْخَالُهَا احْتِيَاطًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ الْبَاءُ مَزِيدَةٌ ، وَقِيلَ : لِلتَّبْعِيضِ ، فَإِنَّهُ الْفَارِقُ بَيْنَ قَوْلِكَ : مَسَحْتُ الْمِنْدِيلَ ، وَمَسَحْتُ بِالْمِنْدِيلِ ، وَتَحْقِيقُهُ أَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى تَضْمِينِ الْفِعْلِ مَعْنَى الْإِلْصَاقِ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ : وَأَلْصِقُوا الْمَسْحَ بِرُءُوسِكُمْ ، وَذَلِكَ لَا يَقْتَضِي الِاسْتِيعَابَ كَمَا يَقْتَضِيهِ مَا لَوْ قِيلَ : وَامْسَحُوا رُءُوسَكُمْ ، فَإِنَّهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ " .
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْقَدْرِ الْوَاجِبِ ، فَأَوْجَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ أَقَلَّ مَا يَنْطَلِقُ عَلَيْهِ الِاسْمُ أَخْذًا بِالْيَقِينِ ،
وَأَبُو حَنِيفَةَ بِبَيَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ مَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِهِ وَقَدَّرَهَا
[ ص: 11 ] بِرُبُعِ الرَّأْسِ ،
وَمَالِكٌ مَسَحَ الْكُلَّ أَخْذًا بِالِاحْتِيَاطِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى وُجُوهِكُمْ ، وَيُؤَيِّدُهُ السُّنَّةُ الشَّائِعَةُ ، وَعَمَلُ الصَّحَابَةِ ، وَقَوْلُ أَكْثَرِ الْأَئِمَّةِ ، وَالتَّحْدِيدُ إِذِ الْمَسْحُ لَمْ يُعْهَدْ مَحْدُودًا . وَقُرِئَ بِالْجَرِّ عَلَى الْجِوَارِ ، وَنَظِيرُهُ فِي القرآن كَثِيرٌ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=26عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ، وَنَظَائِرِهِ . وَلِلنُّحَاةِ فِي ذَلِكَ بَابٌ مُفْرَدٌ ، وَفَائِدَتُهُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقْتَصِدَ فِي صَبِّ الْمَاءِ عَلَيْهَا ، وَيَغْسِلَهَا غَسْلًا قَرِيبًا مِنَ الْمَسْحِ ، وَفِي الْفَصْلِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخَوَاتِهِ إِيمَاءٌ إِلَى أَفْضَلِيَّةِ التَّرْتِيبِ . وَقُرِئَ بِالرَّفْعِ ; أَيْ : وَأَرْجُلُكُمْ مَغْسُولَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ; أَيْ : فَاغْتَسِلُوا ، وَقُرِئَ : ( فَاطْهُرُوا ) ; أَيْ : فَطَهِّرُوا أَبْدَانَكُمْ . وَفِي تَعْلِيقِ الْأَمْرِ بِالطَّهَارَةِ الْكُبْرَى بِالْحَدَثِ الْأَكْبَرِ إِشَارَةٌ إِلَى اشْتِرَاطِ الْأَمْرِ بِالطَّهَارَةِ الصُّغْرَى بِالْحَدَثِ الْأَصْغَرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى مَرَضًا يُخَافُ بِهِ الْهَلَاكُ ، أَوِ ازْدِيَادُهُ بِاسْتِعْمَالِ الْمَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6أَوْ عَلَى سَفَرٍ ; أَيْ : مُسْتَقِرِّينَ عَلَيْهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مِنْ : لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ ، وَقِيلَ : لِلتَّبْعِيضِ ، وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِامْسَحُوا . وَقُرِئَ : ( فَأُمُّوا صَعِيدًا ) ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مُشْبَعًا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ ، فَلْيُرْجَعْ إِلَيْهِ ، وَلَعَلَّ التَّكْرِيرَ لِيَتَّصِلَ الْكَلَامُ فِي أَنْوَاعِ الطَّهَارَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6مَا يُرِيدُ اللَّهُ ; أَيْ : مَا يُرِيدُ بِالْأَمْرِ بِالطَّهَارَةِ لِلصَّلَاةِ ، أَوْ بِالْأَمْرِ بِالتَّيَمُّمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ مِنْ ضِيقٍ فِي الِامْتِثَالِ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وَلَكِنْ يُرِيدُ مَا يُرِيدُ بِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6لِيُطَهِّرَكُمْ ; أَيْ : لِيُنَظِّفَكُمْ ، أَوْ لِيُطَهِّرَكُمْ عَنِ الذُّنُوبِ ، فَإِنَّ الْوُضُوءَ مُكَفِّرٌ لَهَا ، أَوْ لِيُطَهِّرَكُمْ بِالتُّرَابِ إِذَا أَعْوَزَكُمُ التَّطَهُّرُ بِالْمَاءِ ، فَمَفْعُولُ يُرِيدُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مَحْذُوفٌ ، وَاللَّامُ لِلْعِلَّةِ ، وَقِيلَ : مَزِيدَةٌ . وَالْمَعْنَى : مَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ فِي بَابِ الطَّهَارَةِ ، حَتَّى لَا يُرَخِّصَ لَكُمْ فِي التَّيَمُّمِ ، وَلَكِنْ يُرِيدُ أَنْ يُطَهِّرَكُمْ بِالتُّرَابِ ، إِذَا أَعْوَزَكُمُ التَّطَهُّرُ بِالْمَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6وَلِيُتِمَّ بِشَرْعِهِ مَا هُوَ مَطْهَرَةٌ لِأَبْدَانِكُمْ وَمَكْفَرَةٌ لِذُنُوبِكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ ، أَوْ لِيُتِمَّ بِرُخَصِهِ إِنْعَامَهُ عَلَيْكُمْ بِعَزَائِمِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ نِعْمَتَهُ . وَمِنْ لَطَائِفِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّهَا مُشْتَمِلَةٌ عَلَى سَبْعَةِ أُمُورٍ كُلُّهَا مُثَنًّى ، طَهَارَتَانِ : أَصْلٌ وَبَدَلٌ ، وَالْأَصْلُ اثْنَانِ : مُسْتَوْعِبٌ وَغَيْرُ مُسْتَوْعِبٍ ، وَبِاعْتِبَارِ الْفِعْلِ غَسْلٌ وَمَسْحٌ ، وَبِاعْتِبَارِ الْمَحِلِّ مَحْدُودٌ وَغَيْرُ مَحْدُودٍ ، وَأَنَّ آلَتَهُمَا مَائِعٌ وَجَامِدٌ ، وَمُوجِبُهُمَا حَدَثٌ أَصْغَرُ وَأَكْبَرُ ، وَأَنَّ الْمُبِيحَ لِلْعُدُولِ إِلَى الْبَدَلِ مَرَضٌ وَسَفَرٌ ، وَأَنَّ الْمَوْعُودَ عَلَيْهِمَا تَطْهِيرُ الذُّنُوبِ وَإِتْمَامُ النِّعْمَةِ .