nindex.php?page=treesubj&link=28972_32050_32063_33179nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط المستقيم .
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط المستقيم : إفراد لمعظم أفراد المعونة المسؤولة بالذكر؛ وتعيين لما هو الأهم؛ أو بيان لها؛ كأنه قيل: كيف أعينكم؟ فقيل: اهدنا؛ والهداية دلالة بلطف على ما يوصل إلى البغية؛ ولذلك اختصت بالخير؛ وقوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=23فاهدوهم إلى صراط الجحيم ؛ وارد على نهج التهكم؛ والأصل تعديته بـ "إلى" و"اللام"؛ كما في قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=35قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق ؛ فعومل معاملة "اختار" في قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155واختار موسى قومه ؛ وعليه قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69لنهدينهم سبلنا ؛ وهداية الله (تعالى) - مع تنوعها إلى أنواع لا تكاد تحصر - منحصرة في أجناس مترتبة؛ منها أنفسية؛ كإفاضة القوى الطبيعية والحيوانية التي بها يصدر عن المرء أفاعيله الطبيعية والحيوانية؛ والقوى المدركة؛ والمشاعر الظاهرة والباطنة التي بها يتمكن من إقامة مصالحه المعاشية والمعادية؛ ومنها آفاقية؛ فإما تكوينية معربة عن الحق بلسان الحال - وهي نصب الأدلة المودعة في كل فرد من أفراد العالم؛ حسبما لوح به فيما سلف -؛ وإما تنزيلية مفصحة عن تفاصيل الأحكام النظرية والعملية بلسان المقال؛ بإرسال الرسل؛
[ ص: 18 ] وإنزال الكتب المنطوية على فنون الهدايات - التي من جملتها الإرشاد إلى مسلك الاستدلال بتلك الأدلة التكوينية الآفاقية والأنفسية -؛ والتنبيه على مكانها؛ كما أشير إليه مجملا في قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20وفي الأرض آيات للموقنين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وفي أنفسكم أفلا تبصرون ؛ وفي قوله - عز وعلا -:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون ؛ ومنها الهداية الخاصة؛ وهي كشف الأسرار على قلب المهدي بالوحي؛ أو الإلهام؛ ولكل مرتبة من هذه المراتب صاحب ينتحيها؛ وطالب يستدعيها؛ والمطلوب إما زيادتها؛ كما في قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17والذين اهتدوا زادهم هدى ؛ وإما الثبات عليها؛ كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي؛ وأبي - رضي الله عنهما -: اهدنا: ثبتنا؛ ولفظ الهداية على الوجه الأخير مجاز - قطعا -؛ وأما على الأول فإن اعتبر مفهوم الزيادة داخلا في المعنى المستعمل فيه كان مجازا أيضا؛ وإن اعتبر خارجا عنه؛ مدلولا عليه بالقرائن؛ كان حقيقة؛ لأن الهداية الزائدة هداية؛ كما أن العبادة الزائدة عبادة؛ فلا يلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز؛ وقرئ: "أرشدنا"؛ و"الصراط": الجادة؛ أصله السين؛ قلبت صادا لمكان الطاء؛ كـ "مصيطر"؛ في "مسيطر"؛ من سرط الشيء إذا ابتلعه؛ سميت به لأنها تسترط السابلة إذا سلكوها؛ كما سميت لقما لأنها تلتقمهم؛ وقد تشم الصاد صوت الزاي؛ تحريا للقرب من المبدل منه؛ وقد قرئ بهن جميعا؛ وفصحاهن إخلاص الصاد؛ وهي لغة
قريش؛ وهي الثابتة في الإمام؛ وجمعه "صرط"؛ كـ "كتاب؛ وكتب"؛ وهو كـ "الطريق" و"السبيل" في التذكير والتأنيث؛ و"المستقيم": المستوي؛ والمراد به طريق الحق؛ وهي الملة الحنفية السمحة المتوسطة بين الإفراط؛ والتفريط.
nindex.php?page=treesubj&link=28972_32050_32063_33179nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ : إِفْرَادٌ لِمُعْظَمِ أَفْرَادِ الْمَعُونَةِ الْمَسْؤُولَةِ بِالذِّكْرِ؛ وَتَعْيِينٌ لِمَا هُوَ الْأَهَمُّ؛ أَوْ بَيَانٌ لَهَا؛ كَأَنَّهُ قِيلَ: كَيْفَ أُعِينُكُمْ؟ فَقِيلَ: اهْدِنَا؛ وَالْهِدَايَةُ دَلَالَةٌ بِلُطْفٍ عَلَى مَا يُوَصِّلُ إِلَى الْبُغْيَةِ؛ وَلِذَلِكَ اخْتُصَّتْ بِالْخَيْرِ؛ وَقَوْلُهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=23فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الجحيم ؛ وَارِدٌ عَلَى نَهْجِ التَّهَكُّمِ؛ وَالْأَصْلُ تَعْدِيَتُهُ بِـ "إِلَى" وَ"اللَّامِ"؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=35قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مِنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلْ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ؛ فَعُومِلَ مُعَامَلَةَ "اخْتَارَ" فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ؛ وَهِدَايَةُ اللَّهِ (تَعَالَى) - مَعَ تَنَوُّعِهَا إِلَى أَنْوَاعٍ لَا تَكَادُ تُحْصَرُ - مُنْحَصِرَةٌ فِي أَجْنَاسٍ مُتَرَتِّبَةٍ؛ مِنْهَا أَنْفُسِيَّةٌ؛ كَإِفَاضَةِ الْقُوَى الطَّبِيعِيَّةِ وَالْحَيَوَانِيَّةِ الَّتِي بِهَا يَصْدُرُ عَنِ الْمَرْءِ أَفَاعِيلُهُ الطَّبِيعِيَّةُ وَالْحَيَوَانِيَّةُ؛ وَالْقُوَى الْمُدْرِكَةِ؛ وَالْمَشَاعِرِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ الَّتِي بِهَا يَتَمَكَّنُ مِنْ إِقَامَةِ مَصَالِحِهِ الْمَعَاشِيَّةِ وَالْمَعَادِيَّةِ؛ وَمِنْهَا آفَاقِيَّةٌ؛ فَإِمَّا تَكْوِينِيَّةٌ مُعْرِبَةٌ عَنِ الْحَقِّ بِلِسَانِ الْحَالِ - وَهِيَ نَصْبُ الْأَدِلَّةِ الْمُودَعَةِ فِي كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْعَالَمِ؛ حَسْبَمَا لُوِّحَ بِهِ فِيمَا سَلَفَ -؛ وَإِمَّا تَنْزِيلِيَّةٌ مُفْصِحَةٌ عَنْ تَفَاصِيلِ الْأَحْكَامِ النَّظَرِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ بِلِسَانِ الْمَقَالِ؛ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ؛
[ ص: 18 ] وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ الْمُنْطَوِيَةِ عَلَى فُنُونِ الْهِدَايَاتِ - الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا الْإِرْشَادُ إِلَى مَسْلَكِ الِاسْتِدْلَالِ بِتِلْكَ الْأَدِلَّةِ التَّكْوِينِيَّةِ الْآفَاقِيَّةِ وَالْأَنْفُسِيَّةِ -؛ وَالتَّنْبِيهِ عَلَى مَكَانِهَا؛ كَمَا أُشِيرَ إِلَيْهِ مُجْمَلًا فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=20وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=21وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ؛ وَفِي قَوْلِهِ - عَزَّ وَعَلَا -:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ؛ وَمِنْهَا الْهِدَايَةُ الْخَاصَّةُ؛ وَهِيَ كَشْفُ الْأَسْرَارِ عَلَى قَلْبِ الْمَهْدِيِّ بِالْوَحْيِ؛ أَوِ الْإِلْهَامِ؛ وَلِكُلِّ مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ صَاحِبٌ يَنْتَحِيهَا؛ وَطَالِبٌ يَسْتَدْعِيهَا؛ وَالْمَطْلُوبُ إِمَّا زِيَادَتُهَا؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=17وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى ؛ وَإِمَّا الثَّبَاتُ عَلَيْهَا؛ كَمَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ؛ وَأُبَيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: اهْدِنَا: ثَبِّتْنَا؛ وَلَفْظُ الْهِدَايَةِ عَلَى الْوَجْهِ الْأَخِيرِ مَجَازٌ - قَطْعًا -؛ وَأَمَّا عَلَى الْأَوَّلِ فَإِنِ اعْتُبِرَ مَفْهُومُ الزِّيَادَةِ دَاخِلًا فِي الْمَعْنَى الْمُسْتَعْمَلِ فِيهِ كَانَ مَجَازًا أَيْضًا؛ وَإِنِ اعْتُبِرَ خَارِجًا عَنْهُ؛ مَدْلُولًا عَلَيْهِ بِالْقَرَائِنِ؛ كَانَ حَقِيقَةً؛ لِأَنَّ الْهِدَايَةَ الزَّائِدَةَ هِدَايَةٌ؛ كَمَا أَنَّ الْعِبَادَةَ الزَّائِدَةَ عِبَادَةٌ؛ فَلَا يَلْزَمُ الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ؛ وَقُرِئَ: "أَرْشِدْنَا"؛ وَ"الصِّرَاطَ": الْجَادَّةَ؛ أَصْلُهُ السِّينُ؛ قُلِبَتْ صَادًا لِمَكَانِ الطَّاءِ؛ كَـ "مُصَيْطِرٍ"؛ فِي "مُسَيْطِرٍ"؛ مِنْ سَرْطِ الشَّيْءِ إِذَا ابْتَلَعَهُ؛ سُمِّيَتْ بِهِ لِأَنَّهَا تَسْتَرِطُ السَّابِلَةَ إِذَا سَلَكُوهَا؛ كَمَا سُمِّيَتْ لَقْمًا لِأَنَّهَا تَلْتَقِمُهُمْ؛ وَقَدْ تُشَمُّ الصَّادُ صَوْتَ الزَّايِ؛ تَحَرِّيًا لِلْقُرْبِ مِنَ الْمُبْدَلِ مِنْهُ؛ وَقَدْ قُرِئَ بِهِنَّ جَمِيعًا؛ وَفُصْحَاهُنَّ إِخْلَاصُ الصَّادِ؛ وَهِيَ لُغَةُ
قُرَيْشٍ؛ وَهِيَ الثَّابِتَةُ فِي الْإِمَامِ؛ وَجَمْعُهُ "صُرُطٌ"؛ كَـ "كِتَابٌ؛ وَكُتُبٌ"؛ وَهُوَ كَـ "الطَّرِيقِ" وَ"السَّبِيلِ" فِي التَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ؛ وَ"الْمُسْتَقِيمَ": الْمُسْتَوِي؛ وَالْمُرَادُ بِهِ طَرِيقُ الْحَقِّ؛ وَهِيَ الْمِلَّةُ الْحَنَفِيَّةُ السَّمْحَةُ الْمُتَوَسِّطَةُ بَيْنَ الْإِفْرَاطِ؛ وَالتَّفْرِيطِ.